موقف العلماء في سورية عامة و حلب خاصة من الثورة‎

 

كتب أحد العلماء الفضلاء الحلبيين رسالة يوضح فيها موقف العلماء من الأحداث الدامية المتتابعة على ثرى سوريا الطهور ،
 ومما قال فيها حفظه الله وأمتع به :
إن غراس الدعوة اضمحلت خاصة في حلب بعد تهجير العلماء طوعا او قسرا نتيجة
للظروف التي عصفت بالبلاد ،وان كان انا رأيي بالذات في تلك الاونة ان
نتعامل مع النظام على قدر المصلحة من اجل خدمة الدعوة، ولكن باعتبار ان
الحرب فرضت على السوريين، وقال الشعب السوري كلمته، فان اللون الرمادي لم
يعد ينفع فكل عالم امام خيارين لا ثالث لهما : اما ان يكون مع الحق، واما مع
الباطل ولقد أرسلت رسائل لعدد من العلماء بحلب مذكرا لهم بقوله
تعالى : (ليميز الله الخبيث من الطيب )، وبقوله:( وليمحص الله الذين امنوا)
 
وبيان الله واضح لكم ايها المشايخ فانتم امام الخيارات التالية ، هي على
الترتيب:
اولا: الاخذ بالعزيمة والصدح بكلمة الحق وان لم تصدحوا بها في هذا اليوم فمتى ؟!
ثانيا : فإن لم تستطع أن تجهر بالحق وتقف معه اقول لك : (فليسعك بيتك وابك على خطيئتك) .
ثالثا: افإن لم تستطع البوح بكلمة الحق ولم تُترك في بيتك فان الله عز وجل
يقول لك : (الم تكن ارص الله واسعة فتهاجروا فيها)؟ّ!
مع العلم حتى العلماء المهجَّرين او الذين هاجروا- وأعتذر على قسوتي في
الحديث ووالله ما هي الا كلمة حق ابتغي بها وجه الله وغيرتي على طلاب
العلم بكافة اطيافهم وتعدد مشاربهم - اقول :ان العلماء في الخارج ما قاموا
بما يجب عليهم وبما يطلب منهم ،وان كانت نعالهم تشرف علماء الداخل الذين
خنعوا امام الباطل ، ونافقوا له ابتغاء مكاسب دنيوية ووظائف ومناصب ،فانا اقدر لهم هجرتهم وغربتهم لكن يطلب منهم اكثر من
ذلك بكثير .
ايضا عندنا مشايخ في داخل شيوخ التخذيل والنفاق والتحبيط والتخدير
والمنافع الشخصية ولا سيما اصحاب الطرق الصوفية مثل ...............
وغيرهم .
 
ولو ان مشايخ الطرق تحركوا بحلب لاهتز النظام كما يهتزون في
حضراتهم، ولتراقص النظام كما ترافصوا في زواياهم، ولترنح كما يترنحون في
تواجدهم.
اقول لجميع المشايخ المصنفين : اتقوا الله فينا وفي اولادنا وفي حرائرنا
وفي الثكالى واليتامى والمعتقلين والمظلومين فانه لكم بين يدي الله وقفة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين