رمضان وذكرياته - رمضان وأمة اقرأ
   رمضان .. و ذكريـاته


ففي رمضان وفي مكة، وفي قمة جبل منجبالها التي تطل عليها وتسعد برؤية البيت الحرام فيها، وفي غار ضيق لا يكاد يتسعلرجل فضلاً عن اثنين، تهبط الكلمات الأولى على محمد صلى الله عليه وسلم المنقطع عنالخلق في هذا المكان الموحش.. تهبط هذه الكلمات لتقول له: «اقرأ باسم ربك الذي خلق?خلق الانسان من علق? اقرأ وربك الأكرم? الذي علم بالقلم? علم الانسان مالم يعلم» العلق/1 ـ 5 ‏
إنها الكلمات التي غيرت وجه الانسانيةفأزاحت عنه العبوسة والشقاء، واكسبته السعادة والضياء.. غير ان «أمة اقرأ» اليومليست كأمة اقرأ في الأمس!! ‏
ان «أمة اقرأ» في الأمس عانقت النجوم بعلمها... بعزها.. بشموخها.. لأنها انفعلت بمعاني «اقرأ» ومعاني كتابها، فعاشت فيظلها، وانطلقت بها فانساحت في أصقاع الأرض، لتنشر بين الناس العلم والمعرفة والأخلاق والقيم والرحمة والعدل.. فكانت بذلك وفية لكتابها.. ولكنها ا ليوم أبعدالناس عن معاني «اقرأ» وأكثرهم أمية..!! ‏
وفي رمضان سنة «213هـ» تفتح المدينة المستغلقة المحصنة «عمورية» التي كانت تحت يد الفرنجة تطؤها أقدام جند المعتصم بالله الفاتحين، الذين نهضوا هم وقائدهم المعتصم لنجدة امرأة مسلمة اعتدي عليهافنادت: وامعتصماه... ‏
فقال لها: لبيك، لبيك.. وكان فتحعمورية في السابع عشر من رمضان وهو يوافق انتصار المسلمين في معركة بدر الكبرى، وفيهذا المعنى يقول أبو تمام في قصيدته التي مدح فيها المعتصم: ‏
فبين أيامك اللاتي نصِرتَ بها وبين أيام بدرٍ أقربُ النسب ‏
فهل تعود تلك الذكريات..؟ وهل تتجدد الانتصارات..؟‏
 

من موقع: معهد الفتح ..

رمضان.. هذه الكلمة لها وقع في النفس أيما وقع، ولها أثر أيما أثر.. إنها ليست كسائر الكلمات التي تمر على سمعنا مروراً عابراً، بل هي تهيج في الفؤادمعاني وأشجانا وأحزاناً وذكريات كثيرة كان لها شأن عظيم في حياة هذه الأمة.. انها كلمة تنفض عن الفكر وصفحاته غبار الأيام الماضية، والسنين الخالية ليتجلى ماكانغائباً، ويستيقظ ماكان نائماً حتى يعود حاضراً وكأنك تراه رأي العين
        بقلم:  الدكتورأحمد محمد الفاضل

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين