من أساليب تربية الأبناء:
تعليمهم مراقبة الله تعالى
قال سهلُ بن عبد الله التُّستَريّ:
كنتُ وأنا ابنُ ثلاث سنين أقوم بالليل، فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوَّار ، فقال لي يوماً:
ـ ألا تذكر الله الذي خلقك؟.
فقلت: كيف أذكره؟.
قال: قل بقلبك عند تقلُّبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تُحرِّك به لسانك: الله معي، الله ناظرٌ إليّ، الله شاهدي.
فقلت ذلك ليالي، ثم أعلمته، فقال: قلْ ذلك في كلِّ ليلة سبعَ مرات. فقلت ذلك ثم أعلمتُه، فقال: قل ذلك كل ليلةٍ إحدى عشرة مرةً، فقلته، فوقع في قلبي حلاوته.
فلما كان بعد سنة قال لي خالي: احفظْ ما علَّمتُك ودُمْ عليه إلى أن تدخل القبر، فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة. فلم أزل على ذلك سنين ، فوجدتُ لذلك حلاوةً في سري.
ثم قال لي خالي يوماً: يا سهلُ من كان الله معه، وناظراً إليه، ومشاهدَهُ، أيعصيه؟! إيَّاك والمعصيةَ.
فكنت أخلو بنفسي... فتعلَّمتُ القرآن وحفظته، وأنا ابنُ ستِّ سنين أو سبع سنين ([1]).
([1]) من "إحياء علوم الدين" 64:3، كتاب رياضة النفس وتهذيب الأخلاق ـ بيان الطريق في رياضة الصبيان.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول