الدكتور نور الدين العتر يحاضر في مديرية الثقافة بحلب - محاضرة
الدكتور نور الدين العتر يحاضر في مديرية الثقافة في حلب
دعي الدكتور نور الدين العتر حفظه الله لإلقاء محاضرة في قاعة المحاضرات في مديرية الثقافة في السبع بحرات في مدينة حلب الساعة التاسعة والنصف مساء من يوم الجمعة 23/9/1428 الموافق:5/10/2007 وعنوان المحاضرة لماذا تقدم الغرب وتأخر المسلمون؟.
بداية افتتح المجلس بتلاوة من كتاب الله المبين بقراءة الأستاذ حسن صفي الدين ثم بعد ذلك رحب الدكتور كامل قطان مدير الثقافة في حلب بالدكتور نور الدين العتر وعرف به تعريفا موجزا ثم قال: لماذا تقدم الغرب وتأخر المسلمون ونعتقد حينما نسمع الإجابة من عالم يبتغي وجه الله فإن كلمته ستكون كلمة الفصل، ثم قدم الدكتور لإلقاء محاضرته وهذا ملخص محاضرته:
بداية تمنى الدكتور نور أن تكون هذه الجلسة جزءاً مقبولا من إحياء العشر وخاصة أننا ندرس أمراً مهما.
سؤال: تساءلنا عنه ونحن في المرحلة الإعدادية والثانوية والجامعية لماذا تأخر المسلمون بعد تقدم وتقدم الغرب ؟
قال الدكتور: ألفت كتب بعنوان: أزمة العقل العربي، واستنكر الدكتور هذا المصطلح وقال: فما بالنا إذا رحل العرب إلى الغرب وسجلوا تفوقا في عدة جوانب بالتالي: العقل العربي صحيح وسليم وليست المشكلة في العقل العربي.
وقال الدكتور: عَزَى قوم القضية إلى الاستعمار، وهذه اليابان غلبت أمام المعسكر الشرقي ولم يمنعها هذا من النهضة العلمية.
ومنهم من قال السبب هو الدين وما بال الأمم الوثنية من عباد الأصنام قد توصلوا إلى صنع القنبلة النووية في الهند فكيف بالإسلام الذي انطلق بالعقل فكيف نجعله سببا لتأخرنا؟! إذاً كل هذه الإجابات غير مقبولة.
بعض الأخوة يعزو المسألة إلى انقسام العالم الإسلامي إلى دول ولابد من الاتحاد لكي نفكر بالنهضة وهذا معناه تحويل الأمر إلى مستقبل غامض والدول الغربية متى اتحدت ؟ اتحدت من زمن قريب وقبل اتحادها كانت متقدمة والوحدة هي ثمرة من ثمار التقدم وهكذا قبائل العرب كانت مشتتة واتحدت بفضل الإسلام .
ثم قال الدكتور: افتتح الإجابة عن السؤال بقصة من القرآن وهي قصة أبينا آدم (وعلم آدم الأسماء كلها) في بداية المصحف وهذا له دلالته.
علم آدم الأسماء مقدما قبل سجود الملائكة له، أما في العهد القديم وهو القسم الأول من الكتاب المقدس ففيه قصة آدم على شكل مختلف وأن آدم منع من الأكل من شجرة الخلد ومن شجرة المعرفة وهذان الشجرتان كانتا في أجمل منظر وأحسن مكان في الجنة فجاءهما إبليس وقال: لمَ لا تأكلان من هذين الشجرتين؟ فأجاباه بأن الله منعهما ـ الموضوع له علاقة بين الخلق والخالق ـ قال: إذا أكلتما من هذه الشجرة فلن تموتا وإذ أكلتما من هذه الشجرة فسوف تنفتح أعينكما فأكلا من شجرة المعرفة فانفتحت أعينهما فوجدا أنفسهما عريانين فغضب الرب منهما ـبحسب زعمهم ـ فأمر الله خازن جهنم من الأكل من الشجرة الأخرى، وقال: الإنسان الذي خلقناه أكل من شجرة المعرفة وبعدها يأكل من شجرة الخلد  وبعدها سيملك كل شيء.
عندهم العلاقة بين آدم وبين الله علاقة عداوة فلذلك يمنعه من المعرفة والخلود.
بينما عندنا المفهوم الديني لعلاقة الإنسان بالله علاقة تكريم، ولذلك جاء في القرآن أن الإنسان خلقه بيده.
أما في قصة آدم فالمعرفة مسبقة بالسؤال، والمعرفة فرض على الإنسان، وهو سبيل العقل السوي ولما نزلت الآيات في من آخر آل عمران: {إن في خلق السموات والأرض .....الآيات} جاء سيدنا بلال ليوقظ النبي صلى الله عليه وسلم فرأه النبي صلى الله .... وذكر الحديث
ثم بين الدكتور أن أول ما نزل من القرآن هو {اقرأ باسم ربك الذي خلق ...الآيات} ويحل الإشكال بالنظر في القرآن الكريم ونجد في القرآن تحقق النهضة العلمية ونحن لسنا بحاجة إلى استيراد لكن مشكلتنا أننا لا نفهم القرآن.
ثم ذكر الدكتور بعضا من تعليقات الأجانب على بداية القرآن الكريم بـ(اقرأ).
الأسس اللازمة للنهضة العلمية في القرآن الكريم:
1-    محاربة التقليد الأعمى ومحاربة الأعراف التي لا تستند إلى علم ، والعجيب أن المسلمين قلدوا غيرهم في المفاسد الاجتماعية مثل ترك الحجاب والانحلال الخلقي والفواحش وغير ذلك.
2-    آيات الكون تزيد على آيات الفقه والتشريع.
3-    طبيعة العقيدة الإسلامية أنها تعتمد على العقل وتناقش قضية العقائد بالعقل، بل بالمحسوس (ألهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها أم لهم أرجل يمشون بها) (قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون) تحدي فجاءت العقيدة الإسلامية مبنية على التجربة والحس ليكون ذلك زيادة في العلم والمعرفة ويقول الأجانب: إن المسلمين اعتبروا أن العلم والدين متلازمان.
4-    الفكرة السائدة عند الغربيين أن الكون والطبيعة عدوتان للإنسان، وهذه لا محل لها في فكرنا لأن الطبيعة مسخرة للإنسان والكون خادم للإنسان، وذكر الآيات المتعلقة بهذا الموضوع.
5-    الحض على العلم والتفكير والآيات التي توبِّخ من لا يعمل عقله كثيرا، والآيات التي تحض على إعمال العقل والفكر كثيرة بل فيها الزجر وانظر إلى سورة الغاشية مثلا (أفلا ينظرون .............. الآيات ) أفلا ينظرون استفهام توبيخي ، والقرآن لا يذكر العقل إلا في مقام الاحترام والاحتكام إليه ويوبخ من لا يحكِّمه.
6-    ما تضمنه القرآن من الحديث المستفيض عن الكون والخلق والحيوان، وفي هذا أوجه من إعجاز القرآن.
الخلاصة:
1-    القرآن معجز فيما ذكر من معارف الطبيعة والكون والحياة والإنسان لأنه وافق مقررات العلم في عصرنا هذا.
2-    القرآن سلم من المعارف الفاسدة التي كانت مسلَّمة في ذلك العصر الذي نزل فيه القرآن.
فالعلم والدين قانونان متلازمان لا ينفصلان.
لماذا تأخر المسلمون عن غيرهم؟
1-    نحن مصابون بالجهل بروح ديننا
2-    سوء التصور للدين وسوء الفهم له.
وذكر الدكتور أن أول ما يلزم المؤمنين معرفة القاعدة المهمة أن قوانين الكون ثابتة.
وأجاب عن فكرة أن الاستعمار هو سبب التخلف العلمي : وهذا غير مسلَّم به فهل أثرت الحروب الصليبية وحروب التتار على النهضة العلمية؟
ثم استطرد وبين أن يلزمنا أن ننتبه لهذه الأمور:
1-    يجب ان نعلم أن الأسباب والمسببات قانون رباني، وهذه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أولاً يأخذ بالأسباب ثم أيد بالمعجزات.
2-    محو أمية المسلمين الدينية ولا يستثنى من ذلك أي مرحلة وطلابنا اليوم بحاجة للعلوم.
3-    نريد من إخواننا المثقفين نشر هذه الأفكار.
4-    وجوب البحث والتحصيل العلمي ومعظم الشباب الذين ينظر إلى إلى دراسته على أنها وسيلة للمرتب والمعاش ولا يتمشى مع طموحاته فتضعف همته عن تحقيق البحث.
5-    ينبغي أن نتأمل في آيات الكون المتعلقة بالكون وفيها الوعيد الشديد .
6-    الحرص على أداء الواجبات والحرص على أنفس شيء في حياتنا وهو الأوقات والأعمار واستشهد بسورة العصر.
وهناك إحصائيات لبعض الباحثين عن تضييع الأوقات ولا سيما إضاعتها في الأمور الترفيهية مثل الحاسوب والتلفاز فتضيع الأوقات فيها أكثر من أوقات صانعيها.
وختم محاضرته بالتأكيد على الشباب أن لا يضيعوا اوقاتهم وينبغي الاهتمام بهم وأكد على ضرورة التطبيق العملي والبحث العلمي في مناهج التعليم فنقول لكل طالب: كم مسألة حللت وكم مرة دخلت المخبر وما هي عدد التجارب التي قمت بها؟!.
وبعد نهاية المحاضرة شكر الدكتور قطان الدكتور نور على محاضرته القيمة وفسح مجالا للمداخلات والأسئلة، ومن جملة المداخلات كانت مداخلة الأستاذ ملا غزيل . وأجاب الدكتور حفظه الله على بعض الأسئلة.
 
  

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين