حوار ...أم خوار .... حسن نصر الـ.... ودعوته للحوار مع نظام القتل والإجرام

عبد العظيم عرنوس

 
تصريحات نصر الـ... الأخيرة تبرهن على بداية انحسار المشروع الصفوي ، واليأس من امتداده ، والفضل في هذا أولا لله سبحانه ، ثم لتوفيقه وعونه للسوريين في إصرارهم على تنحية سفاح الشام وإراحة العباد والبلاد والدواب من شره المستطير ، وعما قريب سيشهد الكون العرس الكبير في سوريا الحبيبة والأفراح الغامرة والاحتفالات بالنصر المدوي الباهر، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .. فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجنازة فقال: مستريح ومستراح منه ! قالوا: يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه ؟ قال: "العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله ، والعبد الفاجر يستريح من العباد والبلاد والشجر والدواب".
حتى الشجر والدواب التي لم تسلم من فجور وإفساد سفاح الشام وستستريح منه ومن شره.
الشعب السوري يا حسن نصر الله شعب ذكي ومبدع وحي ، وليس بحاجة إلى تنظيراتك ولا لنصائحك؛ كما قال يحيى بن معاذ: لا ينصحك من خان نفسه . فادخر تنظيراتك لنفسك ، وليس السوريون بحاجة إلى نموذجيك اللذين تفتقت عنهما قريحتك الفاسدة !! الشعب السوري توكل على ربه، وحسم أمره واتَّخذ قراره الذي لا رجعة فيه . والنموذج الوحيد الذي خرج من أجله وقدم قوافل الشهداء تَتْرى والذي سيغيظك هو الخلاص الأبدي من أسرة الأسد .. أما ما تفوهت به بأن ( السوري أمامه نموذجين: إما أن يذهب إلى الحوار إلى الإصلاح إلى الانتخابات إلى المشاركة إلى التعاون، وإما هذا النموذج الذي يقدم الآن ... ) فلا محل له عندنا.
لا تتعب نفسك يا نصر الـ... ولا تكد ذهنك وفكرك في الدفاع عن سيدك وولي نعمتك، ولا توزع نصائحك فنحن لسنا بحاجة إلى الحوار فلقد انتهى زمن الحوار، والمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، ولا نبغي إصلاحات الأسد التي هي قتل وتدمير وحرق وإفقار وإذلال وإهلاك للحرث والنسل وإفساد؛ حتى المساجد لم تسلم من إصلاحاته!!
أما المشاركة والتعاون فهي المهزلة التي ما بعدها مهزلة .. أبعد خمسين عاما من تهميش أهل السنة وإهمالهم وسلب قدراتهم وإذلالهم واستعبادهم واستبعادهم وتجريدهم من كل حقوقهم، أبعد كل هذا تدعونا إلى المشاركة والتعاون !! لا وألف لا .. لا نريد هذه القسمة الضيزى .. وهذا أوان الفراق .. فالكنيف لا يتولد منه المسك ، والخبيث لا يخرج منه طيب أبدا .. والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا . والله عز وجل هو أصدق القائلين فعنه نتلقى ومنه نأخذ فقال جل شأنه: (إن الله لا يصلح عمل المفسدين).
أما قولك : ( هناك عقل تدميري ويد تدميرية ) وقولك: ( نحن نزداد قناعة بأن هناك من يريد تدمير سوريا ) فقد صدقت في هذا وأنت كذوب؛ كما قال النبي صلى لله عليه وسلم لأبي هريرة عن إبليس: صدقك وهو كذوب.
نعم لم نشهد عقلا تدميريا، ويدا تدميرية، وفكرا وفعلا إجراميا، كما شهدنا تحت لظى أسرة الأسد، ولا يحتاج الأمر في سوريا التي دمرت على يد الأسدين ( الأب والابن ) إلى دليل فمشاهد التدمير خصوصا في حمص وإدلب ومن قبل في حماة شاخصة .
وليس يصح في الأذهان شيء   ***    إذا احتاج النهار إلى دليل
نعم عقولكم وأياديكم التدميرية لم يسلم منها شيء .. وقد أذن الله بذهاب ريحكم وهذا أوان زوالكم، وقدر الله واقع وأمره لا يرد، والشعب السوري الثاثر هو قدر من أقدار الله، والله إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون
إن الرجال إذا ما ألجؤوا لجؤوا *** إلى التعاون فيما جل أو حزبا
لا تعدم الهمة الكبرى جوائزها *** سياَّن من غلب الأيام أو غُلبا
وكلُّ سعيٍ سيجزي الله ساعيه *** هيهات يذهب سعي المحسنين هبا
ونقول لك يا نصر الـ ...: تبا لك ألهذا دعوتنا ؟؟!!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين