المرأة في بلاد الشام ، وبلاد الرافدين
بقلم الشيخ: حاتم طبشي
ارتبطت حضارة بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين ارتباطاً وثيقاً ، واشتركت في كثير من مفاهيمها وأنظمتها ، ومعتقداتها وأساطيرها ،
وقد سكنت هذه المنطقة من العالم شعوب متنوعة ، من الآشوريين والسومريين ، والبابليين والكلدانيين والفينيقيين ،
وفي كل هذه الحضارات نالت المرأة مكانةً مرموقة ، حتى ساوت الرجل في كثير من المناصب ، بل زادت عليه حينما أخذت شكلاً من أشكال التقديس الذي تناله الآلهة ، ووصلت المرأة إلى أعلى الوظائف والمراكز القيادية ، وقد تصل إلى سدة الحكم فتكون ملكةً أو وصيةً على العرش ، وكان لها كرامتها وكامل حقوقها المشروعة .
وكان الرافدي ُّ يوصي ولده : اسمع كلمة أمك كما تسمع كلمة إلهك ([1] ، وكانت تعيش بحرية ، وقد تحتل منصب القاضي أو الكاتب في المحكمة ، وكانت السيدة المطاعة ، والآمرة الناهية ([2] .))
ثم أخذ وضع المرأة بالتراجع والتدني ، فوضع البابليون على المرأة وصياً من الذكور ، أباً أو أخاً أو أولاد عم ، ويملك هؤلاء الأوصياء حق التصرف بهذه المرأة كما يشاؤون ، حتى وصل الأمر إلى البيع والرهن ،
وليس من حقها أن تطلب الطلاق ، وإذا ما أراد الزوج طلاقها فيكفي أن يقول لها : لست زوجتي ، أما إذا قالت هي له : لست زوجي ، فقد وجب قتلها غرقاً ([3] .)
وكغيرها من النساء في جميع الحضارات – في ذلك الوقت – تحرم من ميراث والدها ، أو زوجها ، وتوزع التركة على الذكور فقط ، وعند فقد الزوج ليس من حقها أن تتزوج من رجل آخر تحت طائلة عقوبة الإعدام غرقاً ([4] .)
[1] - المرأة في حضارات بلاد الشام القديمة ، علي القيم ، صفحة : 75 .
[2] - المرأة والألوهية ، محمد وحيد خياطة ، صفحة : 86 .
[3] - المرجع السابق صفحة : 84 .
[4] - حمورابي وعصره ، هورست كلينكل ص : 222 ، تعريب : محمد وحيد خياطة
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول