حديث في الفتنة

 
 
 
للدكتور محمد صلاح الدين حنطاية
 
لا أزعم أني متخصص في الشريعة الإسلامية حتى أفتي ولا باحث في أمات كتبها وإن قرأت كثيرا فيها فإني مما قرأته في التفسير فقط تفسير الطبري ولن أزيد على ذكر ذلك وإنما ذكرت هذا الكتاب لأن الذي استعرته منه مازال حيا وكان يعيرني إياه جزءا إثر جزء أقول لست متخصصا وإنما أسوق ما أفدته من قراءاتي
 
جاء رجل إلى ابن عمر يستفتيه في حصان أوصى به أبوه أن يجعله في سبيل الله فقال لمن أعطيه ؟ لجيش الشام أم لجيش ابن الزبير . فقال له اذهب وأعطه لمن في الثغور وإنما هؤلاء يتقاتلون على من يضع الطابع ولم يتحيز إلى أول مولود في الإسلام أو للثاني. وممن اعتزل الفتنة أسامة بن زيد وعندما دعاه علي رضي الله عنه ليقاتل معه فبعث الى علي يقول له :( انك لو كنت في شدق الأسد ، لأحببت أن أدخل معك فيه ، ولكن هذا أمر لم أره مع حبه الشديد لعلي رضي الله عنهم جميعا وهكذا كان حال خال رسول صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فما بال أقوام يدعون إلى العزلة وكتاباتهم مُزْورَّة عن الشعب محابية لنظام فاجر استحل محارم الله وانتهك أعراض المسلمين ولهم أخوة وأخلاء قضوا على شنّاقات هذا النظام دون ذنب وتركوا أولادا يظنون أن آباءهم أحياء ونساء معلقات ثم يبرز عالم يدافع عن هذا النظام ويأتي شيوخ غضاب على قتله وليسوا غضابا على حصائد السكود والبراميل المتفجرة ينكرون على المجرم فعلته. إن لم يكن ما يفعله النظام منكرا فأي منكر يستحق الإنكار.
 
فما أعرفه من سير المعتزلين الفتن أنهم جلسوا حلس بيوتهم ويدعون بالفرج عن أبناء شعبهم دعاء الغريق.
أما نحن فوالله ما وقفنا إلا إلى جوار شعبنا وإنا لنكره القتل بغير حق لأعدائنا بقدر كراهته لأبنائنا. حصل ولدي على درجة الماجستير فطلبت الأهل أن نفرح به قلت :كيف نفرخ بابننا وهؤلاء طلاب جامعة حلب يقصفون أليس لهم أهل يريدون أن يفرحوا بهم ؟؟!! نحن مع أمتنا لا لدنيا نصيبها أو مرتبة نرنو إليها ونسأل الستر في الدارين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين