الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يفتي بأن المشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية فريضة شرعية وضرورة وطنية

 
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يفتي بأن المشاركة في الانتخابات الرئاسية فريضة شرعية وضرورة وطنية، ويدعو المصريين إلى اختيار الأصلح والأتقى الذي يحمل مشروع النهضة، ويقدر على جمع أبناء الأمة.

 
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ما جرى وما يجري في مصر العظيمة، كنانة الله في أرضه، وما أبلى به الشعب المصري من بلاء حسن في ثورته العظيمة، وما قام به جيش مصر لحماية الشعب، والنجاح الذي عرفته الانتخابات البرلمانية، إلى أن وصلت الانتخابات الرئاسية، وأمام هذا الوضع، وفي هذه المرحلة التاريخية التي تمر بها أمتنا، والتي نعتبرها لحظة تحول نحو الأفضل بإذن الله تعالى، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يرى أن من واجبه بيان الحكم الشرعي في هذه الانتخابات التي تترتب عليها آثار عظيمة على المستوى الداخلي والخارجي للشعب المصري بل والعالم العربي والإسلامي أجمع، وإصدار فتواه الآتية المبنية على الأدلة المعتبرة من الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة ومبادئها العامة:
أولاً:  يطالب الاتحاد جميع المصريين بالمشاركة المكثفة في الانتخابات، ويفتي بأن الإدلاء بأصواتهم فريضة شرعية توجبه الأدلة المعتبرة من الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة العامة، لأن الإدلاء بالصوت من باب الشهادة الواجبة في هذا المقام، حيث يترتب عليها إيصال الأصلح إلى مسؤولياته وإبعاد من لا يصلح، وكما هو معلوم، فقد ينجح الصالح أو الطالح بفارق عدة أصوات، فإذا لم يقم الشخص بالإدلاء بصوته يكون آثما؛ لأنه ساهم في وصول من لايصلح إلى سدة الحكم، فصوتك أيها الناخب أمانة في عنقك يجب أن تضعه في مكانه، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}[58، النساء]. ومشاركتك أيها الناخب ودعوة الناس إلى المشاركة واختيار الأصلح لمن أفضل أنواع الجهاد والدعوة إلى الله تعالى، ومن أهم الأسباب للاستقرار والأمن وتحقيق حضارة الأمة.
ثانيا:يعتبر الاتحاد أن الانتخابات شهادة، لا يجوز للمسلم أن يأبى الاستجابة لها، إذا دعي إليها، كما قال تعالى:{وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا}[البقرة:282]. ويجب أن تكون الشهادة لله لا لدنيا أو عصبية أو مغنم،{وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ}[الطلاق:2]. وأن يختار أهل العدل والاستقامة، كما قال تعالى:{وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍمِنْكُمْ}[الطلاق:2]. ولا يجوز أن يشهد لمن لا يصلح لنهضة الأمة، كما لا يجوز للمسلم الحريص على دينه، ومرضاة ربه، أن ينتخب مرشحا منافيا للدين، أو يرفض شريعة الإسلام، فهما متعارضان لا يتفقان
 ثالثا: يؤكد الاتحاد على الأهمية القصوى لهذه العملية الانتخابية، ويدعو كل الأطراف وجميع المواطنين إلى الحرص الشديد على إنجاحها، والوقوف ضد كل من يحاول العبث بها، أو طرح قضايا جانبية للتشويش عليها، ويدعو القائمين على أمر البلاد بأن يتخذوا من التدابير والإجراءات ما من شأنه أن يؤمن السير العادي الهادئ لهذه العملية. ولا يجوز لفرد ولا جماعة أن يفكر في تعطيل المسيرة الانتخابية إلى منتهاها، فليس وراء ذلك إلا ثورة جديدة، يجب علينا كلنا أن نجتنبها.
 
رابعا: وأخيرا فإن الاتحاد يقف على مسافة واحدة من جميع من يحملون المشروع الإسلامي لنهضة الأمة، ويطالب المصريين أن يحكموا ضمائرهم وعقولهم في اختيار من هو الأصلح والأقوى للنهوض بالأمة، وتجميع أبنائها، وأن يستشعروا رقابة الله عند الإدلاء بأصواتهم.
والله المستعان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 
 
أ.د علي القره داغي                                            أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العـام                                                  رئيس الاتحاد

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين