القرضاوي يدعو قاعدة المغرب للتوبة - القرضاوي يدعو قاعدة المغرب
القرضاوي يدعو "قاعدة المغرب" للتوبة ومراجعة أفكارها
 
دعا الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الجماعات المسلحة بالجزائر وفي مقدمتها تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" للتوبة ومراجعة أفكارها على غرار الجماعة الإسلامية بمصر.
جاء ذلك في رسالة عزاء أرسلها القرضاوي أمس الإثنين للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لمواساته في الاعتداءين اللذين هزا مدينتي باتنة (400 كم شرق العاصمة الجزائر) ودلس الساحلية (100كم شرق العاصمة) قبل نحو 10 أيام، وخلفا أكثر من 60 قتيلا و200 جريح.
وجاء في الرسالة: "كنت أنوي.. أن أكتب إليكم رسالة شكر وامتنان على موقفكم الكريم نحوي أثناء مرضي.. لكن المأساة التي وقعت والجريمة النكراء التي حدثت في مدينة باتنة ومرفأ دلس اضطرتني أن تكون رسالتي تعزية ومواساة في ضحايا الجريمة والشهداء المظلومين الذين سقطوا صرعى بلا جناية ولا جريرة".
وأضاف القرضاوي في الرسالة التي بثتها وسائل الإعلام الرسمية: "إنني أدعو هؤلاء الشاردين (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي أعلن مسئوليته عن هذه الاعتداءات) لأن يعودوا إلى رشدهم ويتوبوا إلى ربهم ويراجعوا دينهم" على غرار ما قام به إخوانهم في (الجماعة الإسلامية) في مصر الذين أعلنوا صراحة عن تخليهم عن منهج العنف والإرهاب بعد سنوات من سلوكهم لهذا الطريق الخطأ".
وخلص الشيخ إلى أنه: "إما أن تفيق هذه القلة الشاردة وتتوب و تنضم إلى شعبها وإما أن تزول وتنقرض كما انقرضت جماعات قبلها دمغ الحق باطلها ومحاها الرشد وفقا لسنة الله في الخلق" مستشهدا بالآية الكريمة: "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
وتساءل القرضاوي: "كيف يزعم هؤلاء الذي يسفكون دماء أهليهم أنهم إسلاميون.. ومن أين يستقي هؤلاء أفكارهم السوداء التي تستحل قتل الناس بالجملة، والرسول الكريم يحرم أن يشير المسلم إلى أخيه بالسلاح مجرد الإشارة" مضيفا أن: "لا قدوة لهؤلاء إلا الخوارج الذين استحلوا دماء من عداهم من المسلمين وأموالهم".
مساندة المصالحة
ومن ناحية أخرى، أعرب القرضاوي عن دعمه لبوتفليقة بشأن الدعوة للمصالحة والسلم، قائلا: "أشد على أيديكم مؤيدا ومساندا إصراركم على موقفكم الثابت من الدعوة إلى السلم والمصالحة العامة وطي صفحة الماضي السوداء وجمع أبناء الجزائر تحت راية واحدة".
كما أعلن القرضاوي تأييده الكامل "للموقف الرافض للتطرف بكل صوره وأنواعه سواء أكان تطرفا علمانيا أم كان تطرفا إسلاميا".
وفي السياق ذاته، أعرب الشيخ عن سروره بالتصريحات التي جاءت على لسان الرئيس الجزائري في أعقاب محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفته بمدينة باتنة وخاصة قوله: "لا سبيل لأبناء الجزائر إلا أن يتسامحوا ويتصالحوا و يتحابوا ويتوحدوا".
وفي ختام رسالته، توجه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالحديث للرئيس بوتفليقة قائلا: "سر في طريقك وامض في إصلاحك والله معك والشعب من ورائك وأمة العرب والإسلام تشد أزرك ولن يترك الله عملك ولن يخيب سعيك".
وكان الرئيس بوتفليقة قد زار الشيخ القرضاوي بعد دخوله مستشفى عين النعجة العسكري بالعاصمة الجزائرية يوم 22 أغسطس الماضي عقب إصابته بوعكة صحية أثناء وجوده بالجزائر في زيارة خاصة. وقد أشرف الفريق الطبي الخاص ببوتفليقة على علاج الشيخ.
وبعد خروجه من المستشفى توجه القرضاوي إلى العاصمة المصرية القاهرة على متن الطائرة الخاصة ببوتفليقة، قبل أن يعود بعدها إلى مقر إقامته في قطر.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين