بيان صادر عن ائمة وخطباء إدلب ورفضهم تلبية دعوة المحافظ على وليمة الإفطار‎

 وجَّهَ السيد محافظ إدلب دعوة إلى خطباء و أئمة المحافظة لحضور مأدبة الإفطار بتاريخ 28/رمضان/1432 هـ الموافق : 28/8/2011 م , و نظراً لما تمر به بلادنا من أحداث و على الخصوص خرق حرمة المساجد و دور العبادة من قبل الأجهزة الأمنية و الاعتداء على العلماء و المشايخ            و خصوصاً فضيلة الشيخ أسامة الرفاعي علامة دمشق , و نظراً لمماطلة السلطات المتكررة بالإفراج عن الموقوفين في مدينة إدلب رغم الوعود الكثيرة بالإفراج الفوري عنهم منذ ما قبل شهر رمضان , و نظراً لاستمرار حملات الاعتقال و المداهمة فإن خطباء و أئمة مدينة إدلب يؤكدون على ما يلي :

 
إننا نستنكر و بشدة استهداف المساجد و دور العبادة و خرق حرمتها و نحمِّل السلطة في سوريا كامل المسؤولية عن هذه التجاوزات . قال الله تعالى : ( و من أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه و سعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين. لهم في الدنيا خزيٌ     و لهم في الآخرة عذابٌ عظيمٌ ) .
إننا نستنكر و بشدة كل أنواع المس و الإساءة للعلماء و المشايخ و أرباب الشعائر الدينية في كل أنحاء سوريا سواء باعتقالهم أو منعهم من ممارسة وظائفهم أو التشهير بهم عبر وسائل الإعلام المحلية أو إغراء المأجورين بإيذائهم و ضربهم و يشددون الاستنكار باستهداف أحد أكابر علماء بلاد الشام فضيلة الشيخ أسامة الرفاعي و غيره من الأعلام الأفاضل و يحملون السلطة كامل المسؤولية عن ذلك مطالبين باحترام المعتقدات والمقدسات و الشعائر و الرموز الدينية لكل أبناء سوريا . قال الله تعالى : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغيرمااكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبينا ) .
إننا نطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على خلفية الرأي و التظاهر مؤكدين على ضرورة احترام مبادئ الدستور و ميثاق حقوق الإنسان الذي صادقت عليه سوريا ( لكل مواطن الحق في أن يعرب عن رأيه بحرية علنية بالقول والكتابة وكافة وسائل التعبير الأخرى وأن يسهم في الرقابة والنقد البناء بما يضمن سلامة البناء الوطني والقومي ويدعم النظام الاشتراكي وتكفل الدولة حرية الصحافة والطباعة والنشر وفقا للقانون. (     المادة 38  
لكل ما سبق فإن أئمة و خطباء مدينة إدلب يستنكفون عن تلبية دعوة السيد المحافظ معتبرين أن تكريم العلماء لا يكون بإطعام بطونهم      و إنما باحترام كلمتهم و منحهم المساحة الكافية من الحرية للمساهمة الحقيقية في بناء الوطن و حفظ كرامة أبنائهم .
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين