البريد الالكتروني - وسائل العلم الحديث
البريد الالكتروني
بقلم: رفاه أحمد مهندس
 كلما جلست إلى البريد الالكتروني أراسل صديقاتي المؤمنات في أصقاع الأرض، تذكرت الغابر القريب، حيث كانت المراسلات تكلَّف الناس أوقاتهم وجهدهم وتكاليفهم أكثر من اليوم بكثير.
لكنها كثيراً ما كانت تستخرج من نفوسهم خواطرهم ومن عواطفهم الحنين والشوق صادقاً كان أو كاذباً وكثيراً ما كانت تستشفع بدموع كاتبيها وتختم بحرارة متلقيها، ثم يتهيأ لمرسلها أنها تطير على جناح الشوق، يحملها حمام زاجل يسوقه نسيم الصَّبا حتى يجوب القفار، متعالياً فوق ذرى جبال متلاحقة أنفاسه فوق مياه المحيطات أو البحور السبعة حتى يوصل رسالته معطّرة بأشواق من أرسلها بأنفاسه.
 سرعان ما تغيَّر الزمان. لقد اختصر البريد الالكتروني تلك الصور الجميلة، بضغطة زر واحدة، يصل إلى صوت من يراسله وصورته، ولكن السؤال الأهم يقع على عاتق جيل هذه الأمة :
كيف يستفيدون من وسائل السرعة لحضارة يجب أن يكونوا هم صانعوها.
رفاه مهندس
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين