لقاء خاص مع الشاعر سليم عبد القادر والمنشد يحيى حوى


 
" قلبي شدا . . . الشاعر شدا بكلماته. . . والمنشد شدا بصوته . . . والسامع يشدو بأذنه وسماعه. . . "
هكذا عبّر أحد المتصلين إعجاباً بالأنشودة التي ملأت آذان الناس وقلوبهم في حب الله عز وجل فهي من كلمات الشاعر سليم عبد القادر وألحان الأستاذ راجي النور وبصوت المنشد يحيى حوى واختيرت للفيديو كليب الوحيد للمنشد يحيى حوى.
كان هذا الاتصال باللقاء الإذاعي الخاص مع الشاعر الأستاذ سليم عبد القادر والمنشد الأستاذ يحيى حوى على الهواء مباشرة الساعة العاشرة من مساء يوم الثلاثاء الموافق 25-7-2006 وهو من إعداد وتقديم الأستاذ خالد مقداد، وذلك على هامش المهرجان الفني الكبير ( حياتي لله ) الذي أقامته إذاعة حياة اف ام .
 
( كنت أود أن اصيغ المقابلة كموضوع ولكن ليشعر القارئ أنها جلسة حواريه تركتها بنفس الأسلوب التي جاءت عليه باللقاء، مع تجاهل الاتصالات الأقل أهمية وبعض الاختصارات التي لا تمس صُلب المقابلة، للتركيز فقط على أهم النقاط التي تطرقت إليها المقابلة )
 
 
الأستاذ خالد: كيف كانت البداية أستاذ سليم؟
الشاعر سليم: حُبب إليّ الأدب في المرحلة الثانوية تأثراً بمدرس اللغة العربية الشاعر القاص الأديب محمد الحسناوي، وكتبت أول قصيدة في الصف الثاني الثانوي ونُشرت في مجلة حضارة الإسلام . . . ثم توالت الكتابة ونشرت في مجلة الشهاب اللبنانية ثم في بعض المجلات الإسلامية في الدول العربية وكان ذلك عام 1972.
 
الأستاذ خالد: كيف كان الدخول إلى عالم النشيد ؟
الشاعر سليم: من خلال التعرف على الأخ المنشد المبدع أبو الجود ( محمد منذر سرميني ) ، قدمت له بعض النصوص مثل: رجعنا رجعنا ، قد عزمنا للنضال، جاهد في الله أخيّه، فقام بتلحينها وإنشادها وكانت لهذه الأناشيد الصدى الجيد على الجمهور وبذلك تأسست فرقة أبو الجود عام 1977 .
 
الأستاذ خالد: هل أنت شاعر أساسي في أناشيد أبو الجود ؟
الشاعر سليم: نسبة شعري في أناشيد أبو الجود النصف 50%، والنصف الآخر من شعر أبو الجود وشعراء آخرين.
 
الأستاذ خالد: كيف كانت البداية ؟
المنشد يحيى: موهبة منذ الصغر، ففي الصف الثاني ابتدائي أنشدت أنشودة أحبها جداً لأبي الجود ( أنا مسلم لن استكين ) أمام الجمهور بناءاً على طلب معلمتي وهي من كلمات الأستاذ سليم عبد القادر، ثم توالت محاولاتي بالنشيد أمام الأهل والأحباب والأصدقاء، إلى سنة 1994 تأسست مؤسسة سنا في جدة، وصلني أن المؤسسة تبحث عن منشدين والمسؤول عنها الأستاذ سليم عبد القادر، فقلت الأستاذ يريد شخص بمستوى أبو الجود وأنا لا أستطيع الوصول لمستواه الفني، فتخوفت من الذهاب للمؤسسة ولكن بتشجيع الوالدة قررت المغامرة، وقلت إذا لم ينل صوتي إعجاب الأستاذ سليم على الأقل أتشرف بمعرفته !!. . . وقدر الله لي لقاء الأستاذ سليم وطلب مني أسمعه شيئاً فأنشدت : صلني فقد عز النصير ، النصر للإسلام ، وقال لي الأستاذ يبدو أننا سنتعاون مع بعض، فبدأت العمل بالمؤسسة مع الأستاذ سليم والملحن اللبناني خالد جنون، وكان التدريب ك شبه يومي مع أني كنت مقيماً في مكة والمؤسسة في جدة، وأول عمل لي مع المؤسسة ( جئناك ) ومن بعدها توالت الأعمال ...
 
اتصال هاتفي: الدراما القيمية لها دورها، ماذا لو نزيد جرعة الدراما التي تحمل قيم وفيها أساليب تعليم جديدة . . . ما رأيك أستاذ سليم ؟
الشاعر سليم: أوافقك على هذا الطرح، قدمنا عملاً درامياً واحداً في شركة سنا ( إجازة صيف ) يحمل القيم التربوية للأطفال من بطولة الفنان حسن يوسف وبعض الممثلين المصريين، مشكلة الدراما تحتاج إلى امكانات واستعدادات وجهود كبيرة.
 
اتصال هاتفي: المنشد يجب أن يكون صاحب رسالة هادفة فعندما يوصلها للجمهور تصل للأمانة وتخدم الأجيال
مقداد موجهاً كلامه للأستاذ سليم: الإنشاد إرشاد، إذا فرّغت الكلمات من مضامينها الراقية ذات القيم أعتقد أنه ما بقي انشاد
وأكمل الشاعر سليم: مع ضرورة الحفاظ على السوية الفنية العالية
 
الأستاذ خالد: أنت متهم بقراءة القرآن على المقامات الموسيقية وتروج لهذا الأمر فبماذا ترد ؟ وخاصة أنك عُرفت بالبداية مقرئ وإمام مسجد
المنشد يحيى: ليست أنا الوحيد المتهم بذلك، كل القراء القرآن يقرؤون بالمقامات الموسيقية، الحساسية تأتي من كلمة موسيقية فيمكن استبدالها بالمقامات الصوتية، وهي المقامات الصوتية السبعة المعروفة، يأتي الفرق بين القرّاء من يقرأ بمقام واحد وقرّاء آخرين يقرؤون بالتنقل بين المقامات حسب الآيات، فليس من المعقول قراءة آيات الجنة والنار على نفس النسق، فآيات النار تُقرأ بحزن أما آيات الجنة لازم الواحد يفرح لمّا يقرأها، والمستمع يحس بالفرق عند الانتقال بالمكان الصحيح، والانتقال الصحيح يفسّر الآيات كما قال الدكتور أحمد نوفل، فاجتهدت أنوع بين المقامات بحسب المعاني التي اتلوها.
 
الأستاذ خالد: هل توجهك للأطفال في الأناشيد بمؤسسة سنا هو التنوع أم أنك فقدت الأمل بالكبار فتوجهت للصغار ؟
الشاعر سليم: لو فقدت الأمل ما كنت كتبت للأستاذ يحيى حوى كلمات أعماله: قلوب الناس، كن معي، متفائل.
أما الأطفال الشريحة نسبياً محرومة من الفن والعناية بالعالم العربي مقارنة بالعالم الغربي، هناك فقر ونقص كبير في هذا المجال، واستماع الأطفال للأغاني السيئة جعلني اشعر بحاجة الأطفال لذلك، ولم اكتب من باب الواجب بل الشعر يأتي ويندفع كالينبوع لا استدعيه متى أردت إنما يأتي بشكل تلقائي.
 
 
الأستاذ خالد: هل أزمتنا تعليم الأطفال مجموعة من القيم والسلوكيات من خلال النشيد أم أزمة تعليم مهارات قيمية معينة وعيش تلك القيم ؟
الشاعر سليم: النشيد يقوم بدور في هذا المجال ولا يستطيع أن يسد كل شئ كأن يقوم مقام المعلم ومقام المربي ومقام الأستاذ ، لكل مقامه ، النشيد في البداية موضوع جمالي لإشباع رغبة الطفل للطرب والموسيقى، إضافة إلى ذلك في كل أنشودة تقدم قيمة ولكن بطريقة فنية غير تعليمية غير مباشرة وغير مقصودة بذاتها إنما من خلال الطرح الجمالي.
 
الأستاذ خالد: ما هي أجمل أنشودة لُحنت لك وشعرت أنها أخذت حقها في اللحن وفاجأتك ؟
الشاعر سليم: لا توجد هناك أنشودة واحدة هناك على الأقل 20 أنشودة نالت حقها في التلحين مثال ذلك
كن مسلماً، النصر للإسلام ، بإسلامي وإيماني لأبي الجود
جئناك ، قلبي شدا ليحيى حوى
 
الأستاذ خالد: ما حكايتك مع الأناشيد التي لها علاقة بذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
المنشد يحيى: أولاً أنشودة ( واشوقاه )، أُرسلت إلى دولة قرغيسيا وهي من دول الاتحاد السوفيتي من قبل رابطة العالم الإسلامي في جامعتها الرئيسية ( بشكت )، وطُلب مني النشيد في حفلة للرسول عليه السلام، بعد أن أعلنوا عن وجود منشد عربي مسلم في بلدهم، توقعت أن يحضر فقط 50 شخص لقلة العرب هناك ولكني فوجئت بالمسرح ممتلئ، فأنشدت واشوقاه . . . استشعرت هناك بطعم النشيد، 90%- 95% من الجمهور لا يتكلمون اللغة العربية ولكن التفاعل كان بشكل كبير وبكاء عندما يُذكر الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما الأنشودة الثانية ( نحبك يا رسول الله ) : هذه القصيدة من كلمات الأستاذ سليم عبد القادر وتلحين الدكتور أيمن تيسير، قبل شهر زرت قبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وكنت واقف أمام الحجرة النبوية وكلٌ يسلم على الرسول عليه السلام بطريقته فقلت بنفسي أريد أن اسلم على الرسول بسلام يختلف عن الباقين، فألهمني الله أن أنشد هذه الأنشودة، فأنشدتها بصوت عالي والناس من حولي يسمعونني فكانت أجواء رائعة جداً، فبلغت السلام للرسول عليه السلام من الشاعر ومن الملحن.
 
اتصال هاتفي: موال الأم الذي سبق أنشودة أمي في البوم قلبي شدا... ما سر نجاح هذا الموال ؟
الشاعر سليم: هذا الموال جزء من قصيدة نُشرت في مجلة الأمة ومجلة المجتمع بعنوان أمي، كتبت هذه القصيدة بعد انقطاع اضطراري عن الوالدة لأكثر من 4 أشهر، والأم معروف مقامها عند أي إنسان سوي في هذه الحياة، فكانت القصيدة نابعة من القلب، وازدادت جمالاً بصوت يحيى حوى.
 
اتصال هاتفي: أريد أن اذكر موقف هداية أحد الأشخاص بصوت المنشد يحيى حوى، خرجت مع سائق تاكسي ووجدته يستمع للمنشد يحيى حوى وهو يقرأ القرآن، استغربت ، فقال لي السائق: "كنت لا اصلي أبدا ومررت صدفة من أمام مسجد الكالوتي وإذ بي اسمع للأذان بصوت ليحيى حوى وكنت لا أعرفه حينها وقلت أكيد هذا صوت ملاك، فدخلت إلى المسجد للصلاة، بصوته واظبت على الصلاة وصرت أتقصد المرور وقت الصلاة من مسجد الكالوتي للصلاة فيه.
 
الأستاذ خالد: لماذا تكتب بالفصحى؟
الشاعر سليم: لأني لا أتقن الكتابة بالعامية، والفصحى لغة القرآن الكريم، لغة العرب في كل مكان، والكتابة بالفصحى خدمة للذوق الأدبي والفني وللدين الحنيف.
 
الأستاذ خالد: أراك وأنت تجلس بجانبي تبدع في التخطيط، حدثني عن سليم عبد القادر الآخر؟
الشاعر سليم: هذه من هواياتي، الخط، وكرة القدم في فترة الشباب، والسباحة، والإنشاد، وكتابة النصوص منها الدرامية وإخراجها، والتمثيل، ودراستي الأصلية الهندسة.
 
( وانتهت المقابلة بسؤال أضفى على الجو السرور )
 
الأستاذ خالد: ما الشئ الذي كنت تتمنى أن يكتبه الأستاذ سليم لك ولم يكتبه ؟
المنشد يحيى: طلبت منه أن يكتب أنشودة للزوجة
الأستاذ خالد: الأولى أم الثانية أم الثالثة
المنشد يحيى: الأولى يا شيخ
الشاعر سليم: الأولى والأخيرة
المنشد يحيى: أنا ماشي على سنة الحبيب عليه السلام، لم يثني على خديجة
وأكمل: الرسول لمّا سُئل من أحب الناس إليك قال عائشة(زوجته)، وبحكم عملي في إدارة مؤسسة مودة، مؤسسة مختصة بالشؤون الأسرية، أكثر ما يؤلمني عندما تسمع عن مشكلة بين زوجين، فطلبت من الشاعر أن يكتب عن ذلك
الشاعر سليم: إن شاء الله
الأستاذ خالد: بالله عليك تكتب عن الزوج لأنه أحياناً يكون مظلوم
 
اضاءات:
* اتسمت المقابلة بكثرة اتصالات التي تحيي الشاعر سليم عبد القادر والمنشد يحيى وحوى، وكلماتهم الصادقة التي تعبر عن حبهم لهما.
* اللقاء ودي وحنون بين المذيع والضيوف، ولم يتوقف الأستاذ خالد عن طرافته في طرح الأسئلة وعند استقباله للاتصالات.
* الأستاذ خالد مقداد مدير مؤسسة طيور الجنة الفنية، وهي المؤسسة التي تحتفظ بحقوق الطبع والتوزيع لألبوم ( قلبي شدا ) في الأردن.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين