صدور كتاب أيها المستمع الكريم - الأحاديث الإذاعية للشيخ عبد الفتاح أبو غدة
الأحاديث الإذاعية للشيخ عبد الفتاح أبو غدة
أيها المستمع الكريم
صدر عن دار الأصيل للطباعة بحلب كتاب:«أيها المستمع الكريم» في 320 صفحة ، وهي مجموعة طيبة مباركة، من الأحاديث الإذاعية التي ألقاها فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة من خلال إذاعتي حلب ودمشق في سورية في الأعوام 1370 ـ1381، ومن بعدهما الرياض والرباط وأم درمان وأبو ظبي في الأعوام 1394ـ1406، وقد قام ابنه البار الأستاذ المهندس محمد زاهد أبو غدة بجمع هذه الأحاديث والتقديم لها بمقدمة وافية ممتعة بعنوان: عبد الفتاح أبو غدة في بيته، وقد عهد إلى بعض الناشرين بطباعة هذه الأحاديث الإذاعية، وقال في مقدمتها:
« هذه الأحاديث يكاد أن يمضي على كتابة أولها ستون عاماً ، بينما أذيع آخرها في أوائل الثمانين من القرن العشرين، وهي بمواضيعها في هذا الإطار التاريخي تدل على سبق الوالد في معالجة كثير من القضايا بالتنوير والترشيد والحكمة والموعظة الحسنة، كما تدلُّ على الاهتمامات الدينية والاجتماعية والتربوية والسياسية في منهج الوالد الدعوي ، وهي بذلك تقدِّم للقارئ صورة تمتد عبر السنوات لمتابعته نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله في كل منحى ينبغي فيه الدعوة إلى الله ، فهي تتحدث عن نبيِّ هذه الأمة الذي لا يؤمن مؤمن حتى يكون اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وهي تذكِّر باليوم الآخر ، ونعيمه والآخرة وعذابها، مُرصَّعة بآي الذكر الحكيم ، وهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وتتناول صحَّة الإيمان والاعتقاد، والسلوك والآداب الإسلامية ، وتعالج كثيراً من الأمراض الدينية والاجتماعية التي ولَّى بعضها بفضل الله عزَّ وجل ، ونسأله سبحانه أن يمنَّ علينا بزوالها كلها من بين أظهرنا ليعود للمسلمين صفاؤهم وتتمَّ سعادتهم.
وسمة كل هذه الأحاديث المباركة ملامسة الواقع وعلاج أمراضه ومواطن الخلل فيه وتثقيف المستمع وتوجيهه لما فيه خير الدنيا والآخرة، فقد كان الوالد ـ رحمه الله تعالى ـ وهو من ورثة الأنبياء ـ مثالاً بشرياً متواضعاً لما وصف الله به نبيه الكريم:[لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ] {التوبة:128} .يتحرق قلبه على ما يراه من جهل وتخلُّف وتقصير، ويذرف الدموع سخية خشيةً على المسلمين، ولا ينفك يدعو الله عزَّ وجل ليله ونهاره أن يلطف بهم ويُسلِّمهم ويوفقهم لكلِّ خير ، وهذا كله في تفاؤل المؤمن العارف بالله الواثق بوعده في كتابه أن العاقبة للمتقين.
هذه الأحاديث خير ذكرى للوالد ـ رحمه الله تعالى ـ ، وقد مضت على وفاته سنون عشر ، وهو لا يزال ملأ السمع والبصر ، لدى أهله ومُحبيه، نضعها بين يدي القراء الكرام ، وقد اخترنا أن نطبعها أول الأمر في حلب الشهباء التي أحبَّها وأحبته ، والذي كان شديد الحرص على أن يكون لها سَمْت علمي مميَّز في المشارق والمغارب، وقد كان بفضل الله عزَّ وجل ، فكان الوالد ـ رحمه الله تعالى ـ ينشر كتبه باسم مكتب المطبوعات الإسلامية في حلب، ليحمل اسمها إلى كلِّ أصقاع الأرض.
وقد وضعت في مقدمة الكتاب نبذة عن حياة الوالد، وأتبعتها بلمحة عن حياته في بيته، وهيهات أن نوفِّيه حقَّه فهو الوالد والمربي والمعلم والمؤدب ، ولا نملك إلا أن نسأل الله عزَّ وجل أن يجزيه عنا أفضل الجزاء، وأن يغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وأن يرزقنا شفاعة صاحب الحوض والشفاعة وصحبته في الفردوس الأعلى ، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين».
ورابطة علماء سورية المستقلة تُهنئ تلامذة الشيخ ومحبيه ومتتبعي تراثه العلمي النافع المعطار على هذا العمل المبارك المفيد، وتتمنَّى أن يقوم الأستاذ الكريم محمد زاهد بإعادة طباعة الكتاب بإشرافه الكامل وتصحيحه الدقيق ، وتترقَّب إصدار ترجمة موسعة عن والده الجليل، ـ رحمه الله تعالى وأثابه رضاه ـ .
هذا وقد نشرنا في الموقع بعد هذا التعريف محاضرته «المسؤولية في الإسلام» المنشورة في الكتاب «الأحاديث الإذاعية»، وأصل هذه المحاضرة كلمة أذاعها من إذاعة حلب مساء يوم الجمعة 24 من ذي القعدة 1376 يوم سفره إلى دمشق، ومنها إلى الحجاز الشريف، لتكون تذكرةً وتعريفاً بأسلوب الشيخ العلمي في أحاديثه الإذاعية التي تتحول إلى محاضرات علمية، وبعضها يكون نواة لكتب مفردة، كأحاديثه الإذاعية حول «الرسول المعلم» صلى الله عليه وسلم الذي أفرده بعد ذلك بكتاب قائم بنفسه، جزاه الله خير الجزاء وأوفاه، وبارك في أنجاله الكرام، وتلامذته الأوفياء ، ومُحبيه الأتقياء.
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين