مبشرات في زمن الوهن (4)

(وجود الدافع الذاتي لدى الناس في التعرف على هذا الدين)

بقلم : خباب بن مروان الحمد
ولهذا نجد الدكتور "عبد الرحمن حمود السميط" رئيس لجنة مسلمي إفريقيا يقول بصراحة: إنه برغم عدم وجود خطط مدروسة لنشر الإسلام في القارة الأفريقية، فإن الإسلام ينتشر بالدفع الذاتي؛ مؤكدًا على أن المستقبل للإسلام في هذه القارة.
ومن يستمع إلى الشريط الجميل الذي خرج له قبل عدَّة سنوات بعنوان:(رحلتي إلى أفريقيا) في حوار الدكتور الإعلامي فهد السنيدي معه لوجد في ذلك عجباً عجاباً في إقبال الكثيرين من الأفارقة على الإسلام دون وجود إغراءات تدعوهم إلى ذلك.
و في الدول الأوروبيَّة نجد دفعاً عجيباً وتلقائياً لمحاولة التعرف من السويديين على دين الإسلام، ومن ثمَّ إعلان الكثير منهم دخولهم في الإسلام طواعيَّة، فخلال مؤتمر صحفي بالمعهد السويدي بالإسكندرية وفي ضربة موجعة للمناهضين للإسلام أعلن وفد شباب السويد المسلم اعتناق 15 ألف مواطن سويدي تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً الدين الإسلامي بعد أزمة الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتقول عدد من التقارير الصادرة بأنَّ عدد المسلمين في السويد يبلغ الآن حوالي 120 ألف مسلم والملاحظ أن الإسلام ينتشر رغم غياب الدعاية الكافية له وبشكل خاص بين النساء من الأكاديميات والجامعيات بشكل خاص ويبرهن على احترام الإسلام للمرأة ووضعها في دور أكثر تقديراً ويحتل الإسلام المركز الثاني من حيث الانتظار هناك.
ومن خير الشواهد على انتشار هذا الدين العظيم، ما يشعر به القساوسة بالأثر البالغ والكبير الذي يدفع الغربيين للدخول في الإسلام، ما اعتبره د. حقار محمد أحمد عضو مجلس الحوار مع الكنائس والباحث المتخصص في شئون الفاتيكان وتاريخه تحذير جورج جاينزفاين السكرتير الخاص لبابا الفاتيكان مما وصفه "بأسلمة الغرب"، ودعوته لمقاومة القيم الإسلامية باعتبارها خطرا على الهوية الأوروبية تأتي على خلفية الانتشار السريع للإسلام لدى النخب والقواعد الشعبية في أوروبا.
وقال أحمد في تصريحات خاصة لموقع: (إسلام أون لاين): "هذه التصريحات جاءت نتيجة تزايد الإقبال على الإسلام في أوساط النخبة من المجتمع الأوروبي، وهي الفئة المؤثرة في الأوساط الثقافية الأوروبية، بالإضافة لتضاعف عامة الناس الذين يسلمون بعد 11 سبتمبر إلى ثلاثة أضعاف في كثير من الدول كفرنسا".
ومن شواهد ذلك ، ما طالعتنا به بعض وسائل الإعلام عن قصَّة ذلك الضابط الأمريكي ، إذ كان يقوم بحراسة مستشفى مدينة الطب بضاحية الكرخ في بغداد، وبعد محاولات تلقائيَّة منه للتعرف على الإسلام، أعلن النطق بالشهادتين، وسيتبعه الكثير في ذلك، إذ إنَّ نصاعة هذا الدين وحقائقه الكبرى في الكون والحياة لائحة لكل ذي عينين يريد الدخول في الدين الحق ويبحث عنه.
ونحن لا ننسى كذلك قصَّة الكثير من الحروب التي شنَّها أعداء الدين ومنهم التتار الذين دخلوا بلاد الإسلام لإبادة أهلها، وبعد مدة وجيزة وجدنا الكثير منهم يدخلون في الإسلام ويصبحون من أشدِّ أنصاره.
وهذا ما يعطي لجميع المسلمين حالة الشعور بروح العزَّة والمناعة لهذا الدين، وأنَّ هنالك شيئاً خفياً يقلب أذهان الكثيرين حينما يتعرَّفون على دين الإسلام.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين