النداء الأخير... قبل أن نعلن النصر الكبير

إخوتي وأخواتي السوريين والعرب والمسلمين... أناديكم وقد عظُم الخطب، أستغيثكم وقد اشتدَّت الكروب، لقد تَيقَّن العالم كله بعد أحدَ عشر شهرا من بداية الثورة في سورية، أن الناس تُقتل في كل ساعة، في أرض الصحابة وعاصمة الأمويين، وأن أطفالاً ونساء استشهدوا ظلماً وعدوانا، وأن شباباً عُذِّب وجُرح وقتل، لأنه خرج فقط ليطالب بحريته، وأن صواريخاً سقطت فوق رؤوس الأبرياء ولم تفرق حتى بين موال للنظام أو معارض له،

 
أخاطب فيكم ضميركم وإنسانيتكم، أنقذوا أنفسكم أولاً، أنقذوا ما بقي من احترامكم لذاتكم، تحركوا الآن لإنقاذ أخوانكم في سورية، بالله عليكم ما هي الخطوط الحُمر التي يجب أن يتجاوزها المجرم حتى نقف في وجهه ؟؟
 
 
متى يجب أن نقول له قف... وإلا ستكون ممن تحارب الله ورسوله، وتعادي أمة العرب والإسلام، هل نسيتم أننا أمَّة العزة والكرامة (كنتم خير أمة)، فكيف نسكت على قتل أهلنا وأطفالنا، قفوا وقفة رجل واحد وقولوها صيحة واحدة، ارحل يا فاجر فلم يعد لك مكان بيننا، ارحل فقد أباح الثوار دمك ... بعد أن سفكت دماءهم، ظلماً وعلواً في الأرض.
 
وأوجه رسالتي الثانية إلى الثوار على أرض سورية، أرض البطولة والكرامة، وأقول لهم: لقد عرفتم طريق حريتكم فاثبتوا عليه، وامضوا يا أبطال، ونحن كلنا معكم، امضوا يا أحرار فالعمر واحد، والرزق واحد، امضوا يا سادتنا ونحن تلاميذكم، فقد علمتمونا معنى أن تكون حراً، وكيف تكون عبداً.. لله وحده، لقد قرأنا باب الجهاد ولكنا لم نفقه كيف يُضحِّي المسلم من أجل دينه وبلده وحقه، وقد بحثت في آيات القرآن الكريم، فلم أجد آية تصفكم أكثر من قوله تعالى في سورة الفتح -عجَّل ربي فتحَكُم-: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ)
 
يكفيكم يا ثوار سورية شرفاً وعزاً أن تكونوا مع رسول الله، مع محمد بن عبد الله بطل الأبطال وأشجع بني الإنسان، والله يشهد أنكم كنتم أشداء في الحق على من طغى وتكبَّر، رحماء فيما بينكم وعلى أهلكم في سورية الحرية، امضوا فقد دفعتم ثمن حريتكم، ولم يبق إلا أن تنالوها كاملة، والله إنَّ هذا لقريب، فاصبروا فالنصر صبر ساعة.
 
وأما رسالتي الأخيرة فهي لإخوتنا العرب خاصَّةً، أناشدكم أن تنقذوا إنسانيتكم وعروبتكم، فو الله عندما ترى على الشاشات بريئاً يُقتل، فقد حَفرَ هذا في قلبك حفرة، ستسقط فيها كل قيمك وأخلاقك، فاردمها يا أخي بعمل يُغيث إخواتك، ولا أريد أن أدلك على الخير فهو معروف، وكلٌّ حَسَب استطاعته وكلٌّ حسب مقدرته والثغرة التي يقف فيها حارسا... تحركوا بالله عليكم فقد انتهى زمن السكوت، انتصروا لأحفاد أبي بكر وعمر، وأبناء عثمان وعلي، انتصروا لإخوة لكم في الإنسانية، لقد غضبتم عندما رسم مجرمٌ رسماً أساء لنبيكم، أفلا تنتصرون لمن قتل أتباع نبيكم، ألا تنتصرون لأناس قالوا: ربنا الله وحبيبنا رسول الله ورفعوا شعار: الله أكبر، إنه في كل دقيقة تتأخرون عنا سيسقط شهيد آخر، وإنه والله قد نال الجنة، ونلتم _ إن سكتم وتخاذلتم - العار والإثم إلى يوم القيامة.
 
وأما تهديدنا الأخير فهو إلى الظالم والمجرم، خذ ما تشاء من دمائنا، فو الله نحن قد أصبحنا مؤمنين فقط عندما أيقنَّا أن العمر واحد والرزق واحد، وأنك لن تأخذ منا شيئاً بقوتك، وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، ولو كنت تظنُّ أن حال الظلم دائم.. فبالله عليك انظر يا جاهل وفكِّر.. أين فرعون وهامان... أين ابن علي ومبارك.. أين يسكن القذافي الآن... هل يُعرف له قبر ؟؟ هل وجدتهم داموا في حكمهم، أو خُلِّدوا في مناصبهم، رغم آلاف الجنود وملايين الدولارات، لقد مضوا أذِلاء منبوذين، لأنهم لم يفهموا أن بروجهم ستنهار في لحظة، وأن أمر الله في كلمة، ولم يحذروا قوله تعالى في سورة البروج: (إن بطش ربك لشديد... إنه هو يبدئ ويعيد... وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد.... فعال لما يريد( أسامة فاضل الخراط

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين