تتعدد اللحظات التأريخية

بقلم:د. بشر محمد موفق

إن انشغل الإعلام والمراقبون والمحللون والمحامون والصحفيون والمواقع الالكترونية والقنوات المباشرة والفعاليات الاجتماعية من مجالس وديوانيات وملتقيات، إن انشغل كل أولئك بمحاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك.. فهذا حق لأنها لحظة تأريخية فعلا.. ترى فيها تحقق سنن من سنن الله تعالى في خلقه..
 
ولكن لينتبه كل أولئك إلى أمر هام ليس بأقل من هذا الحدث قيمة في الزخم الإعلامي والعقلي والفكري والتحليلي، بل والتأريخي في عمر الحضارات..
 
إنه ثورة الشعب السوري في وجه أعتى أنظمة الأرض وأشرسها وأكثرها عداء للإنسانية في وقتنا الراهن.. وما يجري في حماة وأخواتها من المدن السورية شاهد على ذلك.. خصوصا إن استحضرنا مؤيدي هذا النظام من إيران ودعمها الاستخباراتي والعسكري والإعلامي والمادي والقانوني التدميري واللوجستي، وميليشيات حزب اللات وبعض الميليشيات الصفوية في العراق والموالية لإيران أيضا..
 
إن ثورة الشعب الأعزل في وجه كل أولئك لحظة تأريخية لا تقل عن محاكمة مبارك..
باختصار: ما أروع اللحظات التاريخية حين تشترك فيها الشعوب..
 
فقد فرحت كل الشعوب العربية وهنأت الشعب المصري بمحاكمته لمخلوعه..
وننتظر وقفة الشعوب العربية مع أخيهم السوري السلمي..
وبداية السيل قطرة.. وبدورنا نشكر الوقفة الشعبية الكويتية والبحرينية واللبنانية والمغربية والأردنية.. وننتظر المزيد.. فلا تتوقفوا عن الوقفات..
 
واسعدوا معنا بلحظتنا التأريحية في سوريا.. فكلكم ستقطفون ثمرتها قريبا بإذن خالق الأرض والسموات..
والله غالبٌ على أمره.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين