تذكـرةٌ وميثاقٌ  للتعاون بين العاملين للإسلام لشام ترضي ربها وتسعد أهلها

 1-أصول الإسلام في العقيدة والشريعة هي الدائرة الرحبة التي يجب أن يجتمع عليها العاملون للإسلام، وقد ميزنا بين الأصول والفروع في كتابنا "القانون" وبينا ذلك أشد توضيح فليرجع إليه.

2-اجتماع العاملين للإسلام تحت سقف واحد تجمع أطيافهم ينبثق عنه مجلس موحد له من الطواعية والصلاحية على منتسبيه ما يكفل للعمل الإسلامي في سوريا التهيؤ لمرحلة حاسمة من تاريخ بلاد الشام فرض لازم وحتم واجب لا عذر لأحد في التنكب عنه أو التباطؤ في تحقيقه وعلى الأخص عند نزول البلاد واستفحال الظلم وهتك الحرمات والتعدي على معالم الإسلام وشعائر الدين.
3-لا بد للعاملين للإسلام من الاتصاف بالسبق الفكري للأحداث وذلك بالإعداد والتخطيط بما يسبق الأحداث المتسارعة حتى يكونوا بفضل الله ورحمته ممن يصنعون الحدث لا ممن يصنعهم الحدث.
4-   إن تفعيل السبق الفكري الآنف له مظاهر عدة من أهمها ما يلي:
1- تشكيل مرجعية علمية فقهية ولتسم "المشيخة الإسلامية لبلاد الشام"، تمثل المجلس الأعلى للإفتاء وإصدار البيانات والقرارات والأحكام الشرعية الملزمة لأهل الإسلام.
2- تشكيل لجنة عليا لتقنين الشريعة وصياغتها على هيئة قوانين ومواد لتكون مسودة القانون المدني السوري بأقسامه المتعددة في كل ما يتعلق بالعلائق بين المواطنين أنفسهم وبينهم وبين ربهم فيما يتعلق بالمحافل والمجامع العامة.
3- تشكيل لجنة متخصصة قانونية فقهية لتشكيل مسودة دستور للبلاد ينظم وظائف الحاكم وطرائق تعيينه وإقالته والمجالس الشورية والنيابية وتحدد صلاحيات الحاكم ووزرائه وصلاحيات المواطن وحقوقه وواجباته.
4- تشكيل لجان متخصصة في الاجتماع والاقتصاد والعلوم وسائر الميادين لوضع دراسة لأحوال البلاد وخطة افتراضية للنهوض بها.
5-على العاملين للإسلام بعد توحدهم تحت سقف واحد وفي مجلس واحد توظيف تعدد مناهجهم الفكرية في خدمة الوظيفة الكبرى الملقاة على عاتقهم وهي تجديد الإسلام في ربوع وطنهم وفي نفوس أهله اعتقاداً وتشريعاً وأخلاقاً ولتكن السلفية استعادةً للاعتصام بحبل الله المتين والعض بالنواجذ على سنن سيد المرسلين والاشتغال بما تحته عمل وترك ما سواه والجدل، ولتكن الصوفية هي صوفية العلماء والعاملين كالفضيل وابن المبارك والنووي وابن عبد السلام أحرفها الاتباع وجوهرها تفريغ الباطن من كل ما سواه سبحانه ولتكن الإخوانية شمولية المنهج ووضوح الفكرة والإعداد والجاهزية لمستقبل الأيام وقادم الزمان.
وكتبـه
أ.د. محمد نعيم محمد هاني الساعي
أستاذ الفقه وأصوله وفلسفة التشريع
                    في الجامعات الأمريكية         
عضو مجمع الفقهاء واللجنة الدائمة للفتوى
عضو رابطة العلماء السوريين
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين