المجلس الوطني السوري صمام أمان سياسي لثورة أحرار سورية

    • .
      د. محمد بشير حداد .

      في لحظات الانفعال وقت الشدائد والمحن وزمن التحديات ورغبة في اسنعجال النتائج نتيجة الأوهام التي تبنى عند البعض مع بداية الطريق باعتباره ماقبل النهاية, وأنه كاف , هنا نلحظ البعض يتوجه بسلامة نية والبعض الآخر بدونها الى رفع الأصوات الى حد الضجيج المقلق بأن يهدم ماكان من قبل من مؤسسات وتجمعات وكتل وإنجاز ..

      يا سادة:
       
  1. لم يعتقد أحد في المجلس الوطني السوري حتى الساعة أن المجلس حقق المأمول منه والواجب عليه قطعا, كما لايدعي أحد أن المجلس بلغ مرحلة الرشد والكمال, بل الكل يعترف بالتقصير والعجز عن انجاز كل ماهو واجب عليه .
    كما أن الجميع يعلم من كانوا فيه و من خرجوا عنه وإن أنكروا أن العوامل الخارجية المعطلة في بعض الأحيان لحد الشلل شبه التام في بعض الأحيان لم تكن أقل تأثيرا من العوامل الداخلية المعيقة مع شدتها .
    كما لاينبغي أن ننسى أن الخبرة في هكذا ظرف عند نشاة المجلس كانت قليلة , والمرحلة التأسيسية لها عوائقها, وضراوة الصراع الذي فرضه علينا الطاغية , والتآمر الدولي معه كل ذلك وغيره كما أشرت كان له أثره., وحجم التدمير البنيوي والقتل المريع الذي فاق كل خيال إجرامي كان له أثره علينا جميعا.

    ولا ينكر احد أن ثقافة العمل السياسي بين السوريين بشفافية على سطح المجتمع والخبرات التراكمية الايجابية من ذلك قد حرم منها شعبنا السوري بكل مكوناته وأطيافه ما يقارب ستة عقود من الجلاء الفرنسي عن سورية عام 1946 .
    فقد ابتليت سورية بانقلاب حسني الزعيم وما تبعه إلى 54 , وعادت الديمقراطية , ثم جاءت الوحدة مع مصر فألغت العمل السياسي من عام 58 الى نهاية 61 , وعادت الديمقراطية تشق الطريق لشعبنا فجاء الطائفيون بمكرهم على دبابات الجيش وبغطاء بعثي عبثي رخيص
    لتذهب سورية معهم الى جحيم الدكتاتورية وتحلل البلد من الطائفيين الى أن هبّ أطفالنا وشبابنا وشيبنا الأبطال من درعا مهد الثورة للتصدي السلمي للطغيان مطالبين باسترداد الحرية للشعب السوري الصابر قبل0 2- شهرا .
    اذا:
    مادامت ثقافة الديمقراطية والحرية في شعبنا وليدة فلتتسع الصدور منا وليستمع بعضنا من بعض فنحن لا زلنا نعاني من أمراض المرحلة الديكتاتورية من العنف والقهر والانفراد بالراي وادعاء الحكمة والصواب والاستعجال واختلاط الذاتي بالجمعي والعام , وسهولة الاتهام والمبالغة في نظرية المؤامرة , والرفض السريع حتى ليخيل للبعض نتيجة شيوع هذه المؤثرات المرضية أن السوري يرفض لمجرد الرفض مع أن الأمر ليس كذلك .
    نحن شعب بشكل أو آخر نعاني من أمراض قهر الطغيان لنا وفي أعماقنا ثقافة ورواسب تلك الأمراض خضوعا وسعيا للتخلص بالحذر المبالغ فيه والتخوين والشك والاستخفاف بكل آخر ولو كان شقيقا أوأستاذا .. أمراض ثقافية تضغطنا تعيقنا مع نبل أهدافنا شئنا أم أبينا .
    ياسادة: 

    ما تمّ توقيعه في الدوحة ليس هو تكتّل سياسي لمبادرة رياض سيف. 
    إنما الذي تم هو التوقيع على قيام تآلف بين أطياف المعارضة التي لم تشارك في المجلس أو التي خرجت منه من جهة والمجلس الوطني السوري من جهة آخرى وعلى بنود جيدة لو تم الالتزام بها .
    هنا يأتي السؤال: هل ستنجح المبادرة؟
    نرجو ذلك , وإن كانت التجارب من قبل لاتؤكد ذلك.
    لكن من الواجب على كل المعارضة في المجلس وخارجه وعلى الجيش الحر والكتائب وعلينا جميعا ألا ندع فرصة لتحقيق أهداف شعبنا في ثورته إلا ونسلكها لتحقيق ذلك بأقصر الآجال وأقل الخسائر .

    ويأتي سؤال: كم المدة الزمنية لنحكم بنجاح المبادرة من عدمه؟.

    لا بد من مدة ومنية مرنة ولكنها قصيرة طبعا لحراجة الموقف والظرف في الداخل نتيجة معاناة شعبنا الطويلة والتضحيات البطولية الكبيرة , والا فحين ندرك فشلها فما هناك بد من الاستمرار نحو الحسم بالقدرات الذاتية متوكلين على الله من قبل ومن بعد بإبداع عسكري سريع وضارب لتحقيق الهدف المنشود في اقتلاع النظام من جذوره بكل مكوناته وتوابعه.

    وهنا يطرح سؤال: هل من بشائر فعلية؟
    نرجو ذلك ولكن مع تقديرنا لموقف دول الخليج العربي بالاعتراف بالتحالف الا أن الجامعة العربية فيما يبدو تقدم رجلا وتؤخر أخرى وأرجلا أخرى , هم اعتراف جزئي يعني اعتراف بمشروعية التحالف فقط , وهذا لا يبشر بخير كبير بكل صراحة .

    والسؤال الذي يفرض نفسه: 
    هل يعني توقيع اتفاق التحالف يعني انتهاء المجلس ككيان مؤسسي سياسي يضم أطياف عدة وكبيرة من المعارضة ؟.

    الجواب :
    اذا الغي المجلس الوطني السوري كما يريد البعض ويعتقد فهذا يعني أن الذي تم ليس تحالفا , بل هوكيان آخر , سمِّه ماشئت ليسمى بأي اسم إلا التحالف, لأن التحالف يتم بين طرفين :
    أو أطراف , وهما هنا أولا المجلس الوطني بمكوناته والطرف الثاني الشخصيات الوطنية التي لم تشارك فيه وبقيت خارجه أو التي انسحبت منه..,
    وهذا يعني على افتراض الغاء المجالس أن الذي تم التوقيع عليه هو كيان واحد هو كيان المبادرة كما سمي أولا مبادرة رياض سيف لكن هذالم يحصل نتيجة الحوار الذي تم بين الأطراف المشاركة فيه إلى أن وجدوا الصيغة الجيدة له بعد تطوير الأفكار الأمر الذي أفضى لقيام تحالف بين المجلس والاطياف الأخرى من المعارضة.

    فهل يعقل ان يطلب أحد من المجلس إنهاء نفسه بعد هذا الإنجاز ؟.. ببساطة هذا الطلب يعني الغاء التحالف ونقضه.وليس الغاء المجلس فحسب.

    ياسادة :

    التحالف كيان وليد جاء لتحقيق هدف الثورة كما قلت بأقصر الآجال وأقل الأثمان التي يدفعها الشعب السوري البطل لتحقق اهدافه فإن صدق القوم الذين ضمنو الدعم والمساندة فنعما هي .
    وإلا - و لاحول ولاقوة الابالله - فالمجلس باق نشد بنيانه المؤسسي الديمقراطي النامي في العمل السياسي والاغاثي والعسكري المؤازر للثورة وخاصة بعد توسعته وإعادة هيكلته و نفيد أفضل مايكون من الخبرات الني يمتلكها الكثيرون من أعضاءه وقدراتهم و يبقى لثورة شعبنا الظهير الأيمن والحارس الأوفى ( سياسيا ودوليا) حتى تولد سورية الجديدة و يبزغ فجر الحرية والديمقراطية لينعم الشعب السوري وأجياله القادمة بالكرامة والعدالة وألأمن والرخاء .
    و لذا نؤكد أنه لابد للمجلس الوطني أن يبقى وان يستمر دونما توقف للحظة واحدة في العمل على خدمة الثورة والجيش الحر والكتائب الأبطال والشعب الصامد البطل .
    والعقلاء لايهدمون مابنوا بل يعضدون ويطورون ويؤازون ويشاركون خدمة لشعبهم وأمتهم.
    والله اكبر.
    وعاشت سورية حرة أبية
    والخزي والعار للسفاح وجنده وأتباعه.
    د. محمد بشير حداد
    12/11/2012
    الموافق 27/12/1433

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين