الملتقى الثالث في معهد جامع التقوى بحلب - ملتقى جامع التقوى لتحفيظ القرآن
انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» وبإشراف الأستاذ أسامة صباغ مدير معهد التقوى وإمام وخطيب جامع التقوى افتتح الملتقى الثالث في معهد جامع التقوى لتحفيظ القرآن الكريم في حي سيف الدولة في حلب ولمدة ثلاثة أيام اعتباراً من 22 ربيع الثاني 1429 (يوم السبت ، الأحد، الاثنين):
اليوم الأول: افتتح الملتقى بتلاوة مباركة من سورة فاطر تلتها الطفلة تقوى صباغ، ثم قام عريف الحفل الأستاذ سلمان عباس بتعريف الملتقى (والشيخ سلمان هو سبط الشيخ أحمد القلاش، وهو خريج مدرسة الشعبانية وتابع دراسته في قسم التخصص في معهد الفتح الإسلامي، وتخرج في جامعة الأزهر وهو الآن يتابع في الدراسات العليا في معهد الفتح)
  ثم ألقى الشيخ أسامة صباغ محاضرة بعنوان: «معاهدنا بين الواقع والطموح » فقد تحدث بداية عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن وحدة الخارطة والهدف والقاعدة، وتحدث عن معاهد تحفيظ القرآن في بلادنا بأنها ثمرة وحسنة من حسنات وبركة من بركات دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك في شامنا» وإن معاهد تحفيظ القرآن الكريم شكل من أشكال الاستجابة الطيبة للدعوة المباركة التي وجهها نبينا صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة يحثهم فيها على خدمة كتاب الله العزيز: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» وخدمتنا له لا تكون إلا بنشر مبادئه وبث رسالاته وتكثير مناصريه وحامليه في بقاع المعمورة وأن نتربى في مدرسته جيلاً بعد جيل، وهو واجب نتشرف بتأديته تجاه أبناء أمتنا الأعزاء، وذلك بإعدادهم ليكونوا في الغد القريب خير أمة أخرجت للناس وبذلك ننجح في حمل أمانة الله التي سيسألنا عنه يوم القيامة :«إن الله سيسأل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع».
وقال الأستاذ أسامة: وقد كنا وما زلنا وسنبقى نقوم برعاية هذه البراعم الصغيرة، ونسعى لتأمين ما يحتاجوه ليحقِّقوا آمال الأمة، ويكونوا أفراداً مثمرين منتجين، «لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته».
ثم تحدث عن معهد التقوى، وذكر أنه قد تأسس عام: 1420 وخضع خلال هذه السنوات الماضية لثلاث مراحل تطوير وتحديث على كافة الأصعدة والمجالات، أما من حيث المنهجية فقد تبنى المعهد مناهج ومؤلفات تناسب كل مرحلة عمرية وكل جنس وتشتمل على أبواب الدين الأساسية وبطرح جديد وأسلوب معاصر، أصيل وأما من حيث التخصصية فقد ضمَّ في صفوف عامليه طاقة وكوكبة من المخضرمين والمبدعين في حقل التربية والتعليم من مدرسين ومدرسات بالإضافة إلى من تولت إدارة المعهد تدريبهم وإعدادهم من المتطوعين المتطوعات.
 
أهم أهداف المعهد التربوية والتعليمية : تعليم العقيدة الصحيحة بأسلوب ميسر، وتعليم الحديث الشريف الصحيح وهديه صلى الله عليه وسلم في كافة شؤون الحياة والسنن المهجورة,وكذلك تعليم القراءة السليمة (محو الأمية) والاهتمام بتحسين الخط، وتعليم القرآن (حفظاً وتعليما) مع الالتزام بأحكام التجويد والترتيل والوقوف مع توجيهاته ورسالاته ، وكذلك تعليم الفقه مع تجنب الخلافات الفقهية واعتماد الصحيح والمتفق عليه والمعتمد عند جمهور أهل العلم، وتعليم السيرة النبوية وأخذ الدروس والحكم والعبر منها، وتعليم الآداب والأخلاق وسلوكيات المسلم الملتزم العامة، وتعليم النشيد الهادف والنشاط الموجه.
شروط المدرس:
1-الشهادة الأكاديمية (شرعية كانت أو تربوية أو ما يكون لها صلة بخطة المعهد).
2- الخبرة العملية أو الخدمة (سواء كانت في مدارس أو في معاهد أو في رياض الطفولة).
3- الإنتاج، التزكية، القدرة على التفاعل مع الطفل وتغيير سلوكه نحو الأفضل.
النظام الداخلي لمعاهدنا:
1- أن يعاهد الله تعالى على أن يتعامل مع طلبة حلقته مع الأبناء والأخوة، وأن يسعى  بكل وسائل الترغيب أو الترهيب المضبوطة مستعيناً بالله تعالى أولاً أن يرقى بمستواهم الإيماني والعلمي والخلقي.
2- أن يتعهد بإعطاء المنهاج المقرر كاملا خلال الفترة الزمنية للدورة مع كافة الاختبارات الشفهية والكتابية.
3- أن يهيأ طلاب حلقته لجولات المشرف التفقدية ليكونوا في أحسن حالة وجاهزية في كل وقت (سلوكيا، تحصيليا).
4- أن يعطي المقرر بعيداً عن خلفيته أو مرجعيته المذهبية أو الفكرية، وأن يلتزم بحرفية المقرر.
5- أن يطلع المشرف أو الإدارة على أي إبداع شخصي لدراسة إمكانية تبنيه وتنفيذه.
6- أن ينضبط بدوام المعهد ومتابعة دفتر غياب الطلبة ونظافة الحلقة وسلامة الأثاث.
7- أن يسبق تغيبه إعلاماً للإدارة بغيابه لتامين البديل وسد الشاغر.
8- في حال وقوع أي تقصير في النقاط السابقة وبتكرر التنبيهات يحسم من رابت المدرس بقدر الضرر الواقع.
ثم تحدث عن الأخطاء الأكثر شيوعا في بعض المعاهد العلمية وهي:
1- الأرباح والمكاسب التجارية.
2- السمعة والشهرة الجماهيرية.
3- الضرب والجلد والصراخ والسب والشتم.
4- المناهج التقليدية الروتينية المتكررة أو المناهج الضعيفة والمغلوطة فلابد أن تكون مناهج أصلية ومدروسة ومضبوطة.
5- البرامج العشوائية والفوضوية والعبثية والجامدة والباردة والعاجزة فلابد أن تكون مرتبة وشاملة وموجهة.
6- الأعداد الضخمة والاختناق الفظيع في الحلقة فلابد أن تكون أعداد طلاب الحلقة مقبولة ومعقولة تضمن وصول الفائدة.
7- قصور في المعلمين وجهل أو ربما يكونوا مجازين، لكنهم منغلقين فلابد أن يكونوا طموحين ومنضبطين.
8- حينما يكون المشرفون صناديق لجمع الأقساط أو منابراً للتوبيخ والزجر فقط فلابد أن يكونوا آباءً وأمهاتٍ عندهم القدرة على كشف الأخطاء ومعالجتها. فالمشرف الناجح والمدير الناجح من يسعى لرفع قدرات وتنمية مهارات العاملين عنده من خلال المتوفر الدورات والكتب والاجتماعات :«ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل الجنة معهم» رواه مسلم.
الأهداف:
-       إعداد جيل يرفع رأس الأمة، وذلك بالاهتمام بعقيدته وعبادته وعلمه وسلوكه
والشيخ أسامة صباغ : درس في المعاهد الشرعية في المدينة المنورة، ونال الشهادة الجامعية من كلية الشريعة في جامعة دمشق، وناقش رسالة الماجستير في كلية الشريعة في جامعة دمشق وكانت رسالته بعنوان : «العمليات التجميلية في الأحكام الشرعية» وهو الآن مدير معهد التقوى وإمام جامع التقوى في سيف الدولة في مدينة حلب وجامع التقوى كان يخطب فيه سابقا فضيلة الشيخ محمد مجاهد شعبان رحمه الله تعالى.
والكلمة الثانية كانت للأستاذ الشيخ  بسام حجازي وهي بعنوان: «واقع المعلمين الإيماني والعلمي وأثره على إنتاجهم» وهذه الكلمة الضافية التي قدمها الأستاذ بسام حجازي ، نشرت على الموقع في ركن البحوث والدراسات . وننصح الإخوة القراء الاطلاع عليها ، والاستفادة منها.
والأستاذ محمد بسام حجازي من مواليد حلب سنة 1977، وتخرج في جمعية التعليم الشرعي بحلب (الشعبانية) ويعد الآن رسالة الماجستير في كلية الشريعة بجامعة بيروت الإسلامية، وله عدد من الإجازات العلمية ، ومارس الإمامة والخطابة في مساجد حلب والتدريس في مدارسها، كما أسس مكتباً لتنضيد وإخراج الكتب الإسلامية بالإضافة إلى التصحيح والضبط، وأصدر بعض الأعمال العلمية، وكتب عدداً من المقالات التي سنقوم بنشرها على موقع الرابطة بعون الله تعالى .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين