أبناؤنا والكتاب - أهمية الكتاب وضرورة المطالعة
أبناؤنا والكتاب
للدكتور: بسام طراس
ليس من نافلة القول أن نتحدث عن أهمية الكتاب والمطالعة التي تساهم في تنمية العقل، وتكسب المرء شخصية متكاملة، تزيده معرفة وترفع من شأنه، فكما أن غذاء الجسد: الطعام والشراب، فغذاء العقل: المعرفة، وأهم مصادرها: المطالعة ومصاحبة الكتاب.
مَن قبلَنا كانوا يتفاخرون بخِزانات كتبهم، واليوم نتفاخر بخِزانات التحف والمجوهرات والأواني المزخرفة، كما أن مَنْ قَبْلنا كان يكتسب شخصية جديدة كلما قرأ كتاباً جديداً، واليوم هَمُّ الكثيرين تقليد مُمثِّل، أو اتباع مصمم أزياء.
أهلنا الأحبة:
إن أبناءنا فلِذات أكبادنا، فمن حقِّهم أن نهتم بهم، وإنهم أملنا الذي نبذل ما بوسعنا لنراهم سعداء.
ومن حقهم تنمية مواهبهم، وصَقْل قُدُراتهم، وإكسابهم مَهَاراتٍ تعودُ عليهم بالنفع والفائدة.
المطالعة وحبُّ القراءة:
إن الجلوس لوقت طويل، وحبس الأنفاس لمتابعة الخبر، واستقاء العبر واكتساب الدروس من الكتاب أمر شاق وليس بالسهل...
منا من تقدَّم به العمر وهو يبحث اليوم عن مكمن الخلل ومواطن النقص فيه، فيجتهد ويصارع كي يعوض ما فات، ولكنه غالباً ما يبوء بالإخفاق.
نحن اليوم نستصعب كثيراً مُصَاحَبة الكتاب، ونجد مشقَّة في الجلوس لساعة أو ساعتين فقط معه، وربما كان سبب الصعوبة أننا ما ألِفنا من نعومة أظفارنا حب المطالعة وصحبة الكتاب.
كيف نكسب أبناءنا هذه المهارة:
1 ـ ليكن من لعب أطفالنا دفتر الصور وكرَّاس الألوان، فهو لا يعرف القراءة ولا معنى الكتاب إلا أنه يتعرف عليه ويألفه.
ح2 ـ لنتعمد القراءة أمام أطفالنا، وليكن هدفنا أن يروا أننا نكتب ونقرأ ونحب الكتاب ونهتم به، ونحافظ عليه ونمدحه ونعترف بفائدته.
3 ـ مع الصف الدراسي الأول، على المعلمين والآباء والأمهات أن يُتقنوا فنّ التعامل مع الكتاب، وليسعَوْا ما بوسعهم أن لا يكره الطالب الكتاب فيعتبره مصدر إقلاق وإزعاج، وأن يتعوّد احترامه، وأن يتعلم كيف يحافظ عليه.
4 ـ لنحرص أن يكون في غرف أبنائنا مكتبة تخصُّهم، فيها قصص وصور وألوان وألعاب، وعليها مصباح وكرسي مريح.
5 ـ لنجعل في ميزانيات أطفالنا ـ ونحن نعطيهم مصروفهم اليومي ـ مبلغاً يحتفظون به لشراء قصة أو كتاب.
6 ـ لنعمل على تحفيز الأطفال وإقناعهم بأهمية الكتاب، وأنه يشترط لنجاحهم وتفوّقهم حبُّ الكتاب ودوام صحبته.
7 ـ لنخصِّص لهم وقتاً للقراءة الجماعية في برنامجهم اليومي مع الأم والأب وأفراد الأسرة.
8 ـ لنحتفل احتفالاً بسيطاً بمناسبة إنهاء الأبناء لبعض الكتب، ولنجمع أترابهم وأفراد الأسرة لتكريمهم، ولنطبع لهم شهادات تقدير يعتزون بها ويفخرون.
9 ـ حسن اختيار الكتاب المزوّد بالوسائل المحببة للقراءة، ومن تأليف اختصاصيين وتربويين يعرفون خصائص كل مرحلة ويؤلفون ما يستهوي الجميع.
10 ـ ولا يخفى دور المدرسة ومكتبة الصف، ووسائل الإعلام في التشجيع على المطالعة.
نأمل أن تكون هذه الإجراءات ـ بالإضافة إلى دوام التوجيه والحث المتواصل ـ باعثاً مهمّاً لحبّ القراءة وإلفة الكتاب، وأن لا يحل التلفاز بفساده وسوء تدبير القائمين عليه أو الألعاب القاتلة للوقت والمُكسبة للعادات السيئة للأولاد، كالشرود وقلة الحركة مكان حلاوة الكتاب وحُسن صحبته.
وخير جليسٍ في الأنام كتابُ.
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين