الحجاب تكليف وتشريف، وعنوان عبودية وهوية

 

 

أنت يا صاحبة الطهر والعفاف، أنت يا من أكرمك ربي بالجمال، فكنت الزينة في أجمل مظهرها، لولاك ما اكتملت سعادة وجود إنسان، أروع صفة تحملينها أنك في إيمانك قمة في تسليمك لأمر ربك، وأعظم صفة في شخصيتك أنك ترصعينها بعبوديتك لله، فحيث كان التشريع الرباني حيث أنت في روعة الاستجابة المبنية على قناعة وطمأنينة، وعزة وافتخار.

أرأيت يا درة الكون كرامتك عند ربك، فيخاطبك عبر رسولك الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، ليرقى بك مع درر من جنسك هنَّ صفوة الكون: أمهات المؤمنين، وبنات نبيك الكريم، فأي شرف ومنزلة خصك الله بها أعظم من ذلك وأرقى.

اسمعي خطاب الله لك بقلبك، وتمثليه في أعماق وجدانك، ونوري به عقلك: 

(ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين).

ثم ليبقى جمالك مصونا عزيزا، ولمكان الفتنة منك مستورا، خاطبك الحق قائلا:

 (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن).

ولئن بحثت عن أسرار هذا التكليف الذي هو لك تشريف، وعن فرض الحجاب الذي هو لك تاج، فتستطيعين إعمال عقلك المنير، ليتوافق مع تسليم قلبك الطاهر فتقولين: 

للحجاب فلسفة راقية، ورؤية حضارية رائدة، في ظاهره قطعة قماش تغطي الرأس، وعباءة تستر الجسد، ولكن في طياته يحمل معانيَ كريمة، وقتاعة ذاتية، ولعل من أروع أهدافه:

?- استجابة لأمر رباني، وعبادة وعبودية أتقرب بها لربي، أتعبد به ربي كتعبدي في صلاتي، أشعر بفخري وعزتي حيث إنني رضيت بحكم ربي، واستجبت لأمر خالقي.

?- عنوان شخصيتي المميزة، وتعبير عن هويتي الإسلامية التي أتشرف بالانتماء إليها، وهذا مما يحميني من الذوبان في الآخرين ، فكل أمة تحرص على ما يميزها في لغتها ومظهرها، فهذا مما يزدني تعلقا به لأنه يظهرني بلافتة الاسلام المحببة لقلبي. 

?- مظهر ينبئ عن حقيقة رسالتي في الحياة، وحجاب يفصح عن امرأة ذات إيمان وأخلاق، صاحبة أمانة ومنهج، يحترمني الآخرون ويقدرونني، ويثقون بي، فلا تساور أنفسهم التلاعب والخروج عن حدود الأدب.

 فأنا ذات مبدأ وقيم، وصاحبة شأن واعتبار، فلست سلعة رخيصة ينظر إليها كل من هب ودب.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين