بيان الرابطة  حول مذبحة غزة والرسوم المسيئة - ـ

وا اسلامـــاه

صرخة حرة أبية تهتف بها رابطة علماء سورية المستقلة

في آذان حكام العرب والمسلمين، وشعوبهم، والأحرار في كل مكان

يا أيها المسلمون الموحدون في كل مكان!! ماذا أنتم فاعلون؟ أين غضبتكم الله ؟ أين أخوتكم في الإسلام؟ أين حميتكم؟ أين الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ـ كما يقول الرسول الكريم e ـ؟

هاهي العنصرية الإسرائيلية تلتقي مع العنصرية الصليبية في وقت واحد، تستفز مشاعر المسلمين، تتحدى وجودهم، تهزأ بمقدساتهم، تسخر من ثوابتهم، يجهرون بأحقادهم [هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ] {آل عمران:119}.

أما إسرائيل الدولة المسخ فإنها تستعين بقوى الصليبية العالمية في أوروبا وأمريكا وغيرهما، تراهن على تمزق عالمنا العربي والإسلامي، واختلاف حكوماته، وصمت قادته المخجل، تنفرد بشعبنا في فلسطين، تقتل العزل والمدنيين، تقتل النساء والأطفال، تدمر الأبنية والمصانع، تحرق الأخضر واليابس، تعربد بآلتها العسكرية الضخمة في شوارع فلسطين، تهدد شعبنا الحر الأبي في فلسطين بالمحرقة (الهولوكست)، لتجتث جذوره، وتدمر كيانه، وتطرده خارج أرضه، وتحوله إلى لاجئين من جديد، مشردين في الآفاق.

 ومن أسف أنها تبرر جرائمها المتوحشة بتصريحات بعض رجال السلطة الفلسطينية حيث يقول كبيرهم ـ بكل وقاحة ـ: لقد تسرب إلى غزة عناصر القاعدة، وإذن.. فلتمارس إسرائيل الجرائم كيفما تشاء، وتقتل من تشاء، ولتدمر ما تشاء، ثم فلتنتصر أوروبا وأمريكا لإسرائيل، طالما أنها تواجه إرهاب القاعدة، هكذا تُعطى إسرائيل الذرائع والمبررات لعدوانها الأثيم وقتلها المتوحش، وقد تعامى هؤلاء أن في فلسطين المجاهدة، شعباً يرفض الاحتلال، يقاوم العدوان، يريد أن يعيش حراً كريماً مستقلاً.

 ونقول لهؤلاء الأفاكين : هل ترون في هذه الصواريخ العبثية ـكما تزعمون ـ وهي محدودة المدى، والتي تمثل جهد المقاومة، وما استطاعت أن تعده في مواجهة الآلة العسكرية الضخمة التي تخيف الدول العربية مجتمعة، والتي تشكل القوة العظمى في المنطقة، والتي تستطيع أن تحمي نفسها بقوى الدول الكبرى، والتي تقاتل شعبنا الأعزل براً وبحراً وجواً، هل تبررون وحشية إسرائيل وعدوانها الأثيم بإطلاق هذه الصواريخ التي تحقق شيئاً من توازن الرعب؟! ثم إنكم تعلمون أن الهدنة سبق أن أُعلنت، والصواريخ سبق أن أُوقفت، فهل أوقفت إسرائيل عدوانها؟! ثم ها هي الضفة الغربية ـ وهي تحت حكم السلطة الفلسطينية المسالمة المفاوضة  ـ هل أوقفت إسرائيل عدوانها الأثيم عليها، وهل أمسكت آلة الحرب عنها؟!

هل الخيار عندكم أن يستسلم الشعب الفلسطيني؟!، أو أن يرفع الرايات البيضاء؟! أو أن يقبل بالظلم والاحتلال والحصار والبرد والجوع؟؟!! هل الخيار عندكم أن ينتظر الشعب الفلسطيني مفاوضاتكم العبثية التي تعطي العدو الإسرائيلي مزيداً من الأرض ومزيداً من العدوان ومزيداً من التنازلات؟!... لقد أتيحت لكم الفرص تلو الفرص، لتصلوا إلى تفاهمات مع إسرائيل والسلام معها، فماذا جنيتم ؟ وماذا حققتم؟.

ومع هذه الهجمة الإسرائيلية الوحشية التي تستهدف وجود الشعب الفلسطيني حاضراً ومستقبلاً، أرضاً وكياناً...، تهب نزعة الصليبية في الدانمارك وألمانيا وكثير من صحف أوروبا، لتنشر الصور الساخرة الكاريكاتورية عن سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا، إمام النبيين وسيد المرسلين محمد رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ، تنشرها دون مبرر، ولا سبب موجب، في الوقت الذي يُعظِّم المسلمون المسيح عليه الصلاة والسلام ـ وكافة إخوانه من الأنبياء المرسلين... وفي الوقت الذي يؤمن المسلمون بكافة الأديان والكتب المرسلة، يتعرض الإسلام ونبيه وكتابه اليوم في أوروبا إلى هجمة صليبية شرسة، إلى الدرجة التي يشبهون فيها القرآن الكريم ـ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ـ بكتاب (كفاحي) لمؤلفه الطاغية النازي هتلر. الذي يبرر فيه حربه على أوروبا، واستعماره لها، وسيطرته عليها، يزعم تفوق القومية الجرمانية على كافة القوميات، وتفوق الشعب الألماني على كافة الشعوب، وحقه في السيطرة وحكم العالم.

ونقول لهؤلاء العنصريين : أبهذا الأسلوب الأرعن والاستفزازي يكون حوار الحضارات، وحوار الأفكار، وحوار الثقافات؟!، لقد عجزتم أن تواجهوا الإسلام عقيدة بعقيدة، وفكراً بفكر، وثقافة بثقافة، ومنهجاً بمنهج، وحضارة بحضارة... فغطيتم عجزكم بهذه الأساليب الرخيصة، وحركتم الإعلام التافه، ودبجتم المقالات الحاقدة!!. أتظنون أن هذا ينفعكم في مواجهة المد الإسلامي، وانتشار الصحوة الإسلامية، وإقبال الأوربيين على اعتناق الإسلام، تأكدوا أن أسلوبكم هذا سيُعطي النتائج العكسية ـ بإذن الله ـ وصدق الله القائل: [يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ] {الصَّف:8}  .

ونقول للمتظاهرين غضباً لرسولهم الأمين، وانتصاراً لدينه القويم ـ وعلى مستوى العالم الإسلامي ـ : التعبير عن الغضب والاستنكار شيء.. والقيام بأعمال العنف والتخريب شيء آخر...!! فإن هذا مما يسيء إلى دينكم ورسولكم وقضيتكم، فلا تعطوهم الذرائع والمبررات.

 ونقول لهم أيضاً: الانتصار لرسولنا الكريم e يكون بالمزيد من محبته، وحسن التأسي بسيرته، والالتزام بكتابه وسنته، والتمسك بشعائره، والجهاد لإعزاز دينه وإقامة شريعته، وأن نُري العالم من أخلاقنا ومبادئنا ومن قيمنا و ثوابتنا، وانضباطنا مع أحكام ديننا، ما يَرُدُّ على دعاوى المفترين وكذب الدجالين، وتفاهة الساخرين.

واعلموا أنها حقيقة...عبَّر عنها القرآن الكريم ـ قبل أربعة عشر قرناً ـ: [وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا] {البقرة:217}   ثم يزعمون كذباً، أننا الإرهابيون، وأننا المتعصبون :[ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ] {التوبة:30}!!.

رابطة علماء سورية المستقلة

24/2/1429

2/3/2008

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين