الرجاء والخوف ـ 13 ـ حسن الظن بالله تعالى

بقلم الشيخ : مجد مكي

ـ13 ـ
حُسْن الظّن بالله تعالى
يجب على المسلم أن يكون حَسَن الظنِّ بالله تعالى في أمور دينه ودنياه، وأمور أوُلاه وأخْراه، ولا يجوز لمسلم أن يُسيءَ الظنَّ بالله تعالى، فإن ذلك من صفات المنافقين والكافرين كما ذكر الله تعالى عنهم.
قال تعالى:[وَيُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالمُشْرِكِينَ وَالمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا] {الفتح:6}.
وقال تعالى مخاطباً المنافقين:[بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا] {الفتح:12}.
روى البخاري (7405)، ومسلم (2675)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عزَّ وجل: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني».
وروى أحمد (7956)، وأبو داود (4993)، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «حُسْنُ الظنِّ من حُسن العبادة».
وعن جابر أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام:«لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يُحسن الظنَّ بالله عزَّ وجل» أخرجه مسلم (2877) وغيره.
روى أحمد (16016)، وابن حبان (641) أنَّ واثلة بن الأسقع الصحابي دخل إلى يزيد بن الأسود يعوده، فأقبل واثلة حتى جلس، فأخذ يزيد بكفيّ واثلة فجعلهما على وجهه. فقال له واثلة: كيف ظنُّك بالله تعالى ؟ فقال: ظنيِّ بالله تعالى والله حسن. فقال واثلة: فأبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله عزَّ وجل: أنا عند ظن عبدي بي، إنْ ظنَّ خيراً فله، وإن ظنَّ شراً فله».
اللهمَّ إنا نسألك حُسْن الظن بك، وصِدْق التوكل عليك.
***

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين