وفاة القارئ المتقن الشيخ محمد سكر - نعي رابطة علماء سورية المستقلة للقارئ الشيخ محمد سكر
وفاة القارئ المتقن الشيخ محمد سكر ـ رحمه الله تعالى ـ
نعي رابطة علماء سورية للقارئ الشيخ محمد سكر
انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر الأربعاء 12من شهر شعبان 1429 الموافق 13/8/2008 فضيلة القارئ المتقن الشيخ محمد سكر ، من كبار مشايخ القراء بدمشق ، وقد تخرج على يديه العديد من الحفظة المتقنين، وسيصلى على جثمانه بعد العصر في جامع بني أمية، وستكون التعزية في جامع العثمان (الكويتي) بدمشق.
ورابطة علماء سورية المستقلة تقدِّم عزاءها لعلماء سورية، وقراء دمشق وأسرة الشيخ وتلامذته، بوفاة هذا القارئ المتقن، وتسأله سبحانه أن يرحمه برحمته الواسعة ، وأن يغفر له ، ويخلف مثله. وإلى القراء الكرام ترجمة موجزة لفضيلة الشيخ المقرئ محمد طه سكّر الدمشقي
اسمه ونسبه:
فضيلة الشيخ العالم المربي المقرئ الجامع الحافظ المتقن أبو هشام محمد بن طه سكر الدمشقي ، الصيّاديّ الرفاعي الحسيني ، عالم جليل من كبار علماء القراءات ومشايخ القراء بدمشق . مولده ونشأته:
ولد في دمشق في حي العفيف، بمنطقة الصالحية سنة « 1340هـ ــ 1922 م » نشأ يتيماً في حضن والدته الكريمة التي وهبته أحسن ما عندها، وهو كتاب الله تعالى، الذي حفَّظته إياه منذ نعومة أظفاره، وهو في السن العاشرة من العمر، وختمه في الخامسة عشرة . دراسته وشيوخه:
عكف الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ منذ صغره على حلقات العلم، فقرأ على الشيخ محمود فايز الدير عطاني (ت1385)ختمة كاملة برواية حفص عن عاصم، وكان خلال هذه الختمة يحفظ متون القراءات، فما إن ختم تلك الرواية حتى أسمعه الشاطبية والدرة كاملتين، وشرع في الإفراد لكل راوٍ ختمة كاملة، فقرأ نحو عشرين ختمة متنوعة الروايات، ثم شرع بالجمع الكبير، الذي انتهى منه في سنّ الخامسة عشرة . وكان خلال ذلك يقوم الشيخ الدير عطاني بالاستبيان منه ( مواطن الشاهد) تلك القراءة من الشاطبية أو الدرة، أو إثارة مسألة نحوية وغيرها من مسائل ذات أهمية في هذا المجال، حضر دروس العلامة الشيخ علي التكريتي(ت1361)، وقرأ عليه بعض العلوم، ومنها كتاب (مشكاة المصابيح) للتبريزي في الحديث. مجلس القراء:
وانضم مع قرينه الشيخ أبي الحسن محيي الدين الكردي إلى مجموعة القرّاء الذين كانوا تحت إشراف الدكتور محمد سعيد بن محمد سليم الحلواني(ت1389)، فأقاموا جلسة للإقراء يحصل بها مدارسة القرآن الكريم ووجوهه ورواياته، وما زالت قائمة حتى الآن بما يُعرف بمجلس القرّاء.
ويضم مجلس القراء ، كبار شيوخ القراء في بلاد الشام وهم:
الشيخ أبي الحسن محيي الدين الكردي حفظه الله تعالى.
الشيخ كريِّم راجح شيخ القراء في بلاد الشام حفظه الله تعالى .
الشيخ عبد الرزاق الحلبي حفظه الله تعالى .
الشيخ محمد طه سكر (1340ـ1429)رحمه الله تعالى .
الشيخ خليل هبا ( 1343ـ1428) رحمه الله تعالى .
الشيخ بكري الطرابيشي صاحب أعلى سند في العالم حفظه الله تعالى. والشيخ شكري اللحفي حفظه الله تعالى.أسلوبه ومنهجه في التعليم:

وأمّا منهجه في التعليم، فهو على طريقة وسنن شيخه في القراءة والإقراء، محمود فايز الدير عطاني فهو محرّر مدقّق لا يرضى من القراءة إلا ما يَصحّ ويُقبل، لذا فإنّه يتشدّد في ضبط القراءة لتلامذته، فمنهم من يبقى ويعبر حتى يختم، ومنهم من تقصر همته عن ذلك.
وطريقته مع المبتدئ بإقرائه جزء «عمّ»، يتمرّن الطالب على القراءة المجوّدة، ثم يبدأ من الأول، ويلقي أحكام التجويد ويصحّحها على الطالب دون تجزئة لها بل جملة واحدة، لا يترك له شيئاً، وإن استدعى الأمر إعادة شيء من ذلك أعاده، حتى يتقن القراءة . وعندما يدخل عليه الطالب للمرّة الأولى يملي عليه الشيخ جميع ما تتطلبه منه القراءة من شروط كالالتزام بالأوقات والآداب والمحافظة على أحكام التجويد وغير ذلك.
وقد قرأ رحمه الله في أماكن متعددة، منها منزله في حي العفيف، ومسجد الشيخ محي الدين بن عربي، ومسجد الخياطين، ومسجد نور الدين الشهيد، وجامع التوبة.
أولاده:
وهو والد كل من القراء الشيخ هشام سكر والشيخ طه سكر ووالد زوجة الدكتور الشيخ القارئ سامر النص .تلامذته:
عاش مع القرآن وللقرآن وفي رحابه يتفيؤ ظلاله ، قارئا ومقرئا للقرآن ، وعلم وخرج أجيالا عبر عقود طويلة كلهم من حفظة كتاب الله المتقنين بمختلف القراءات فقد تخرج به وعلى يديه العديد من الحفظة المتقنين ، و( خيركم من تعلم القران وعلمه ).وفاته ودفنه:
توفي فجر يوم الأربعاء12 شعبان 1429هـ / الموافق 13 / 8 / 2008 م، وصلي على جثمانه الطاهر بعد صلاة عصر يوم الأربعاء ، بالجامع الأموي الكبير بدمشق ، واجتمعت رجالات دمشق وعلماؤها وقراؤها وصلى عليه فضيلة المقرئ الشيخ أبو الحسن الكردي بارك الله في عمره، وألقى بعد الصلاة فضيلة شيخ قراء دمشق الشيخ محمد كريم راجح كلمة القراء وكانت مؤثرة جدا.
ووري الثرى في مقبرة الشيخ محي الدين ، بعد رحلة مباركة وصحبة طيبة عاشها مع القرآن وللقرآن ، تعلما وتعليما وقراءة وإقراء ، أكثر من 70 سنة وهو يعلم كتاب الله للأجيال ، فهو من أهل القرآن ، الذين هم أهل الله وخاصته من خلقه ، وأقيم له مجلس عزاء في جامع العثمان ( الجامع الكويتي ) بدمشق ، رحم الله الشيخ محمد سكر تاجراً صادقاً ضرب المثل الأعلى للناس كيف يمكن أن يكون الشيخ عالماً وقارئاً وتاجراً صدوقاً، رحمه الله و جعل الجنة مثواه... وبارك في أبنائه وذريته وتلامذته ...
وتنظر ترجمته الموسعة في قسم صفحة العلماء من هذا الموقع.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين