زوج سفاح الشام وأولاده ـ 1 ـ

عبد العظيم عرنوس

رحم الله الداعية مصطفى السباعي فقد شخص مكمن الداء الوبيل في شخصية الطاغية ، وكأنه يرى الشخصية المهزوزة لسفاح وطاغية الشام ، وذريته النجسة العفنة حيث يقول : الطاغية يتزوج الغرور ، فيلد ثلاثة أولاد : الحمق والحقد والجريمة .
والغرور صفة دالة على نقصان الفطنة وسكون النفس إلى ما يوافق الهوى ، وتزيين الخطأ بأنه صواب ، وكل ما يغر الإنسان من مال وشهوة وشيطان ، والمغرور شخص لم تنفتح بصيرته وبقي في العمى ووقع في طغيان الأنا والاستعلاء ، فاتخذ الهوى قائدا والشيطان دليلا ، حتى يرى نفسه فخيمة أكبر من نفسها فيداخله العجب ويستولي عليه الزهو والخيلاء ، ومنشأ هذا الداء هو شعور داخلي بالنقص يحاول المغرور تغطيته برداء غروره . فالغرور إذن هو أم الشقاوات ومنبع الهلكات ، ولا يزال الإنسان يغتر بنفسه حتى يقع في بئر الهلكة ، وكل هذا وأكثر منه متجسد في شخصية سفاح الشام.
مثل وقوفك أيها المغرور*** يوم القيامة والسماء تمور
ماذا تقول إذا نقلت إلى البلى *** فردا وجاءك منكر ونكير
ماذا تقول إذا وقفت بموقف *** فردا ذليلا والحساب عسير
وتعلقت فيك الخصوم وأنت في *** يوم الحساب مسلسل مجرور
وتفرقت عنك الجنود وأنت في *** ضيق القبور مسلسل مجرور
وحشرت عريانا حزينا باكيا *** قلقا وما لك في الأنام مجير
مهد لنفسك حجة تنجو بها *** يوم المعاد ويوم تبدو العور
 
ذرية ونتاج المغرور :
الولد الأول :
1 - الحمق ..والحمق قلة العقل وفساد التفكير ، والحماقة هي السفاهة ، والأحمق هو الذي لا يعرف متى يجب الكلام ومتى يَحسن السكوت ، ولا يدري كيف يدبر الأمور ، وكلمة الحماقة مأخوذة من ( حمُقت السوقُ ) إذا كسدت ، فالأحمق على هذا إنسان كاسد العقل فاسد الرأي لا يستقيم أن يُشاور في سلم ولا حرب، لأن الأحمق لطيشه وسفاهته وخفة عقله يرى الفضل كله له ، فهو –بزعمه- أفضل من كل من سواه ، ورأيه وأمره هو الحق الذي لا مرد له ، ومنطقه منطق فرعون ( ما أريكم إلا ما أرى ) فلا يتروى في حكمه على غيره ولا يقيم وزنا لآراء الآخرين مهما كانوا متصفين بأفضل الصفات من العلم والعقل والخبرة والمعرفة ، فالحمق هو الداء الدوي الذي لا علاج له
لكل داء دواء يستطب به ** إلا الحماقة أعيت من يداويها
لك الله يا أرض الشام ويا أهل الشام من تسلط هذا الأحمق الذي أفسد أيما إفساد ، لك الله يا أرض الشام من تسلط هذا الرويبضة التافه الفويسق السفيه الذي يتكلم في أمر العامة ؛ كما ورد في الحديث الشريف ، وقد حذر علي بن أبي طالب من مؤاخاة الأحمق فقال : لا تؤاخ الأحمق .. فسكوته خير من نطقه ، وبعده خير من قربه ، وموته خير من حياته.. إي والله صدقت يا ابن أبي طالب .
ولا تصحب الحمقى فذو الجهل إن يرم ** صلاحا لأمر يا أخا الحزم يفسد
وقيل : مكتوب في التوراة : من اصطنع معروفا إلى أحمق فهي خطيئة مكتوبة عليه .
وقال سفيان الثوري : هجران الأحمق قربة إلى الله .
وقال علي بن أبي طالب : صحبة الأحمق نقصان في الدنيا وحسرة في الآخرة .
يتبع في مقال لاحق إن شاء الله....

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين