مشاركة المشرف في ملتقى القرضاوي - سفر المشرف إلى الدوحة

مشاركة المشرف في ملتقى القَرَضَاوي

       دعي المشرف على موقع رابطة علماء سورية الأستاذ الشيخ مجد مكي للمشاركة في ملتقى الإمام القرضاوي مع الأصحاب والتلاميذ ، والذي كان من المقرر عقده في بيروت في الفترة من 28ـ30/6/1428هـ ، ثم تم تعديل الموعد والمكان ليصبح في مدينة الدوحة بدولة قطر في الفترة من 29جمادى الآخرة 1428هـ ، إلى الثاني من رجب 1428هـ، وقد دعا إلى هذا المؤتمر ثلاث جهات: هي المركز العالمي للوسطية بالكويت، وكلية الشريعة جامعة قطر، ومركز إسهامات المسلمين في الحضارة، يتناول تسعة محاور تدور جميعها حول فكر وتراث العلامة القرضاوي".

فكرة الملتقى

وكانت فكرة الملتقى قد انطلقت من نداء بثه موقع الشيخ حفظه الله تعالى على إحدى صفحاته في 4-2-2007 إلى تلاميذ الشيخ القرضاوي.

وجاء هذا النداء تلبية لرغبة الشيخ في أن يتعرف على هؤلاء التلاميذ، وأن تكون بينه وبينهم صلة مباشرة فوق الصلة الروحية والفكرية، بحيث يتعرف على أسمائهم، ومواقعهم وسيرهم الذاتية، حتى يمكن أن يلقاهم في رحلاته المختلفة، وأن يراسلهم ويراسلوه.

والدكتور يوسف القرضاوي ولد في مصر عام 1926م ونشأ فيها، واشتغل بالدعوة منذ فجر شبابه، وتجاوزت مؤلفات القرضاوي المائة، وطبع بعضها عشرات المرات، كما ترجم عدد كبير منها إلى اللغات المحلية لعديد من الدول الإسلامية، واللغات العالمية.

ويعدُّ القَرَضاوي من أبرز دعاة (الوسطية الإسلامية) التي تجمع بين السلفية والتجديد، وتمزج بين الفكر والحركة، وتركز على فقه السنن، وفقه المقاصد، وفقه الأولويات.

       وقد سافر المشرف على الموقع يوم الجمعة 28/جمادى الآخرة/1428هـ بعد صلاة العصر على متن الطائرة القطرية المتجهة من مطار جدة إلى الدوحة ، واستقبل بحفاوة وترحيب ، واجتمع بفضيلة الشيخ القرضاوي على مائدة العشاء مع مجموعة من العلماء في الفندق الذي عقد فيه المؤتمر. ومنهم:الشيخ فيصل مولوي، وعصام البشير، وعلي القره داغي، وعبد المجيد النجار، ومحمد منير شفيق، ونظام يعقوبي، وبشير نافع.

       وفي صباح السبت 29/جمادى الآخرة/1428هـ، الموافق 14/7/2007م، افتتح ملتقى الإمام القرضاوي بحضور عدد كبير من المشاركين والضيوف ، وقد افتتحت الجلسة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ،وافتتح الجلسة الشيخ فيصل المولوي بكلمة جميلة مؤثرة، ثم ألقى كلمة اللجنة المنظمة الدكتور عصام البشير، ثم ألقى كلمة المشاركين الدكتور: محمد نور هدايت من ماليزيا، ثم ألقت كلمة المشاركات الدكتورة عائشة المناعي عميدة كلية الشريعة في جامعة قطر، ثم ألقى الشاعر البارع الأستاذ أحمد الصديق قصيدة شعرية رائعة، ثم ألقى كلمة التلاميذ الشيخ سالم الشيخي من ليبيا والمقيم حالياً في لندن، ثم ألقى كلمة الأصحاب العالم المحقق الدكتور: عبد العظيم الديب، ثم استعرضت مسيرة حياة الشيخ عبر عرض فيلم تسجيلي وثائقي أظهر جوانب من حياة الشيخ منذ نشأته يتيماً في قرية صفط تراب ، إلى وصوله إلى قطر ، كما عرض الفيلم جوانب من جهوده وأعماله ومواقفه الفكرية، والفقهية ، ثم ختمت تلك الجلسة بكلمة الشيخ العلامة القرضاوي حفظه الله تعالى ورعاه ، وكانت كلمة رائعة مؤثرة هزت القلوب وأسالت الدموع، ومما قال فيها:

       إنه يعتبر نفسه "طالب علم وتلميذ حتى آخر لحظه في عمره". وطلب العفو والصفح ممن أساء إليهم بقول أو فعل مشيراً إلى أنه "بشر يخطيء ويصيب" .

وتمنى القرضاوي ألا يكون ثناء أصحابه وتلاميذه سببا في حرمانه من ثواب أعماله التي يبتغى بها مرضاة الله عز وجل. وأشار إلى أنه كان متخوفا من عقد الملتقى "خوفا من المدح والثناء الذي يمحق ثواب الأعمال في الآخرة"، مشيراً إلى الحديث الشريف القائل:" ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون غنيمة، إلا تعجلوا ثلثي أجرهم في الآخرة ويبقى لهم الثلث، وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم".

وبصوت محشرج بالبكاء قال :"أخشى أن تذهب المدائح بثلثي أجري ولا يبقى لي إلا الثلث". وبتواضع العلماء، أضاف الشيخ القرضاوي : إن التكريمات والمدائح والثناءات التي سمعها في ملتقى أصحابه وتلاميذه لا تخدعه عن حقيقة نفسه التي يعرفها أكثر من غيره، وقال : " أنا أعرف نفسي بضعفها وتفريطها وتقصيرها أكثر من معرفة غيري لها".

وتابع قائلا : إن الله سترنى بستره الجميل،  ومن فضل الله أنه يستر على عباده ولم يجعل لمعاصيهم رائحة يشمها الناس".

واعترض الشيخ القرضاوي على تسميته "بالإمام " كما وصفه معظم المتحدثين في افتتاح الملتقى، وقال : " أنا والله لست قائدا ولا إماما أنا جندي من جنود الإسلام، وتلميذ وسأظل تلميذا أطلب العلم حتى آخر لحظة في جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين