وتزودوا 2 – حسن الخلق

 

حسن الخلق من أخص صفات أهل الإيمان، وكيف لا يكون كذلك وقد قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  « أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ».

وإذا كان السفر يسفر عن أخلاق الرجال فإن الحج كذلك، يكشف مدى التزام الشخص بأمر الله تعالى واجتنابه لنواهيه، كما يسفر عن أخلاقه، فما يلاقيه الحاج في ظروف الحج المختلفة يكشف بجلاء عن أخلاقه وسلوكه وتمسكه. 

ولذلك نبه القرآن الكريم على حسن الخلق لمن دخل في النسك فقال تعالى: ?الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ? (البقرة:197).

والرفث: هو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية، أو الفحش في الكلام لا سيما في حضرة النساء، والفسوق وهو: جميع المعاصي كبرت أم صغرت، ومنها محظورات الإحرام والفسوق.

والجدال وهو: المماراة والمنازعة والمخاصمة والمناقشة والمشادة حتى يغضب الرجل صاحبه، فهي بذلك تثير الشر، وتوقع العداوة.

والنهي عنها ينتهي إلى ترك كل ما ينافي حالة التحرج والتجرد للّه في هذه الفترة، والارتفاع على دواعي الأرض، والرياضة الروحية على التعلق باللّه دون سواه، والتأدب الواجب في بيته الحرام لمن قصد إليه متجردا حتى من مخيط الثياب!

ولعل الحكمة في إلزام الحاج بهذه الآداب وهي آداب لسانية تعظيم شأن الحرم وتغليظ أمر الإثم فيه ; إذ الأعمال تختلف باختلاف الزمان والمكان، فللملأ آداب غير آداب الخلوة مع الأهل، ويقال في مجلس الإخوان ما لا يقال في مجلس السلطان، ويجب أن يكون المرء في أوقات العبادة والحضور مع الله تعالى على أكمل الآداب وأفضل الأحوال، وناهيك بالحضور في البيت الذي نسبه الله سبحانه إليه.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين