ما أشبه الليلة بالبارحة - كلمة رابطة علماء سورية

ما أشبه الليلة بالبارحة

       كان بيان رابطة علماء بلاد الشام قبل سبعين عاماً يتحدث عن أوضاع الأمة التي استدعت همم العلماء في الأمم ليعقدوا مؤتمرهم الأول. وتكون لهم الريادة في حمل هموم الأمة ومعالجة مشكلاتها والذود عنها أمام أعدائها. والدعوة إلى الله على بصيرة ليبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار.

       وحدثنا الفتى الشيخ السباعي الذي لم يجاوز الأحد والعشرين ربيعاً عن آثار هذا المؤتمر في افتتاحية مجلة الفتح القاهرية التي يرأس تحريرها العالم العامل، والمفكر السياسي الإسلامي البارز محب الدين الخطيب.

       والفكرة العامة الموجبة للمؤتمر الأول ذكر فيها :

       (ولما كان شأن رجال الدين يقف بهم على ذروة المراقبة .. والنظر فيما يضمن للأمة تلك الحياة الصالحة وثمراتها اليانعة ، والعمل على ما يداوي عللها. ويسر خللها، ويمنع ذللها، ويصعد بها عارجاً في مراقي الكمال البشري، وفضائل الإنسانية. وكي لا تطغى عليها المادة فتعرفها في ضلالها عن خالقها وتجمع بها النزوات والنزعات في شهواتها. فننسها أمانتها وواجبها وأخلاقها، فترجع القهقرى من حيث تطن التقدم، وترسب فضيض الرذيلة من حيث تبغي السمو).

       لم نعد ندري بعدها ما هو مصير هذه الرابطة وقضت أجيال ونشأت أجيال. وتتراكم الأحزان والآلام، وتحتشد الظروف التي تمر بها الأمة، وتعصف بوحدتها وتحريرها، وتقتضي قيام هذه الرابطة من جديد.

رابطة علماء بلاد الشام :

       فرحنا كثيراً عندما سمعنا بإحياء هذه الرابطة من جدي دمن علمائنا الكرام. وسرنا أن يكون مركزها الرئيسي القدس. بينما يكون مقرها المؤقت عمان ريثما يتم تحرير القدس الشريف من رجس اليهود المحتلين. وتلقينا هذا الخبر بفرحة غامرة على الصيغة التالية :

(فرحات العبار، إسلام أون لاين. نت 27/4/2006)

       وفي بيان للأمانة العامة للرابطة وصل شبكة (إسلام أون لاين اليوم الخميس 27/4/2006هـ قال الأمين العام للرابطة بلال حسن التل : إن الحكومة الأردنية وافقت على أن تكون العاصمة الأردنية (عمان) مقر مؤقتاً للرابطة.

وأوضح أن الرابطة تهدف إلى تعزيز التعاون والتعارف بين العلماء والمراكز الإسلامية في العالم من أجل التشاور في المسائل الفقهية الطارئة، والقضايا العامة للأمة وبيان الحكم الشرعي فيها بالإضافة إلى تنوير الرأي العام الإسلامي، وتوعيته لمواجهة الأخطار والأزمات التي تتعرض لها الأمة الإسلامية.

وأضاف إلى أن قرار تأسيس الرابطة جاء للتصدي لحملات الغزو العدواني بجميع وجوهه على الأمة. والعمل على فتح حوار علمي واقعي مع الشخصيات والمنظمات من سائر الديانات والاتجاهات المخالفة بغية الوصول إلى جلاء الحقيقة للآخرين، وتحقيق التعارف والتعاون معهم. كما أن الرابطة تسعى إلى بيان الحقوق التاريخية للمسلمين في أرضهم وثرواتهم على الخصوص في فلسطين والعراق، بالإضافة إلى إصدار النصائح كلما دعت الحاجة إلى الحكام والمسئولين عن الأمة التزاماً بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)*.

وكانت جريدة (تشرين) الدمشقية قد أشارت إلى هذا الحدث تكملة مقتضية ذكرت فيه اختبار فضيلة الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي رئيساً للرابطة.

وأشار موقع (فلسطنيو 48) إلى تفصيلات أوسع عن الحدث الهام بتاريخ 7/4/1427هـ بقوله : (..وفي بيان لها قالت رابطة علماء بلاد الشام أنها ستسعى إلى ذلك من خلال الاستفادة من كافة وسائل الإعلام والاتصال. وكذلك عقد المؤتمرات والندوات المشتركة مع غير المسلمين أو استضافتهم في مؤتمرات ودورات الرابطة كما ستعمل الرابطة على نشر الكتب والبحوث الداعية إلى الوحدة الإسلامية. ونشر كتبت النشرات والدوريات والمجالات.

وقد تم اختيار العلامة السوري الدكتور وهبة الزحيلي رئيساً للرابطة وبلال الحسن أميناً عاماً لها.)

وكانت صحيفة (تشرين) قد تحدثت عن قيام لجنة تنفيذية للرابطة مكونة من أثنى عشر عالماً. أمكن حل هذا اللغز كما ذكر البيان المرسل لشبكة (أولاين) على لسانها :

(وحول البناء الهيكلي للرابطة وذكر البيان أنه تم اختيار الدكتور وهبة الزحيلي رئيساً للرابطة وبلال حسن التل أميناً عاماً لها.

وتضم الرابطة عدداً من العملاء البارزين هم الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، الشيخ إبراهيم السلقيني عن سورية، والشيخ محمد كنعان والدكتور أسامة المفتي عن لبنان، والشيخ عكرمة صبري مفتي القدس والشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين، والشيخ صابر الفرا عضو محكمة الاستئناف الشرعي في غزة عن فلسطين. بجانب الدكتور عبد العزيز الخياط والدكتور عبد الناصر أبو البصل وبلال حسن التل عن الأردن.

وجاء إنشاء رابطة علماء بلاد الشام تنفيذاً لقرار مؤتمر العلماء ودورهم في نهضة الأمة الذي عقد بالعاصمة الأردنية في أبريل 2003.

ونظم هذا المؤتمر المركز الأردني للدراسات والمعلومات بمشاركة واسعة من علماء الأردن وفلسطين وسورية، وتحت رعاية من رئيس وزراء الأردن.

أن موقع (السلطة الوطنية الفلسطينية / حكومة وسياسة) فقد ذكر إيضاحاً أوسع عن هذه الرابطة بقوله :

(أكد العلماء المسلمون في بلاد الشام على وقوفهم إلى جانب إخوانهم في فلسطين . وأصدروا في نهاية أعمال المؤتمر الذي عقد في العاصمة الأردنية بدعوة من المركز الأردني للدراسات والمعلومات تحت عنوان (العلماء ودورهم في نهضة الأمة. واستمر لمدة يومين بياناً تضمن بندا خاصاً يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس والأقصى.

واتفق نحو (120 عالماً) وقاضياً شرعياً من بلاد الشام في ختام المؤتمر على تشكيل رابطة علماء بلاد الشام ومقرها الدائم بيت المقدس. وإصدار وثيقة تاريخية تتضمن التأكيد على قدسية المسجد الأقصى المباركة، والأراضي المقدسة، وحق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأوصى المؤتمر بالعمل الجاد على تأسيس رابطة علماء بلاد الشام.

وشدد البيان الختامي للمؤتمر على ضرورة استقطاب الطلبة المتفوقين إلى كلية الشريعة ضرورة تعزيز العلماء لدورهم في حث الأمة على نبذ مظاهر التخلف والجهل والكسل والفساد والرزيلة مؤكداً على أن يقظة الأمة لا تكون إلا بالوعي، وأنه لا يقوم بهذا الدور مكتملاً إلا العلماء والمفكرون جنباً إلى جنب مع رجال السياسة والإعلام وصناع القرار وأهل الوعي والثقافة.

وحيا البيان الشعب الفلسطيني في رباطته وتمسكه بأرضه وحقه بالاستقلال وتقرير المصير والحفاظ على عروبة أراضيه.

وقال سماحة الشيخ عكرمة صبري المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الذي ترأس إحدى الجلسات في المؤتمر : إن المؤتمر جاء ليؤكد على أهمية العلماء المسلمين ودورهم الريادي في أنه كان فرصة مهمة لبحث دور العلماء في مواجهة التحديات والأزمات المعاصرة التي تتعرض لها الأمة وجعل قضية فلسطين والمسجد الأقصى . والمخططات الخطيرة والمؤامرات للمس مقدسته من قبل المتطرفين اليهود أحد المحاور الرئيسية فيه ودليل ذلك جعل بيت المقدس المقرر الدائم لرابطة علماء بلاد الشام.

رابطة علماء بلاد الشام :

       وقبل أسبوع من إعلان هذه الرابطة. كان قد عقد اجتماع بدمشق للهدف نفسه حيث (أعلن في دمشق عن قيام رابطة علماء الشام (لتكون هذه الرابطة بعد تأسيسها ووضع برامجها وصياغة أهدافها وتحديد ما يرجى منها) رائدة في مجال العمل الإسلامي الهادف إلى إعادة دور العلماء المسلمين في بلاد الشام إلى ترشيد الصحوة الإسلامية والتعاون والتنسيق مع المنظمات والمؤسسات الدينية في العام، والدفاع عن الإسلام بالوسائل الحضارية وفي مقدمتها تعزيز الحوار بين الحضارات والتقريب بين المذاهب الإسلامية. والتأكيد على ثوابت الأمة الوسطية.

       ولوحظ أن الاجتماع التأسيسي للرابطة التي تعتبر شعبته أهلية حضرة وزير الأوقاف السوري الدكتور زياد الدين الأيوبي ومفتي سورية العام أحمد بدر الدين حسون. وشهد حضوراً لافتاً من العلماء حيث تم الاتفاق على برنامج عمل الرابطة الذي نص على ضرورة مواجهة التحديات التي تعترض من الأمتين الإسلامية والعربية .. وكان اللقاء التمهيدي الأول عقد في قائمة القدس في مجمع الشيخ أحمد كفتارو يوم الأربعاء الماضي) وقد تحدث مجمع موقع مجمع الشيخ أحمد كفتارو بتفصيل مهب عن المؤتمر. وكلمات المؤتمرين. والذي عقد في 21/3/1427هـ الموافق 19/4/206م.

       لكن الملاحظ أنه لم يتم تشكيل قيادة للرابطة. إنما اعتبر الاجتماع تمهيداً لمناقشة برنامج عمل الرابطة. وكما يقول الأستاذ عبد الحفيظ الحافظ (إذا كانت الدعوة تمت في مجمع الشيخ أحمد كفتارو بدمشق لإطلاق رابطة علماء بلاد الشام. فهذا شأن المجمع ، لكن حضور السيد وزير الأوقاف، والسيد المفتي العام والدكتور البوطي يعطي الملتقى التحضيري للرابطة سمة رسمية. وكان الدكتور زياد الأيوبي وزير الأوقاف في مقدمة المتحدثين).

       نتمنى أن لا تتبعثر الجهود. وبالإمكان ذلك حيث أن الدكتور البوطي مشارك في المؤتمر معاً. وحيث أن الرابطة التي عقدت في عمان قد تم اختيار لخطتها التنفيذية ورئيسها الدكتور الزحيلي. فلماذا لا ينضم ألف العاملون جميعاً في دمشق وعمان تحت راية واحدة، وبعيداً عن السيطرة الرسمية لأي دولة. ولو أعيد انتخاب قيادة جريدة للمؤتمرين جميعاً.

       ما أحوجنا إلى رص  الصفوف، وتوحيد الكلمة وأن لا يكون عملنا يسمى واحد وأهداف واحدة. من خلال هاتين وقيادتين ورابطتين.

       إن هذه الثنائية لا تبشر أبداً بخير.

       وندعو أن يقوم مؤتمر جديد يقيم كافة علماء بلاد الشام الموزعين في الأقطار العربية والذين تحول ظروف بعضهم أن يحضروا في بلدهم مثل هذا المؤتمر. ونعيد من خلال هذا المؤتمر العام الموسع. ولادة الرابطة الأولى التي قامت عام 1938م ، وأدوات دورها الكبير في ذلك الوقت.

       عموماً تبارك الشيخ العلامة الدكتور وهبى الزحيلي رئاسة رابطة علماء بلاد الشام وهي الرابطة الوحيدة القائمة اليوم. ونضع بين يديه الاقتراح الأنف الذكر الذي يلم الشعث ويوحد الصف. ويضم كافة الطاقات في الأمة لتحقيق ما تصبوا إليه من أهداف وتعتبر رابطة علماء سورية موقفاً لرابطة علماء بلاد الشام سعيد باستقبال كل نشاطاته وبياناته.

       والله نسأل أن يوفقنا جميعاً لمرضاته.وخدمة دعوته. وتوحيد الكلمة للأمة تحت راية واحدة.

       "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ....".

       ولا تنازعوا فتشغل ريحكم . واصبروا إن الله مع الصابرين.

       وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

                                                رابطة علماء سورية

                                                    في 24/4/1427هـ

                                                الموافق لـ 22/5/2006

 

      

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين