وصية الأهل لعروسهم - من وصايا الآباء لبناتهم
وصية الأهل لعروسهم
بقلم: ياسر المسدي
استحب أهل الفضل والعلم أن تقدم وصايا للزوجين قبل زواجهما، وذلك لتكون لهما عوناً على حياة هنيئة سعيدة، ومن الوصايا المأثورة، وأذكر فيما يلي بعض الوصايا المفيدة التي تدل على عمق تفكير الأهل وحرصهم على سعادة الزوجين:
1ـ وصية أب لابنته:
أوصى عبد الله بن جعفر ابنته، فقال لها:« إيَّاكِ والغِيْرة فإنها مفتاح الطلاق، وإيَّاكِ وكثرةَ العَتْبِ، فإنه يورث البغضاء، وعليك بالكُحل فإنه أزين الزينة، وأطيبُ الطيب الماء».
2ـ وصية أم لابنتها:
خطب عمرو بن حجر ملك كندة ـ وهو جدُّ امرئ القيس ـ أم إياس بنت عوف الشيباني، ولما حان زفافها خلت بها أمها بنت الحارث، وأهدت إليها هذه الوصية القيمة:
«أي بُينة: إنَّ الوصية لو تُركتْ لفضلِ أدبٍ أو مَكْرُمةٍ في الحسن لتركتُ ذلك منكِ، ولَزَوَيْتُها عنكِ، ولكنها تذكرةٌ للغافل، ومعونةٌ للعاقل.
أي بُنية: ولو أنَّ امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليها، لكُنْتِ أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خُلِقْنَ، ولهنَّ خُلق الرجال.
أي بُنية: إنك فارقتِ الجو(البيت)الذي منه خرجت، وعُشك الذي فيه دَرَجْتِ، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك قريباً ومليكاً، فكوني له أَمَةً يكن لكِ عبداً.           
و احفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذِكْراً وذُخراً.
أما الأولى والثانية: فالخضوعُ له بالقناعة، وحُسْنُ السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقُّد لموضع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
واعلمي يا بُنية أنَّ الكحل أحسن الحسن الموجود، والماء أطيب المفقود.
وأما الخامسة والسادسة : فالتفقُّدُ لوقتِ منامهِ وطعامهِ، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مَغْضَبة.
وأما السابعة والثامنة:فالاحتفاظُ بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال: حُسْنُ التقدير، وفي العيال حُسْنُ التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له أمراً، ولا تُفْشي له سِراً، فإنك إنْ خالفتِ أمرَهُ أَوْغَرتِ صدره، وإن أفشيتِ سرَّه لم تأمني غدره.
ثم إيَّاك والفرح بين يديه إذا كان مهتماً، والكآبة بين يديه إذا كان فرحاً .
وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً، يكن أشد ما يكون لك إكراماً، وأشد ما تكونين له موافقة، يكن أطول ما يكون لك مرافقة.
واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تُحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببت أو كرهت...»

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين