ست نصائح لورثة الأنبياء نصائح ومواعظ

1ـ قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " تَفَقَّهوا قبل أن تُسَوَّدوا([1]).

2ـ وقال يحيى بن أبي كثير البصري أحد التابعين الفضلاء: ميراث العلم خيرٌ من ميراثِ الذهب، والنفسُ الصَّالحة خيرٌ من اللؤلؤ ، ولا يُستطاع العلم براحة الجسم([2]).

3ـ وقال أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد: مَنْ لم يركب المصاعب لم ينل الرَّغائب([3]).

4ـ وقال الإمام ابو حنيفة رضي الله عنه : لولا الفَرَق من الله تعالى أن يضيع العلم ما أفتيتُ أحداً ، يكون له المَهْنأ وعليَّ الوِزْر([4])!.

5ـ وقال الإمام أبو إسحاق إبراهيم الحرْبيُّ رضي الله عنه :

من تكلم في الفقه بغير لغةٍ تكلَّم بلسان قصير([5]).

6ـ وقال الإمام العاقل الحكيم الخليل بن أحمد شيخ النَّحْو والعَرُوض:

لا تَرُدَّنَّ على مُعْجب خطأَه، فيستفيدَ منك علمك ويتَّخذك عدواً([6]).

=========

([1]) ذكره البخاري في صحيحه 165:1 بشرحه " فتح الباري" ومعناه: تعلَّموا أمور دينكم قبل أن تصيروا سادة المجالس وصدورها، فإن الجهل قبيح بكل إنسان، ومن صدور المجالس أشدُّ قبحاً.

وأيضاً : تعلموا أمورَ دينكم قبل أن تكونوا سادةً فتُشغلوا بأعمالكم عن تعلُّم العلم.

وكلُّ سيادة لها مجالها ، فالزوج سيدٌ في بيته، ويكون مَسُوداً مرؤوساً في غير بيته، وليس مراد سيدنا عمر السيادة المطلقة كالسلطان والملك.

وعلق الإمام البخاري بعد أنذكر قول عمر هذا فقال: وبعد أن تُسوَّدوا. أي تفقهوا وازدادوا فقهاً وعلماً قبل أن تكونوا سادة وبعد السيادة والرئاسة ، فإن التوقُّف عن التعلم مذموم وقطيعة عن الخير ، وركونإلى الجهل.

([2]) أسنده إليه الخطيب في " تاريخ بغداد" 144،143:10، وأسند الجملة الأخيرة فقط الإمام مسلم في صحيحه428:1.

ومعناه: أن العلم لا يُنال مع راحة الجسم، لا ينال إلا بالتعب والجهد والكدِّ، أما مع الراحة فلن يكون العلم طوع إرادتك وتصرُّفك.

([3]) أسنده إليه الخطيب في " الفقيه والمتفقِّه" 15:2والمعنى كما تقدم برقم 2. والرغائب: جمع رغيبة. وهيالشيء المرغوب فيه.

([4]) رواه عنه الخطيب في "الفقيه والمتفقِّه" أيضاً168:2. والفرَق: الخوف. والمهنأ: الهناءة والراحة. يقول : لولا خوفي من الله عزوجل أن أَتَسبَّب في ضياع العلم وموته لما أفتيتُ أحداً، ولصرفت عني كل سائلٍ عن حكم شرعي، خشية أن أتحمَّل مسئوليته، لأن الفتوى في دين الله تعالى خلافة عنه في بيان أحكام شريعته، فأكون قد تحمَّلت المسئولية ، وقضيتُ للرجل حاجته واستراح.

([5]) من " الفقيه والمتفقه" 22:2. وللحربي كتاب" غريب الحديث" طبع بعضه، فلعلَّ هذه الكلمة في مقدمته؟.

ويريد فيها: أن من العلوم الأساسية التي يحتاجها الفقيه: اللغة العربية، فينبغي أن تكون له معرفةٌ تامة بها، وإلا خانه الفهم والتفقُّه، فإن اللغة العربية تخلَّلت في علوم الإسلام تخلُّل الروح في الجسد ، فلا يَنْفكَّان.

([6]) من " المقاصد الحسنة" ص430 للحافظ السخاوي، وأسند نحو هذا اللفظ الخطيب في " الفقيه والتفقه" 138:2 إلى تلميذ الخليل أبي عبيدة مَعْمَر بن المثنى.

تم نشر المقال : الخميس 12 شوال 1430 - 1 أكتوبر 2009 وأعيد نشره بعد تنسيقه بتاريخ 12/محرم /1440 -22-9-2018

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين