لا يا بطريك...!! - الحرب الثقافية على الاسلام
 
لا يا بطريرك....!!
بقلم:حسن قاطرجي
لقدفاجأ رأس الكنيسة المارونية في لبنان البطريرك الماروني (مار نصر الله بطرس صفير) الرأي العام اللبناني بكلمته التي ألقاها قبل أسابيع (الأحد في 30 أيلول ـ سبتمبر ـ 2007) في عظة الأحد إثر عودته من زيارة للفاتيكان حيث تطرق فيها لموقف الإسلام من المرأة، وصوّره بأنه موقف غير عادل في تفريقه في المعاملة بين الرجل والمرأة وإعطاء الرجل امتيازات وصلاحيات تجعل مكانة المرأة دونية! ودندن من جديد حول إشكالية عدم سماح الإسلام للمسلمة من الزواج من غير المسلم وأَثَر ذلك على وحدة الشعب اللبناني، ثم تعرّض لشمول الإسلام للدولة وعلاقة ذلك ببروز الأصولية الإسلامية.
 
وسر المفاجأة أن إعطاء مساحة واسعة من العظة لهذا الموضوع وبهذا الوضوح في الانتقاد ـ فضلاً عما ينمّ عنه من جهل فاضح بالإسلام وعدم إلمام بأحكامه - كشف عما يلي:
 
1. عدم الحكمة في التوقيت خاصة في السياق السياسي المحتقِن جداً الذي تمر به الأزمة اللبنانية الآن والعلاقة بين الطوائف والمذاهب.
 
2. أن هذا الموقف حلقة جديدة من حلقات التركيز على انتقاد الإسلام بعد الموقف المعيب الذي صدر قبل عام تماماً عن بابا الفاتيكان والذي نمّ عن جهل معرفي وتاريخي مُشين، فظهر الأمر كأنه توزيع أدوار بين مرجعياتهم الدينية في مسرحية عنوانها (الحرب الثقافية على الإسلام) الوجه الآخر للمسرحية التي تؤديها الإدارة الأمريكية ومعها دول أوروبا التي عنوانها (الحرب القتالية على الإسلام) ولو أنهم أخفَوْا ـ خُبثاً وتضليلاً ـ في هذه الحرب الأخرى كلمة الإسلام وأبدلوا بها كلمة الإرهاب!!
 
ولكن نقول للمسلمين: اطمئنوا إلى الحقيقة التي أفصح عنها البيان القرآني: )يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله مُتم نوره ولو كره الكافرون(، ونحن ندعوهم إلى دراسة منصفة للإسلام كما فعل مستشرق فرنسي كبير مشهور جداً هو غوستاف لوبون في كتابه الذائع الصيت ((حضارة العرب)) خاصة عند حديثه عن الإسلام والمرأة.  

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين