رثاء العبد الصالح الحاج عبد القادر عوامة - وفاة العبد الصالح الحاج عبد القادر عوامة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
رثاء العبد الصالح الحاج عبد القادر عوامة
بقلم : شقيقه الشيخ محمد عوامة حفظه الله تعالى.
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى من تبعه ووالاه، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وإن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بمقدار. وبعد:
فقد كانت وفاة أخي الأكبر الشقيق الحاج عبد القادر بن محمد عوامة رحمهما الله تعالى مساء يوم الاثنين 12 من جمادى الآخرة من سنة 1429هـ، الموافق 16 حَزِيران من سنة 2008م، على إثر جلطة أصابت دماغه رحمه الله تعالى، وكانت ولادته سنة 1933م.
أخلاقه وشمائله:
وأوضح ما فيه رحمه الله: أنه لم تعرف له صبوة، وبرُّه الشديد بوالديه، وحبُّه للعلماء عامة، وحرصُه على الحج والعمرة.
صحبته لوالده:
وقد استفاد من والده (الشيخ العالم غير المُعَمَّم) محمد عوامة أمرين، أولهما: شيء كثير من تفسير القرآن الكريم، وكثير من الأحكام الفقهية، ثانيهما: جانب من تفسير الرؤى والأحلام، وكان والده بارعاً في الأمرين.
صحبته لفضيلة الشيخ محمد سلقيني:
كما استفاد مزيداً من الأحكام الشرعية من صحبته لفضيلة العالم الكبير الصالح المربي الفقيه الأصولي الشيخ محمد السلقيني رحمه الله تعالى، فإن المرحوم نشأ من أول شبابه على حب فضيلة الشيخ محمد السلقيني وملازمته في كل مجالسه ودروسه العامة والخاصة، وحجَّ معه أكثر من مرة، إلى أن لزم الشيخ بيته وتوفي رحمه الله، وكان الشيخ يحنو عليه ويعامله كأحد أبنائه.
حجه وعمراته:
وقد يسَّر الله تعالى للمرحوم الحجَّ مرات كثيرة تزيد على الثلاثين حجة، ويسَّر له العمرة أكثر وأكثر، وكان في كل ذلك حريصاً على ملازمة الحرمين الشريفين للعبادة، بل كان في حجاته وعُمَره الأخيرة يختم القرآن الكريم في كل يوم.
صدقه وأمانته:
ولم يُعرف عنه إلا كلُّ خير وصدق وأمانة في معاملاته للناس بيعاً وشراء، ونصحاً وتَذَمُّماً، ومجاورةً في السوق التجاري (سوق المحمص)، والأسواق الأخرى المجاورة، قرابة ستين عاماً، ولقد فَقَد جيرانه فيه ومعارفه الأخَ الكبير الصادق الناصح، والمرجِعَ المشاوَرَ لهم في أمورهم.
حسن الخاتمة:
وكان من المبشِّرات له ـ والحمد لله ـ إصابته وإغماؤه في المسجد بعد أدائه صلاة المغرب يوم الجمعة، ثم إقامته لمجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ الذي مضى على تعاهده له أكثر من خمسة عشر عاماً ـ، ثم توضأ استعداداً لصلاة العشاء، فوقع مغمًى عليه، رحمه الله تعالى، وكان قبل ذلك بنحو أسبوعين رجع إلى بلده حلب من العمرة والزيارة.
رحمنا الله تعالى وإياه ووالدينا ومشايخنا، والمسلمين أجمعين. آمين.
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين