المستقبل للإسلام - مستقبل الحضارة الغربية
المستقبل للإسلام د: محمد مرو
النظام العالمي الجديد:
مع التقدم الهائل في وسائل الاتصال والمواصلات, أصبح العالم بمثابة قرية إليكترونيةصغيرة, وبالتالي أصبح هناك ضرورة ومبررا للحديث عن مصير إنساني واحد, وعن ضرورةوجود معايير دولية واحدة, أو ما يسمى بالنظام العالمي الجديد, وهنا تقدم الغربوعملاؤه بالتبشير بأن الحضارة الغربية بقيمها وخصائصها هي هذا النظام العالميالجديد, وبالطبع فإن هناك دعما إعلاميا وسياسيا وعسكريا واقتصاديا يريد أن يفرض هذهالمقولة.
إخضاع العالم للحضارة:
وإذا كنا نقبل ونرحب وندعو إلى المشاركة الإنسانية الشاملة, لأنالعالم أصبح شديد الترابط, فإننا لا نجد أن هناك ارتباطا شرطيا بين ذلك وبين إخضاعهذا العالم للمنظومة القيمة للحضارة الغربية، وأمامنا في هذا الصدد عدة مسائل
أولها:أن هناك رأيا قويا لدى مفكرين وعلماء يقول بأن الحضارة الغربية في سبيلها إلىالزوال والانهيار، وأنها إذا لم تزل لشكلت خطراً ماحقا على مستقبل الحياة البشرية علىالأرض حيث أنها حضارة غير مسئولة وتُعلى قيمة المنفعة اللاأخلاقية.
 وثانيها: أن هناكمن يدعو إلى الاندماج الحضاري بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية وهى دعوة غيرعلمية بل ومشبوهة لأسباب كثيرة.
 وثالثها: أن الحضارة التي ينبغي لها أن تسود العالملابد أن تكون عالمية المعايير، وهذا لانطبق على الحضارة الغربية، حيث أنها عنصرية فيجوهرها, بل ينطبق فقط على الحضارة الإسلامية وبالتالي فليس هناك بديل عالمي صالحإلا الإسلام.
مستقبل الحضارة الغربية:
 وفى إطار المستقبل القائم للحضارة الغربية يقول المفكر الشاعرمحمد إقبال: "إن أوروبا تنتحر والروح تموت عطشا في سرابها الخادع ؛ حضارة نعمولكنها حضارة تحتضر وإن لم تمت حتف أنفها فلسوف تنتحر غدا وتذهب لأن أساس الحضارةمنهار ـ ولا يحتمل أية صدمة وأنت أيها المسلم فارس الأمل والخلاص والمستقبل .
ويقول العالم الروسي تروجا نوسكي معلنا إفلاس الأيديولوجيات الغربية : "إنالثورتين الفرنسية والشيوعية قد فشلتا, وأن العالم في حاجة إلى ثورة قادمة تستطيعأن تصحح من مسارات الحركة الإنسانية وأن هذه الثورة لن تأتى إلا من العالمالإسلامي  .
وكان كل من شبيلجز وأرنولد توينبي قد تنبأ بقرب انهيار الحضارةالغربية، وكذلك اليستركوك الذي أشار إلى ظهور قرينتين على اقتراب النهاية وهى التحللمن كافة القيم وعدم تمكن القانون والمحاكم في الغرب من كبح جماح الانحدار السريع فيالسلوك العام والقيم".
ويقول البرت شفاتيرز: "إن الحضارة الأوروبية المعاصرةتعانى من أعراض التحلل والانهيار".
ويقول الكسيس كاريل : "إن الحضارةالغربية تجد نفسها في موقف صعب لأنها لا تلائمنا, لقد أنشئت دون أي معرفة بطبيعتناالحقيقية إلا أنها غير صالحة بالنسبة لنا وحجمنا وشكلنا".
ويقول "بيتريمسوركن" رئيس قسم الاجتماع بجامعة هارفارد : "أزمة الثقافة الغربية الراهنة سببهاانحلال الثقافة الغربية الحسية الخالصة, وقد سادت هذه الثقافة قرونا عدة, وفرضتنفسها على كل ناحية من نواحي الحياة, فهي حينما يدركها الخلل, ويدب فيها التسمم, يسرى الداء إلى مختلف أجزائها وتشيع الفوضى بنواح

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين