إلي مسئولي العمل الإداري والتربوي


 بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان

في وقت اشتدت فيه المحن وكثر فيه البلاء ومطلوب فيه العمل وسمت في الأمنيات وكثرت به التطلعات والآمال والطموحات وتعلق برقابنا خلق كثير وصرنا فيه عنوان المرحلة وأمل المجتمع للوصول إلي الأمن والأمان والعدالة والمساواة وجب علينا أن يذكر بعضنا بعضا .
 
 كان أبو عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة لحرسته الثوابت والمبادئ والقيم والأسس والأدبيات لا يهدأ له بال حتى تغرس في النفوس وتلتزم بها الجموع
 
 وأُعجب هارون الرشيد بعدد الحجيج في عهده فقال له أبو حازم يا أمير المؤمنين كل واحد من هؤلاء يأتي يوم القيامة مسئولا عن نفسه وتأتي أنت مسئولا عنهم جميعا 
 فكذلك أنتم أمناء ورواد ورواحل هذه الدعوة المباركة والرائد لا يكذب أهله
أمناء علي بنائها النفسي والتنظيمي والإداري والتربوي
أمناء علي تاريخها وجهادها وفكرها وأهدافها ووسائل التربية فيها
 
أمناء علي الصف في تعارفه وتكافله وتفاهمه كأركان لأسرنا التربوية وأعمالنا الإدارية علي حد سواء أمناء علي إخوته وحبه وتلاحمه وانضباطه وتواضعه وصبره وعمله وجده واجتهاده وتقيمه وتقويمه
أمناء علي عدم تعريضه لخطر التعرض لعوامل انهيار البني التنظيمية من إشاعات وتطلعات وغيبه ونميمة وجيوب واحتراف للنقد وانعدام للوعي السياسي وعدم تقدير فقه الواقع واهتزاز الثقة بالقيادة ومحاولة اختصار الزمن والتناجي بالأخطاء والخلافات والإفشاء للقرين
أمناء علي العمل الدعوي والخيري والمجتمعي......في عمل جماعي منظم منتج مسئولية الجميع فإخوانكم في عهدتكم ورعايتكم  يأخذون عنكم ويأتمرون بأمركم فخذوا بأيدهم حتى يتهيئوا لحمل الأمانة ولينوا بين أيدي إخوانكم ليلينوا لكم واصبروا عليهم وشجعوهم وبثوا الثقة في نفوسهم واستخدموا طاقتهم ومواهبهم وخذوا بأيدي الضعيف حتى يقوي والصغير حتى يكبر والشاب حتى ينضج والكسلان حتى ينشط وتشجيع كل صاحب رأي وفكر وفكرة واقتراح بعيدا عن الأوامر الصارمة والغلظة والفظاظةوالتعسير والتعقيد ومخالفة القول العملوالبعد عن الآراء الشخصية.
 
ليساعد بعضنا البعض علي إنفاذ العمل وإنجاز المهمة لأننا أيها الأحبة الفضلاء نتعامل مع نفوس بشرية متعددة الميول والاتجاهات والاهتمامات والداعية الناجح يتسع أفقه وقلبه لاستيعابهم على ما بينهم من تفاوت وتباين فربما لا يتفقون على أمر إلا في القليل النادر فمنهم نصيون وعقليون ومثاليون وواقعيون منهم الحاد والهادئ-المتعجل والمتئد- والمتشدد والمتساهل .....إلى أخر الاختلافات المتقابلة فيمكن احتواء واستيعاب كل الأطياف بطلب الرأي والمشورة (وشاورهم في الأمر) وخذوا بناصيتهم لآدابه ومفهومه وروحه واحترام قراراته وتقبل الرأي والرأي الأخر والأخذ بالرأي النافع وإقرار الصائب والحوار وحسن الإنصات كما يقول أبو هريرة "ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم " في ظل هذا الانفتاح يجب أن نستوعب أفرادنا بل مخالفينا   
 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين