محاضرة الدكتور حسام فرفور في حلب - محاضرة الدكتور حسام
بسم الله الرحمن الرحيم
دعت من مديرية الثقافة بمدينة حلب الأستاذ الدكتور حسام الدين فرفور رئيس قسم التخصص والدراسات التخصصية في معهد الفتح الإسلامي في دمشق لألقاء محاضرة في قاعة المحاضرات في مديرية الثقافة في السبع بحرات في حلب واستجاب الدكتور لهذه الدعوة يوم الأحد الواقع في 23/10/1428 المصادف4/22/2007 الساعة السادسة والنصف مساء والتي كانت بعنوان(المسؤولية الحضارية للأمة العربية المسلمة تجاه الإنسانية) وقد حضرها عدد من طلاب العلم في حلب وبعض الأساتذة والأكاديميين وقد رحب الأستاذ كامل قطان مدير الثقافة بالدكتور حسام وترجم له ترجمة موجزة وشكره على تلبيته للدعوة ثم قدمه للمحاضرة وهذا بعض من محاضرته كتبتها على عجل وأنا أسمع محاضرته:
استهل الدكتور فرفور المحاضرة  بشكر الحضور مبينا لهم أن موضوعنا هذا يهم كل مسلم وكل عربي والعربي يرتبط بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا سيما ونحن الآن في العالم الإسلامي توجه إلينا السهام الظالمة زورا وبهتانا وهذه بعض من الأفكار التي ذكرها الدكتور:
-         هناك أمبراطورية صهيونية مهيمنة.
-         وهناك إدارة بوش والمحافظين المسيحين الجدد والتي شنت حربا ظالمة على الأمة واستهدفت العراق الشقيق.
وتحدث عن الدول العظمى وقال: إن العظمة هي الالتزام بطاعة الله عز وجل، وهذه الدول التي تزعم أنها عظمى وتقتل وتسرق الثروات هذه دول حقيرة ليست عظمى.
وقال الدكتور: أليس غريبا أكبر رئيس دولة يكذب ادعى بوجود أسلحة دمار شامل في العراق فأين هي أسلحة الدمار الشامل وبالمقابل دماء في فلسطين تزهق والذي يدافع عن حقه إرهابي!.
فالعالم اليوم بقيادة الأمبراطورية الشريرة يعاني من انتكاسة في الإنسانية ولم تحصل انتكاسة مثل هذه الانتكاسة.
وقال فضيلة الدكتور: إن الدين عند الله الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك كل الأنبياء من قبله جاءوا بهذا الدين لأن المرسِل واحد.
وذكر: بأن هذه الأمة يجب أن تتحمَّل مسؤوليتها الحضارية وأنا أزعم أن العالم الإسلامي والعربي مسؤولون عمَّا يجري في العالم من سحق للشعوب وسفك للدماء وتجاوز للحد لأننا أفلتنا المقود نحن أهلنا بهذا الدين العظيم الذي جاء خاتما للرسالات وجاء بكل الفضائل التي جاءت بها الرسل وزاد عليها فلماذا أفلتنا المقود؟
أما كان المسلمون يحكمون العالم بدين الرحمة؟
هناك مقولة : أي حكم يقوم على دين سيؤدي إلى طائفية وهذا غير موجود في ديننا ونصوص ديننا محفوظة ومما يجعل الإسلام مؤهلا لقيادة العالم أنه دين شامل وليس عنصريا (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وعالم مفردة جمعها عالمون. ودين الإسلام رحمة للعالمين دل على ذلك نصوص الكتاب والسنة والسيرة النبوية والشمائل المحمدية الكريمة فعلى سبيل المثال حينما يوصي الجيش يقول: سيروا على بركة الله لا تقتلوا طفلا ولا شيخا ولا شجرة ولا.....
هذه وصيته في حالة الحرب فما بالكم بأخلاق الإسلام في حالة السلم؟!.
ثم تحدث عن المقارنة بين أخلاقيات الإسلام والمسلمين وما يجري اليوم في العالم الإسلامي من سفك للدماء وحروب وسرقات وانتهاك للأعراض والحرمات وها هي إسرائيل التي منذ أن ولدت تحمل نهايتها في تراب نشأتها وهناك أدلة تدل على ذلك (نهايتها ربما لا تتجاوز الخمسة عشر سنة) هناك أدلة تدل على ذلك ولم يتعرض الدكتور للأدلة.
وقال الدكتور: يوم كنا نقود العالم كان العالم بألف خير.
ثم تحدث عن احتفاظ أمريكا وحدها بملف حقوق الإنسان وهي قد انتهكت حقوق الإنسان فكيف لعاهر أن تتحدث عن الفضيلة؟! فهذا من أوقح الأمور.
ثم توجه بالخطاب لهذه الأمة آما آن لها أن تستيقظ من رقادها وأن تتحمل هذه المسؤولية؟
وقال الدكتور: لا بد أن نلقي نظرة عاجلة على حضارتنا التي حملتها الأمة الإسلامية وهي لها خصائص ومن أهم هذه الخصائص والمزايا:
1- قامت على الوحدانية المطلقة ومن خلال هذه الوحدانية حررت الإنسان من عبودية الإنسان.
2- حضارتنا إنسانية النزعة فهي حضارة جاءت لخدمة الإنسان والإنسان هوالغاية من الوجود ولذلك كل شيء خلق للإنسان (خلق لكم ما في الأرض جميعا) وقد كرم هذا الإنسان (ولقد كرمنا بني آدم) مطلقا بغض النظر عن دينه وفي القرآن الكريم آيات كثيرة يخاطب بها الإنسان مثل (يا أيها الناس) وهناك آيات يخص بها المؤمنين (يا أيها المؤمنون) فهذا دليل على أن الإنسان مقدس. وآخر سورة عل حسب ترتيب المصحف (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس
3- شمولية العالمية الإنسانية في الخطاب الإسلامي وأول سورة تدل على عالمية هذا الدين عالمية الإسلام عالمية الأفق والرسالة نتلمسها من التاريخ فقد شارك في حضارة الإسلام العباقرة من كل ومن كل لون والموجه هو الروح الإسلامية ابو حنيفة فارسي سيبويه فارسي وهو إمام العربية الخوارزمي ابن سينا الغزالي سواء في الحضارة المادية أو الحضارة المعنوية لأن الإسلام كان إنساني النزعة.
4- إن الحضارة الإسلامية جعلت للأخلاق المحل الأول في كل النشاطات في الحرب والسلم والآداب والفنون والفلسفة.
5- كانت على العلم والإيمان وأول آية نزلت (إقرأ باسم ربك الذي خلق) وبداية الدخول في هذ الدين العلم (فاعلم أنه لا إله إلا الله) فحضارتنا تخاطب العقل والروح والفكر في آن واحد.
6- التسامح الديني والفكري وقبول الآخر (لا إكراه في الدين) (ولو شاء ربك لأمن .....الآية) ولم يذكر في التاريخ أن الدولة أجبرت أو اكرهت أحدا على دخول الإسلام واليهود ما آمنين إلا في ظل دولة الإسلام أيام الدولة الإسلامية في الأندلس عاشموا آمنين مطمأنين وما ذبحوا إلا بعد خروج المسلمين منها وفر اليهود إلى المغرب العربي وما يقال من أن النبي صلى الله عليه وسلم قتلهم أو أجلاهم من المدينة فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما أجلاهم وما أمر بقتلهم  إلا من بعد خيانتهم . ثم ذبح اليهود ثانية في أوربة ونحن من مد لهم يد العون ثم انقضوا على الدولة العثمانية ومن بعدها على إخواننا في فلسطين والعراق.
وقال الدكتور: أن الحضارات لا تقاس بالماديات فقط.
والحضارة كما عرفها أستاذنا الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه منهج الحضارة الإنسانية في القرآن: هي حصيلة التفاعل بين الإنسان والكون والحياة وهي تشمل المادة والروح والصناعة والعلم والنواحي الإنسانية ولا تقف عند المادية والتطور العلمي وهذا وسيلة السعادة الإنسانية.
وقال الدكتور: نحن عندنا أزمة مادية وهم عندهم أزمة روحية يقصد الغرب ثم بعد ذلك تحدث عن عمليات الإبادة في أمريكا للهنود الحمر والزنج في أفريقيا ولا سيما المسلمين منهم الذين غرر بهم ليأخذوهم إلى المسجد الحرام فإذا بهم يأخذوهم إلى أمريكا ليبنوا عليهم أمريكا ثم أدوهم من بعد ذلك.
ثم استطرد الدكتور في حديثه وبين أنه لا يوجد في تاريخنا محاكم تفتيش ولا يوجد في تاريخنا ناكازاكي ولا هيروشيما ولم يكن لنا أي يد في الحربين الكونيتين الأولى والثانية.
وتحدث عن حقوق الإنسان وذكر شروط حقوق الإنسان حتى يتمتع الإنسان بهذا الحق لابد من أن لا يكون مسلما ولا أن يكون عربيا ويشترط أن يكون أبيضا وأن يكون شعره أشقرا ويتمتع بعيون خضر. فهؤلاء وحدهم لهم الحقوق الإنسانية وألمح الدكتور إلى حال المسلمين في أوربة وتحدث عن مجازر البوسنة وكوسوفا فهؤلاء ذبحوا لمجرد كونهم مسلمون وفضائح يندى لها جبين الإنسانية.
وفي نهاية المحاضرة ذكر أن الإمام محمد بن أبي الحسن الشيباني تلميذ الإمام أبي حنيفة له كتابان: السير الصغير والكبير، وهما كتابان مختصان بالعلاقة الدولية شرحهما الإمام السرخسي، وهذا يدل على آثار الحضارة الإسلامية في التشريع والتشريعات الإسلامية تمتاز أنها بقيت في خدمة الإسلام وهي ترجع إلى ثلاث غايات:
1-جلب المصلحة
2-درء المفسدة
3-مراعاة اليسر
وهذه يتفرع عنها أربعة وعشرون مقصدا، فهناك مقاصد تتعلق بالأسرة، ومقاصد تتعلق بالمجتمع وبالعلم أو بالسلم.
وبعد نهاية المحاضرة كانت هناك عدة مداخلات منها:
مداخلة للأستاذ الدكتور بكري شيخ أمين وهو أكاديمي متقاعد من كلية الآداب في جامعة حلب قال الدكتور بكري أذكر حينما كنت في الجامعة في فرنسا أخذني أستاذي المشرف علي إلى مكان معركة بواتيه، وقال لي: أنظر عن يمينك قال هؤلاء هم الشهداء من أجدادك اقرأ لهم الفاتحة فلو أن الله قدر لهم أن ينتصروا لما وجدت مسيحيا في العالم ولتجدن أهل هذه البلاد من اسمه محمد ومن اسمه علي وربما كان اسمي بكري مثلك ولوجدتني أقرأ لهم الفاتحة معك.
وقدم الشيخ عبد القادر ابن الشيخ نديم شهابي مداخلة وكذلك كانت مداخلة للدكتور عبد السلام الراغب بيَّن من خلالها: الذي يزعم أن الإسلام موت فهو الميت، والذي يقول أن الإسلام عجز فهو العاجز والذي يذكر أن الإسلام تخلف فهو المتخلف.
ثم سأل الدكتور محمود بركات المدرس في كلية الشريعة: ما هي إمكانيات المسؤولية؟
وكانت هناك مداعبة من الأستاذ ملا غزيل للدكتور فرفور وقرأ له عشر أبيات من نظمه تتعلق بالمحاضرة، وكانت هناك مداخلات أخرى وأسئلة أخرى

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين