أحبك أيها الآتي

 

 
أحبّك أيّها الآتي
بنور شعّ في ذاتي
سرى كالبدر في غلس
على أشلاء ظلمات
أنار بصيرتي أحيا
خليّاتي وذرّاتي
وقاني الحبُّ من خوفي
كسيل هادر عاتي
طغى فاغتالَ ما يؤذي
وغثّاً من نفايات
فلم أحفل بما ألقى
ولم تهزم مسرّاتي
أحبّك أيّها الآتي
فكم بدّلت آهاتي
وكم ترجمت أشواقي
وكم آنست خلواتي
فذابت فيك أتراحي
وحلّ البشر ساحاتي
وهام القلب لا يهوى
سوى علياء غايات
ضعيف أنت يا قلبي
عن أعباء عزماتي
قليل فاتر رخو
ولوع بالتفاهات
قويّ بالذي سوّا
مغموراً بآيات
وحرّ سامق تسمو
عن أغلال آفات
إذا ما كنت معتصماً
بربّك ذي العطيّات
بتوحيد وإخلاص
وأشواق لجنّات
أحبّك أيّها الآتي
فأنت ضماد أنّاتي
وأرنو والرضا يلقي
ظلالاً من مسرّاتي
وأرقب مع حلول الليـ
ل أو مع روح نسمات
خطاك فهل عسى اقتربت
فحيّهلاً بخطوات
تزفّ نسائم الريحان
من روضات جنّات
علام الخوف يا قلبي
ورحمة ربّي الآتي
وأنت طريح أعتاب
بآهات وأوبات
علام تخاف يا قلبي .؟!
وحبّ الله لذّاتي
سراب كلّ ما تشكو
كمنثور الهباءات
علام الخوف يا صاحي
وربّي يمحو زلاّتي
وربّي .. حسبي الله
عن تدبير حالاتي
وما يُؤذي وما يُخشى
في نزع وسكرات
وفي حشر وفي نشر
وأهوال وحسراتي
لقد ألقيت أحمالي
فهل أخشى جراحاتي
وهل أخشاك زلاتي
أحبّك أيّها الآتي
سلاماً أيّها الآتي
وحبّاً فيه سلواتي
سألقي قلبي المكدو...
د من قرحي ومأساتي
على أعتاب إحسان
وإفضال ورحمات
بساح بالرضا ثرّ
يبدّد حجب روعاتي
فلا همّ ولا حزن
ولا أكدار آفات
وحسن الظنّ يحدوني
فيا بشراي بالآتي
وكلّ مشاعري جذلى
بما أرجو وما ياتي
أحبّك أيّها الآتي
ولو حطّمت ذرّاتي ([1])
([1]) ـ  غير أنّ عافيتك يا ربّ أوسع لي .
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين