الرد المحكم القويم على الحموي محمد عبد الكريم‎

 

الأخ محمد عبدالكريم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال قراءتي لرسالتكم تكونت عندي بعض الاستفسارات أرجو توضيحها
1- ذكرتم أن بعض العلماء كأمثال الشيخ القرضاوي وبعض علماء السعودية قد أفتوا بحمل السلاح ، فإني أسألكم: متى صدرت هذه الفتوى؟ أصدرت في بداية الثورة؟ أم في وسطها؟ أم الآن؟ نحن جميعا نعلم أن الثورة بدأت سلمية واستمرت على هذا النهج ومازالت ولم يتطرق أحد من العلماء أو غيرهم للدفاع عن الثورة بحمل السلاح بالرغم من القتل المستمر منذ بدايتها وحتى الآن ولما ازداد إجرام النظام وزاد فتكه بالمدنيين كان لابد من الدفاع عن النفس فظهرت مثل هذه الفتاواى .
2- هل تريد أن تبقى هذه الثورة سلمية حتى يفنى الشعب عن بكرة أبيه؟
3- هل قذائف النظام تعقل عندما ترمى على المدن فتصيب الأطفال والنساء وتترك الثوار حتى يهربوا؟
4- هل مشايخكم وعلماؤكم الربانيون - كما تصفهم- معصومون عن الخطأ فلا يصح القدح بهم؟ أما فضيلة الشيخ القرضاوي وأمثاله الذين يصدعون بالحق فيجوز القدح بهم؟
5- هل وُجه القدح بهم من بداية الثورة أم وجهت لهم النصائح والتذكير ، أم هم أكبر من النصيحة لأنهم علماء محترمون - كما تدعي - فلا يجوز القدح بهم؟
6- ثم من أنت لتقول : لقد تجاوز علماء السعودية خاصة ...... تبقى عارا عليكم كل التاريخ؟ من الذي يلبسه العار؟ المتخاذل الذي يسوغ للنظام الكافر قتل الأبرياء بحجة القضاء على الفتنة...؟
أم العلماء الذين يتحرقون ألما لما يروا من مناظر القتل والتمثيل والإجرام على يد الكافر المتسلط وأعوانه ، فيتكلمون ناصحين ومذكرين ومحذرين ، علّ من تدافع عنهم يتذكرون أنهم يدافعون عن مجرم ورث الإجرام عن المجرم الأكبر أبيه وأنهم سيسألون يوم القيامة عن تبريرهم الدفاع عن هذا المجرم ؟
7- صحيح أن إظهار اختلاف العلماء على شاشات الفضاء يجعل الآخرين يشمتون، لكن ما العمل إذا كان شيخك الدمشقي وقد حاول كثير من علماء دمشق نصحه لكنه رفض بشدة وبقي مصرا على موقفه ، حتى أتاه أحد العلماء إلى بيته وهو جالس بين يدي الحلاق ، فاستغل هذا الشيخ استرخاء فضيلته وبدأ معه متلطفا بحديث حتى وصل إلى الحال الذي نحن فيه ، فما كان من صاحبك الشيخ إلا وقد رمى فوطة الحلاقة جانبا وقام مغضبا ليوجه لهذا العالم أشد وأقذع أنواع الكلام ويخرج من عنده وهو لا يدري ماذا حصل لهذا الشيخ .
8- تقول إنك من حماة ، فإن كنت حقا حمويا فأنت أحد اثنين:
إما أنك صغير السن لم تدرك مجزرة عام 82 الرهيبة والتي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شهيد عدا المفقودين والمهجرين.
وإما أنك عاصرتها وتنكرت لمدينتك فأنت الآن تدافع عن علماء السلطة وهم معدودون على أصابع اليد ، ونسيت علماء مدينتك الذين قتلهم المجرم الأول حتى لم يبق في المدينة عالم واحد وقد دفعوا حياتهم ثمنا لمواقف مشرفة سطرها لهم التاريخ ، وأحب أن أذكرك ببعضهم وأنت تتباكى على مشايخك علماء السلطة، أذكر لك منهم : الشيخ الرباني محمد أديب كيلاني الذي استشهدد مع ولديه ، والشيخ عبدالله الحلاق رئيس جمعية العلماء الذي قتل ثم أحرق جسده وهو الشيخ المسن الذي قارب الثمانين، الشيخ محمد بشير المراد مفتي حماة وولده أحمد ماهر وأولاد أخيه: الشيخ أحمد والشيخ عبدالودود وولداه: منير وصفوان والشيخ ناجي والشيخ عبدالمنعم، ثم ابنا عمه الشيخ أحمد كلال والشيخ عبدالفتاح المراد. ثم الشيخ أحمد المصدر والشيخ عبدالمجيد عرفة وغيرهم كثير
9- وأخيرا إن كنت تظن أن هؤلاء المشايخ - علماء السلطة - هم على حق ويدافعون عن العصابة المجرمة ويتعبرونها على حق ولا يجوز الخروج على الحاكم فإني أدعو الله تعالى أن يحشرهم مع من يدافعون عنه ويحشر كل من يدافع عنهم لقوله عليه الصلاة والسلام: "يحشر المرء مع من أحب"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين