فتنة فيلم هولندي يثير غضب الرأي العالمي - ـ
فتنة " فيلم هولندي يثير غضب الرأي العالمي
تصاعدت ردود الفعل العربية والدولية الغاضبة والمنددة بعرض فيلم هولندي مسيء للإسلام أخرجه النائب الهولندي المتطرف خيرت فيلدرز.
وفي هذا الصدد حقّق الفيلم الهولندي فشلاً ذريعاً؛ بسبب نجاح المسلمين في هولندا والعالم بتجاهله وعدم القيام بأي ردود فعل غير مسئولة تجاهه واتّباع الأساليب النظامية في مواجهة الإساءة.
وأكّدت تقارير صحفية غربية أن نسبة الإقبال على الفيلم قليلة للغاية. وناشدت اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء- صلى الله عليه وسلم- المسلمين في العالم كله إلى تجاهل الفيلم الهولندي المسيء للقرآن وعدم محاولة الدخول على المواقع التي تنشره.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) ذلك الفيلم الذي يدعى "فتنة" بوصفه "معاديًا بشكل مسيء للإسلام".
واعتبر "بان" أنه "لا يوجد مبرر للغة الكراهية والتحريض على العنف" وقال: "حرية التعبير لا مكان لها هنا".
من جهة ثانية أدانت إيران الفيلم، ووصفته بأنه "شائن ومسيء للإسلام" ودعت الحكومات الأوروبية لمنع عرضه.
وفي إسلام آباد استدعى مكتب الخارجية السفير الهولندي ليقدم احتجاجًا، كما شهدت مدينة كراتشي احتجاج عشرات الأشخاص الذين طالبوا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدانمارك وهولندا.
ونددت إندونيسيا- وهي أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان- الفيلم أيضًا. ووصفه متحدث باسم الخارجية بأنه "يحمل سمة عنصرية ويمثل إهانة للإسلام متخفية تحت ستار حرية التعبير".
من جهته أدان المؤتمر الإسلامي الفيلم، واعتبره "تحريضًا على الحقد". وأدان الأمين العام للمنظمة التي تضم 57 دولة في بيان "بأشد أنواع الإدانة" الفيلم "الذي يتضمن تشويهًا لصورة الإسلام وإساءة إلى القرآن".
ووصف أكمل الدين إحسان أوغلو الفيلم بأنه "عمل متعمد" يهدف إلى التمييز ضد المسلمين وإثارة الكراهية إزاءهم كما يعتبر تشويهًا للدين الإسلامي الغرض منه التحريض على إثارة القلاقل والاضطرابات وتهديد الأمن والاستقرار في العالم.
كما رفض الأمين العام لمجلس أوروبا تيري ديفيس "الصورة المشوهة والمسيئة للإسلام" التي يعكسها الفيلم, ووصفه بأنه "تلاعب غير مرغوب يستغل الجهل والأفكار المسبقة والخوف". كما اعتبر أن هذا اليوم "يوم حزين بالنسبة للديمقراطية الأوروبية".
من جانبه قال وزير الإعلام المغربي خالد ناصري: إن هناك "تخلفًا ثقافيًا" لدى فيلدرز, وأضاف أن "الإسلام ديانة أكثر من مليار شخص في القارات الخمس وكل من يسيء إليه يعبر عن تخلف ثقافي".
في هذه الأثناء دعا زعماء مسلمي هولندا إلى الهدوء وطالبوا مسلمي العالم بعدم استهداف المصالح الهولندية. ونقلت رويترز عن محمد ربيع وهو زعيم هولندي من أصل مغربي "دعوتنا للمسلمين بالخارج هي اتباع استراتيجيتنا وعدم إفسادها بأي حوادث عنيفة".
وتابع ربيع "نحن نشعر بالإساءة للربط بين الإسلام والعنف ولكننا نعرف هذا الشخص (فيلدرز) وأفضل ردّ عليه هو الردّ المسئول".
ويعيش في هولندا 16 مليون نسمة بينهم مليون مسلم. كما أقام الاتحاد الإسلامي الهولندي دعوى قضائية ضد فيلدرز لمنعه من مقارنة الإسلام بالفاشية، قائلاً: إنه يحرض على كراهية المسلمين.
وقد أظهر استطلاع أخير للرأي بهولندا أن 12 % فقط- من 1200 شخص شملهم الاستطلاع- يعتقدون أن الفيلم يمثل الإسلام بدقة، بينما قال 72%: إنه يظهر تطرف جماعة معينة.
وكان رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكننده قد رفض آراء فيلدرز، وأبدى رضاه عن ردود الفعل الهادئة من قبل المنظمات الهولندية المسلمة.
كما عبرت سلوفينيا التي تتولى حاليًا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في بيان عن تأييد الاتحاد لتوجه الحكومة الهولندية, معتبرًا أن الفيلم لا يخدم أي هدف سوى تأجيج الكراهية.
وذكر البيان أيضًا أن الاتحاد الأوروبي يطبق مبدأ حرية التعبير, لكن ينبغي ممارستها بروح من الاحترام للأديان وغيرها من المعتقدات والقناعات.
وفي باريس قالت فرنسا: إن "حرية التعبير تمثل حرية أساسية وعالمية" يتعين ممارستها "في ظل احترام القانون". ودعا متحدث باسم الخارجية إلى انتظار موقف القضاء الهولندي الذي ينظر دعوى بحظر الفيلم.
وفي كوبنهاجن أدان رئيس الوزراء الدانماركي أندرس فوغ راسموسن بثّ الفيلم معتبرًا أنه يشكل "استفزازًا مجانيًا".
من موقع معهد الفتح الاسلامي
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين