الهدى والضلال ـ 7 ـ

الشيخ مجد مكي

من أسباب الهداية

6 ـ ومن أسباب الهداية: استدامة ذكر الله تعالى:
 وذكر الله عاملٌ مهم لطمأنينة القلب وانشراح الصدر، يقول خالق هذا القلب والعالم بمكنوناته وأسراره:[ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ] {الرعد:28}. وعلى قدر ذكرنا لله يذكرنا الله:[فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ] {البقرة:152}.بل يذكرنا ا لله سبحانه: (من ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خيرٍ منه) رواه البخاري (7405) ، ومسلم (2675) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وحينما نتكاسل عن ذكر الله يسلِّط الله علينا الشياطين، فيكونوا قرناء لنا :[وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ] {الزُّخرف:36}.
فيا من تبحثون عن الهداية، وترغبون في الجنة إليكم هذه الوصيَّة من أبي الأنبياء إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم: (لقيتُ إبراهيم ليلةَ أُسري بي، فقال: يا محمد أقرئ أمتك منّي السلام، وأخبرهم أنَّ الجنة طيبةُ التربة، عذْبة الماء، وأنها قيعان ، وأنَّ غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر) رواه الترمذي (3384) وقال: حسن غريب.
7 ـ ومن أسباب الهداية: تلاوة كتاب الله تعالى بتدبُّر وتفكُّر خشوع:
[إِنَّ هَذَا القُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا] {الإسراء:9}.
وفي القرآن الشفاء والرحمة:[وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا] {الإسراء:82}.
وأثر القرآن واضحٌ مشهودٌ، مهما بلغت القلوب منه قسوتها، وهذا جُبير بن مطعم بن عدي قدم المدينة في وفد أسارى بدر، فسمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بسورة الطور، فلما بلغ هذه الآية:[أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الخَالِقُونَ(35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ(36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ المُسَيْطِرُونَ(37) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ(38) ]. {الطُّور}.. كاد قلبه أن يطيررواه البخاري (4476).
ومثل ذلك في قصص بعض التائبين، ومنهم الفضيل بن عياض الذي كان يقطع الطريق، ويخوف المارين وينهب المسافرين، وكان ذات يوم يتسلق بيتاً فسمع قارئاً يقرأ:[أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ] {الحديد:16}. فتاب ورجع إلى الله.
8 ـ و من أسباب الهداية: رفقة الصَّالحين الأخيار:
 فكم من ضال هداه الله على أيدي الصَّالحين الأخيار... و(المرءُ على دين خليله، فلينظر أحدكم مَنْ يخالل) رواه أحمد (7685) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ومُجرَّد محبَّة الصَّالحين تورد المرء موارد الخير إنْ صدقت النية، فقد سُئل رسول الله عن الرجل: يحبُّ القوم ولما يلحق بهم، فقال صلى الله عليه وسلم : (المرء مع من أحب). رواه البخاري (5702) ، و مسلم (4779) من حديث ابن مسعود.
***

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين