مجزرة الحولة في حمص... ماذا بعد؟

 

د. خالد حسن هنداوي
لك الله وحده أيها الشعب السوري الثائر الصابر من طغمة انتفخ سحرها من شدة الجبن فباتت تقصف وتحرق على يد الخونة من جيش هذه العصابة المارقة وشبيحتها الأوغاد الرعاديد الظانين أن عصيهم أطول وحديدهم أشد على حد تعبير الفيلسوف شكسبير: "إن الجبان يضرب عندما لا يسعه الفرار"، فيغدر ويغدر بالشجاع الذي إن بكى ضحك الجبان كما قال علي رضي الله عنه، يفعل هؤلاء وهؤلاء كل جريمة ضد الإنسانية ليزهو سيدهم وشبيحهم الأكبر الذي صمم كما صمم أبوه قبله ألا ينال مراده في التشبث بالسلطة إلا بالإرهاب والولوغ بدماء الأحرار الأطهار والأسود الحقيقيين من أبناء الشام البواسل، فلم يذرهم إلا مضرجين بنجيع الحرية والعزة والإباء، ولكنه أمام كل عدو للشعب من اليهود والحلفاء بل الشركاء له في الجريمة أرنب هارب أو عبد مقود كما وصف الرصافي
كلابا للأجانب هم ولكن على أبناء جلدتهم أسود
وكم هو مزهو بفعل كل شبيح صغير صاحب لسان أو سنان ليشرب نخب خمرته ويقهقه شامتا بكل صريع من الرعية الحرة مفتخرا بجرائمه خصوصا إن حصدت الأطفال والنساء والشيوخ، ولا غرابة، فإن فخامته لا يحب الحر ولا الحرة ولا أبناءهما كما قال المفكر ديدور: "إن الراعي الذي يعجبه الذئب لا يحب الخراف! وكيف يحبها وقد مرد على الظلم وسار به وأحيا معالمه في الناس لتقع عليهم الدواهي وتنكبهم منذ أربعة عقود ولاتزال. وكيف يمكن أن يبقى رئيسا لهم من سدد إليهم سهم الفتنة بدل أن يقص جناحها حتى صارت كالسيل بالليل، لقد استثار دفائن أحقاد قومه ولم يتعامل إلا بالغل والانتقام الذي هو عدالة الهمجيين دون محاكمة لضمير يوقظ الغافل الحيران ودون محاكمة لأي جان معتد بالقتل والجرح والأذى لأنه إن فعل فإنه أول من يجب أن يقتص منه وهو ما أشار إليه الحسن البصري رحمه الله بقوله: "إن الله أنزل القصاص حياة لعباده فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم؟ لا ريب أن الجريمة النكراء التي ارتكبها أعداء الإنسانية من عصابة النظام الطائفيين في منطقة الحولة التابعة لمدينة حمص وذلك بقصف المنازل بالدبابات لساعات عدة ثم الهجوم الجبان من الشبيحة الأذناب على المدنيين وطعنهم بالبلطات والفؤوس والحراب والذبح بالسكاكين لحوالي خمسين طفلاً من بين أكثر من مائة وثلاثين شهيداً من الرجال والنساء وجرح ما يقارب ثلاثمائة آخرين، ليعد مجزرة شنيعة فظيعة تضم إلى مجازر هذه المليشيات الأسدية التي زادت منذ عهد الأب وإلى الآن ومع اشتداد الثورة عن مائة مجزرة في سوريا الحبيبة، هل يمكن أن ترى هذه المشاهد المروعة ولا ينتحب قلبك قبل عينك. طفل ضرب بالحربة فأخرج دماغه من رأسه، وآخر مذبوح من الوريد إلى الوريد ورضيع ممزق تمزيقا وطفلة قد قلعت عينها وأولاد آخرون مهشمون تهشيما وجثث فوق جثث، قال صاحبي: لقد تذكرت شارون. فقلت: لقد فعل هؤلاء من المذابح والمجازر بشعبنا المجاهد كما ونوعا ما لم يفعله شارون ولا هولاكو ولا هتلر.. في سبيل الحفاظ على الكرسي ونهب البلاد وقتل أهل السنة والجماعة الثائرين وغيرهم وهل نسيت يا أخي ما اقترفت عصاباتهم قبل مجزرة الحولة حيث قتلوا أسرة كاملة من آل الشدة من مدينة حماة: الأم وأولادها الخمسة ذبحوهم ذبحا ليضاف إلى سجلهم الأسود من مجازر حماة والتي كانت أكبرها مجزرة عام 1982م ولا ريب أن الذين استنكروا مجزرة الحولة من الدول والهيئات ومراكز حقوق الإنسان في شتى أنحاء العالم هم من الذين عرفوا دموية نظام الحقد والغدر والتمييز الطائفي البغيض ولم يستغربوا عادة الجزارين، وبالمقابل فإنك لا تستغرب أيضا الموقف الشائن الرخيص ممن سكتوا أو ربما باركوا فعل المجرمين لأنهم إما من سادتهم أو مثلهم في سجل الإجرام خصوصا روسيا وإيران وحزب الله وعليك أن تستهجن موقف رئيس المراقبين الدوليين روبرت مود الذي علق بقوله: نحن لا نعرف من المسؤول الحكومة أم العصابات! نحن مراقبون ولسنا حاكمين، أما أبواق النظام كالناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسية وشريف شحاتة وفيصل عبد الساتر فلا عليك أن تهتم لسماع الببغاوات ومنهم الذي نصب نفسه ليرد على العلامة الشيخ القرضاوي عبر قناة الجزيرة فهم فقاعات وطحالب ولا تكتف بالشكاية فإنها سلاح الضعفاء وأعد العدة مع كل حر لندافع عن ديننا وعرضنا والوطن مهما كلف ذلك فإن طريق التحرير يجب أن تمهده الدماء كما قال غاندي

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين