بروق النِّعَم من دياجير الظُلَم (12)

نعمة الأمن

الشيخ ماجد الدرويش

الأمن: عدمُ تَوقُعِ مَكْروهٍ فِي الزَّمنِ الْآتِي، وأَصْلُه طمأْنِينَةُ النَّفْسِ وزَوالُ الخَوْفِ. كما قال الـمُناوِي.
وفي القاموس: الأمْنُ ضِدُّ الخَوْفِ.
وقد يطلق على الدين والخلق، قال في القاموس: وما أحْسَنَ أمْنَكَ، وأَمَنَك، أي: دينَكَ وخُلُقَكَ.
فالأمن إذن هو استقرار النفس وزوال قلقها وأسبابِ ذلك القلق. وهو ينبع من حسن الدين والخلق. من هنا كان الأمن نعمة لا يعرف قيمتها إلا من فقدها. فإذا عرف هذا عرف لم كان الامتنان من الله تعالى على أقوام بنعمة الأمن، منهم أهل مكة، حيث قال الله تعالى فيهم:
) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ(
قال قَتَادَةَ: " كَانَ أَهْلُ الْحَرَمِ آمِنِينَ يَذْهَبُونَ حَيْثُ شَاءُوا , فَإِذَا خَرَجَ أَحَدُهُمْ قَالَ: أَنَا مِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ فَلَمْ يُعْرَضْ لَهُ , وَكَانَ غَيْرُهُمْ مِنَ النَّاسِ إِذَا خَرَجَ قُتِلَ أَوْ سُلِبَ ". وقال: كَانَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ آيَةٌ، أَنَّ النَّاسَ يُغْزَوْنَ وَيُتَخَطَّفُونَ وَهُمْ آمِنُونَ ".
وقال سبحانه: )وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ( الطبري: يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَقَالَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: إِنْ نَتَّبِعِ الْحَقَّ الَّذِي جِئْتَنَا بِهِ مَعَكَ، وَنَتَبَرَّأْ مِنَ الْأَنْدَادِ وَالْآلِهَةِ، يَتَخَطَّفُنَا النَّاسُ مِنْ أَرْضِنَا بِإِجْمَاعِ جَمِيعِهِمْ عَلَى خِلَافِنَا وَحَرْبِنَا، يَقُولُ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ: فَقُلْ )أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا( يَقُولُ: أَوَ لَمْ نُوَطِّئْ لَهُمْ بَلَدًا حَرَّمْنَا عَلَى النَّاسِ سَفْكَ الدِّمَاءِ فِيهِ، وَمَنَعْنَاهُمْ مِنْ أَنْ يَتَنَاوَلُوا سُكَّانَهُ فِيهِ بِسُوءٍ، وَأَمَّنَّا عَلَى أَهْلِهِ مِنْ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِهَا غَارَةٌ، أَوْ قَتْلٌ، أَوْ سِبَاءٌ. قال: يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَكِنَّ أَكْثَرَ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الْقَائِلِينَ لِرَسُولِ اللَّهِ: )إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا( لَا يَعْلَمُونَ أَنَّا نَحْنُ الَّذِينَ مَكَّنَّا لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا، وَرَزَقْنَاهُمْ فِيهِ، وَجَعَلْنَا الثَّمَرَاتِ مِنْ كُلِّ أَرْضٍ تُجْبَى إِلَيْهِمْ، فَهُمْ بِجَهْلِهِمْ بِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ يَكْفُرُونَ، لَا يَشْكُرُونَ مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ. انتهى.
وكان هذا تكرما من الله تعالى الذي قضت مشيئته أن تنعم تلك البلاد بالأمن ليأمن فيها الناس على حياتهم مهما كانت الظروف، كما قال سبحانه: )وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا( قال الطبري: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَرْجِعًا لِلنَّاسِ وَمَعَاذًا يَأْتُونَهُ كُلَّ عَامٍ وَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِ، فَلَا يَقْضُونَ مِنْهُ وَطَرًا. وقال: وَالْأَمْنَ: مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ أَمِنَ يَأْمَنُ أَمْنًا، وَإِنَّمَا سَمَّاهُ اللَّهُ أَمْنًا لِأَنَّهُ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَعَاذًا لِمَنِ اسْتَعَاذَ بِهِ، وَكَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ لَوْ لَقِيَ بِهِ قَاتَلَ أَبِيهِ أَوْ أَخِيهِ لَمْ يَهْجُهُ وَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ. انتهى.
بل نجد أن الله تعالى قد أقسم بمكة فقال: )وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ( قال الطبري: يَقُولُ: وَهَذَا الْبَلَدِ الْآمِنِ مِنْ أَعْدَائِهِ أَنْ يُحَارِبُوا أَهْلَهُ، أَوْ يَغْزُوهُمْ. وَقِيلَ: الْأَمِينُ، وَمَعْنَاهُ: الْآمِنُ. انتهى. وهذا وحده كاف في بيان مكانة مكة عند الله تعالى حتى يقسم بها، والله تعالى لا يقسم إلا بمعظم، حيث ذكرها بأهم أوصافها، وهي البلد الآمن. وقد بين سبحانه نوع هذا الأمن في سورة الفيل فقال: )الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ(.
أسباب الأمن
من خلال ما سبق ذكره يتبين أن هذا النوع من الطمأنينة يرجع إلى سببين اثنين:
-       الأول: زوال الخوف. وسببه ما قاله قَتَادَةَ: «كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ تُجَّارًا، يَتَغَاوَرُونَ ذَلِكَ شِتَاءً وَصَيْفًا، آمِنَيْنِ فِي الْعَرَبِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ يُغِيرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، لَا يَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ، وَلَا يَسْتَطِيعُونَهُ مِنَ الْخَوْفِ، حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ لَيُصَابُ فِي حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، وَإِذَا قِيلَ حَرَمِيٌّ خُلِّيَ عَنْهُ وَعَنْ مَالِهِ، تَعْظِيمًا لِذَلِكَ فِيمَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ مِنَ الْأَمْنِ».
-       والثاني: الكفاية الاقتصادية. وسببه ما جاء في قوله تعالى: ) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ، فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ(. فذكر الجوع والخوف هنا في مقابلة الأمن والكفاية الاقتصادية، لذلك كان الاعتبار أن أسباب الأمن : عدم الخوف، والكفاية الاقتصادية.
قال الإمام الطبري شارحا: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَثَّلَ اللَّهُ مَثَلًا لِمَكَّةَ؛ الَّتِي سُكَّانُهَا أَهْلُ الشِّرْكِ بِاللَّهِ؛ هِيَ الْقَرْيَةَ الَّتِي كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً، وَكَانَ أَمْنُهَا أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَتَعَادَى وَيَقْتُلُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهَا بَعْضًا، وَأَهْلُ مَكَّةَ لَا يُغَارُ عَلَيْهِمْ، وَلَا يُحَارَبُونَ فِي بَلَدِهِمْ، فَذَلِكَ كَانَ أَمْنُهَا. وَقَوْلُهُ: )مُطْمَئِنَّةً(، يَعْنِي: قَارَّةٌ بِأَهْلِهَا، لَا يَحْتَاجُ أَهْلُهَا إِلَى النَّجْعِ كَمَا كَانَ سُكَّانُ الْبَوَادِي يَحْتَاجُونَ إِلَيْهَا، )يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا( يَقُولُ: يَأْتِي أَهْلَهَا مَعَايِشُهُمْ وَاسِعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَقَوْلُهُ: )مِنْ كُلِّ مَكَانٍ( يَعْنِي: مِنْ كُلِّ فَجٍّ مِنْ فِجَاجِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ، وَمِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ فِيهَا. انتهى.
وكل ما ذكرنا وارد في شأن مكة المكرمة. قال الطبري: وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ الْقَرْيَةُ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مَدِينَةُ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأتى على ذلك بأثر عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها يوم قتل أمير المؤمنين عثمان شهيدا. وهذا يعني أنه من الممكن أن ينطبق هذا الوصف على أية بلدة أنعم الله تعالى عليها بالنعم الكثيرة فبدلت شكر النعم كفرا فاستحقت أن يذيقها الله تعالى لباس الخوف والجوع. ) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(.
قال الإمام الماوردي: وفي هذه القرية التي ضربها الله تعالى مثلاً أقاويل: أحدها: أنها مكة... الثاني: أنها المدينة، آمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم كفرت بأنعم الله بقتل عثمان بن عفان وما حدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بها من الفتن, وهذا قول عائشة وحفصة رضي الله عنهما. الثالث: أنه مثل مضروب بأي قرية كانت على هذه الصفة من سائر القرى. انتهى.
لذلك كل ما ذكر في هذه الآيات يمكن أن يصيب أية بلدة تكفر بنعم ربها عليها.
ولكننا نجد بلادا لم تكفر بنعم ربها ومع ذلك يصيبها شيء من ذلك، فمن أين هذا؟
غالبا هذا ابتلاء وامتحان من الله تعالى لصدق إيمان هؤلاء، كما قال تعالى: ) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (156) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (. قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى: وَهَذَا إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَتْبَاعَ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مُبْتَلِيهِمْ، وَمُمْتَحِنُهُمْ بِشَدَائِدَ مِنَ الْأُمُورِ لِيَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ، كَمَا ابْتَلَاهُمْ فَامْتَحَنَهُمْ بِتَحْوِيلِ الْقِبْلَةِ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَكَمَا امْتَحَنَ أَصْفِيَاءَهُ قَبْلَهُمْ، وَوَعَدَهُمْ ذَلِكَ فِي آيَةٍ أُخْرَى فَقَالَ لَهُمْ: )أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ(. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: يقول تعالى: )أم حسبتم أن تدخلوا الجنة( قبل أن تبتلوا وتختبروا وتمتحنوا، كما فعل بالذين من قبلكم من الأمم؛ ولهذا قال: ) ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء( وهي: الأمراض؛ والأسقام، والآلام، والمصائب والنوائب...)وزلزلوا( خوفا من الأعداء زلزالا شديدا، وامتحنوا امتحانا عظيما، كما جاء في الحديث الصحيح عن خباب بن الأرت قال: قلنا: يا رسول الله، ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ فقال: (إن من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه، لا يصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه، لا يصرفه ذلك عن دينه). ثم قال: ( والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون).
أقسام الأمن
والأمن أمنان: أمن نفسي، وأمن مجتمعي.
أما الأمن النفسي فيعيشه المؤمن بربه سبحانه، كما قال تعالى: )الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (، فتجد المؤمن مطمئنا في مجتمعه ولو ماجت الدنيا وهاجت من حوله. كما تجده مطمئنا في قبره وفي الحشر لتثبيت الله تعالى له. بعكس الظالم لنفسه الذي يعيش القلق والاضطراب النفسي في الدنيا والآخرة.
أما الأمن المجتمعي فهو الذي يعيشه الإنسان تحت ظلال الحاكم العادل الذي يعطي كل ذي حق حقه، فيشعر الإنسان حينها ببشريته، لأنه لا يتوقع مكروها يأتيه ثقة منه بعدل الحاكم، ويعتبر أن هذه الدولة تعنيه لذلك يدافع عنها. وكما قال وفد الحيرة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب: حكمت فعدلت، فأمنت فنمت.
فالحاكم العادل ينام مطمئن البال لأنه يعلم أن أحدا من الناس ليست له عنده مظلمة.
أما الحاكم الظالم فيعيش القلق والرعب بأشكاله وألوانه لذلك لا يتحرك إلا والجيوش تسبقه وتلحقه، وتُقطع له الطرقات، وتُغلق دونه الشرفات، وما ذلك إلا لأنه يشعر أن كل واحد من المجتمع إنما هو غريم له لظلمه وعتوه وجبروته، وهذا مؤذن بهلاكه. فكيف إذا ادعى الألوهية أو أدُّعِيت له؟ وهذا فرعون فبركت له أحوال وادعيت له مقامات بلغت حدَّ التأيه، ) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى( قال ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «أَخَذَهُ اللَّهُ بِكَلِمَتَيْهِ كِلْتَيْهِمَا». أَمَا كَلِمَتُهُ الْأُولَى فَقَوْلُهُ: )مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي(  وَأَمَّا الْآخِرَةُ ، فَقَوْلُهُ: )أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى(.
فأبشر يامن نبشرك بمصير لا يقل عن مصير سلفك فرعون، أتظن بأنك تسفك الدم الحرام وتأمل أن تعيش بسلام، والذي رفع السماء بلا عمد، ومدَّ الأرض على جمد، ستكون حياتك في كمد. ونهايتك وخيمة .. إلى الأبد... وإلى ما بعد الأبد... في جهنم وبئس المصير.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين