تعريف بتفسير المعين على تدبر الكتاب المبين - صدور كتاب المعين

من الأعمال العلمية المباركة التي وفَّق الله تعالى إليها، المشرف على هذا الموقع:الشيخ  مجد مكي، كتابة تفسير تدبري موجز محرر لكتاب الله عزَّ وجل ، وقد توجَّه إلى هذا العمل المبارك منذ سنوات، إذ ابتدأ باختصار تفسير الخازن الذي قرأه أكثر من مرة، واستخرج فوائده، وأحبَّ تقريبه للقراء بطباعته على حاشية المصحف الشريف، ليكون عمله مقارباً لمن اختصر بعض التفاسير، كـ:"زبدة التفسير"، مختصر " فتح القدير" للشوكاني، أو مختصر " محاسن التأويل" للقاسمي، وسمى عمله بعد الانتهاء منه خلال فترة وجيزة لم تجاوز السنة:" لب اللباب في تقريب معاني الكتاب". و" اللباب" هو" لباب التأويل " للإمام الخازن المتوفى سنة 741، وقد انتهى من اختصاره صبيحة يوم الثلاثاء 29من شهر ذي القعدة1422.

ثم رأى أن هذا المختصر ـ على نفعه وفائدته ـ لا يحقِّق الغاية المرجوة التي يطمع إليها، ولاسيما فيما يحتاج إليه القارئ المتدبر من معاني جديدة، وترجيحات سديدة، وتوجيهات مفيدة، ولغة تناسب هذا العصر...

وكان أثناء عمله في " التفسير" يتابع ما يُصدره شيخه العلامة الجليل الأستاذ عبد الرحمن حبنكة الميداني ـ ت1425 ـ ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسيره التدبري العميق: " معارج التفكر ودقائق التدبُّر" ، ويُراجعه فيما يكتب، فأخذ يُعيد النظر في عمله، وقام بصياغته من جديد ، بدقة وأناة، واستطاع أن يقرب للقراء المتدبرين خلاصة وافية مركزة لما كتبه شيخه الميداني في كتابه" معارج التفكر" الذي صدر في (15) مجلداً، وانتهى فيه الشيخ من السور المكية، كما استفاد من كتب شيخه الأخرى فيما كتبه في تدبُّر السور المدنية، لاسيما :" ظاهرة النفاق" و" فقه الدعوة".

كما رجع في تفسيره هذا إلى مصادر أخرى كثيرة قديمة ومعاصرة ، ذكرها في المقدمة الوافية التي كتبها لتفسيره " المعين".

وقد أراد من تفسيره التدبري المختصر أن يخاطب الشريحة الواسعة من المثقَّفين ، ولهذا اجتهد في تقريب المعاني باختصار ، وأتعب نفسه وأجهدها لتكون المعاني متناسقة مع صفحات المصحف الشريف، بحيث يسهل على التالي لكتاب الله سبحانه، أن ينظر في رقم الآية من السورة التي يقرؤها ليقف على المعنى المراد في حاشية الصفحة نفسها بدقَّة وخلاصة وافية.

وقد استمرَّ في عمله خمس سنوات متتابعات، اضطر خلالها إلى إعادة تجارب الطباعة خمس مرات، يُعدِّل في كلِّ تجربة، ويزيد وينقص ، حتى استوفى العمل بقدر الجهد البشري وانتهى من تصحيح تحارب الكتاب في يوم الاثنين 29من شهر شعبان من سنة 1426، وصدر الكتاب مطبوعاً في شهر رمضان من سنة 1427، عن مؤسَّسة الريَّان في بيروت ، ودار نور المكتبات في جدة.

هذا وقد صدر في الآونة الأخيرة عدَّة أعمال علمية تحت مسمى" التفسير الميسر"، أو" الواضح"، أو " الوجيز"، ومن قبلها ما قام به المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إصدار " المنتخب في تفسير القرآن"، وكلها أعمال حاولت تقريب معاني الكتاب إلى القراء، وقد اطَّلع عليها المؤلف، ورأى كثيراً من جوانب النقص فيها، فأراد أن يسدَّ هذه الثغرة، ويقدم عمله ضمن قواعد التزم بها، وضوابط رعاها في كتابة تفسيره، وإنَّ إجراء موازنة بين عمله والأعمال المشابهة له السابقة واللاحقة، تظهر مدى الجهد الذي بذله، والتوفيق الذي صحبه، وهو يرجو من القراء الكرام موافاته بملاحظاتهم وتسديداتهم، إذ أنه يَعُدُّ عمله ـ بعد هذا الجهد الكبير الذي بذله ـ بداية متواضعة ، ستتبعها دراسات أخرى بعون الله وتوفيقه .

وقد ألحقنا في ركن البحوث والدراسات مقدمة التفسير التي كتبها المؤلف وفقه الله، وقد تكلَّم فيها عن أهمية تدبر القرآن، وأورد الآيات التي تؤكد على أهمية تدبر القرآن الكريم، وعطاء القرآن المستمر ، والدعوة المتجددة إلى كتابة تفسير ملائم لأهل العصر، وعن توجُّهه لكتابة هذا التفسير، وبداية عمله فيه، وإشادته بتفسير شيخه العلامة الميداني، وأهم مصادره في التفسير، وأهم القواعد التي التزمها في التفسير، وأهم الضوابط التي راعاها أيضاً، ثم أورد فضلاً موجزاً تحت عنوان : " من أجل قراءة مؤثِّرة للقرآن ".

 وقد ألحقنا هذه المقدمة في ركن " الدراسات" ليقف القراء على منهج المؤلف، ولعل الله سبحانه ييسر إيراد نماذج من تفسيره لبعض السور ، نسأل الله سبحانه أن يوفق المؤلف إلى مزيد من العطاء ، وأن يبارك في وقته وعلمه . و صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

يطلب الكتاب من مؤسسة الريان في بيروت هاتف651327، ومن دار نور المكتبات بجدة( الوقف القرآني) بجوار جامع الشعيبي هاتف 6838051.

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين