بيان رابطة العلماء السوريين بشأن اعتقال الشيخ أحمد معاذ الخطيب الحسني فرج الله عنه

 [لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ] {الشعراء:29}
صدق الله العظيم ... فهذا منطق الطواغيت المتألهين في كل زمان ، وفي كل مكان ، يهددون الأحرار والعلماء والأبرار، والدعاة الصادقين ، يخافون صرخات الحق ، وكلمات النور ، وخُطب الرجال الشجعان ... لكِن لئن كان هذا منطق فرعون وأشباهه ، أمثال الطاغية الأثيم بشار الأسد ، فإن منطق المؤمنين الأحرار هو: [قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ] {يوسف:33} ، إذ لا يمكن لمؤمن حر أن يساوم على دينه أو عقيدته أو كرامته ، مهما كان وعيد الطغاة وتهديدهم .. وقدوتهم في ذلك رسولهم وقائدهم وحبيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما حكى الله عنه فقال : [الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] {آل عمران:175}.
ولقد قدم العلماء العاملون خلال هذا العهد البعثي البغيض آلاف الشهداء والمعتقلين والمفقودين والمهجرين ، وما اعتقال الأخ الحبيب العالم الداعية د. أحمد معاذ الخطيب الحسني إلا واحدا من هذه الثلة العلمية الكريمة ، فهو خطيب الجامع الأموي في دمشق وسليل أسرة دمشقية عريقة، توارث علماؤها الخطابة في مسجد دمشق العريق .
ورابطة العلماء السوريين إذ تستنكر اعتقال العلماء والدعاة والأحرار والثوار من الرجال والنساء، في الأقبية والسجون التي لا تليق بالحيوانات، فضلا عن كرام الناس وأحرارهم وعلمائهم ، لَتُهيب بالمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان أن تقف من النظام السوري القاتل وقفة حازمة جادة من انتهاك هذا النظام للشرع الإلهيّ والقانون الدولي، ومواثيق الأمم المتحدة ، وحقوق الإنسان .
إنه نظام يقتل الناس، ويسجنهم، ويعذبهم دون محاكمة! ودون قانون! ودون تحقيق! ويعتقلهم في أقبية وزرائب وزنازين ليس فيها أدنى درجات الكرامة والاعتبار الإنساني .
وإذا كان الشيخ المهندس الداعية أحمد معاذ الخطيب الحسني اعُتقِل في المخابرات العسكرية ، فكّ الله أسره ، لأنه خطيب مفوّه ، جريء بكلمة الحق ، متمرد على الظلم ، داعم لثورة الأحرار في سورية ، فأي جرم أكبر وأشنع من أن يتِمَّ إهانة عميد سابق لكلية الشريعة في جامعة دمشق، وأستاذ مادة الفقه الإسلامي فيها ، وهو الشيخ الدكتور/ مصطفى البغا ، الذي يبلغ من العمر أربعا وسبعين عاما ، وقد عُرِف عن الشيخ كما يقول ابنه أنس : (كان يُحكِّم العقل ، ويرفض العنف ، ويدعو الناس إلى ضبط النفس خوفا من إراقة الدماء ...) مع ذلك اعتُدِي على الشيخ بالسب والتهكم وشتم الإله ، وضُرِب ولده أمامه ، وأطلقت الأعيرة النارية أمامه ليدخلوا على قلبه الرعب والخوف ، تماما كما قال الله تعالى : ( [إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ] {الممتحنة:2}
اللهم ارحم الشهداء ، واشف الجرحى ، وفُكّ أسر الأحرار ، وارحم الأيامى واليتامى والثكالى ، ورُدّ المفقودين إلى ديارهم ، وردنا إلى ديارنا في بلاد الشام أعزة كراما وألوية النصر معقودة للإسلام  والحمد لله رب العالمين.
 
التاريخ                                           رابطة العلماء السوريين
16/6/1433 الموافق7/5/2012

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين