شكرا لكم أيها الشرفاء من أبناء الطائفة العلوية باسم رابطة العلماء السوريين
  
شكرا لكم إخوة الوطن والعزة والكرامة ، إخوة الماضي والحاضر والمستقبل ، شكرا لكم وأنتم تتحدون هذا النظام الفاشي الظالم المستبد القاتل فأصدرتم بيانا تتبرؤون به من جرائمه البشعة ، واستغلاله الكاذب لاسم الطائفة ، وما يبذله من مسعى خبيث لإلقاء الرعب في قلوب أبناء الطائفة من عدوان وشيك لأهل السنة عليكم، وانتقامهم منكم، مستندا لفتوى ابن تيمية، وهي فتوى فردية قديمة لم تطبق ذات يوم، اجتهد فيها صاحبها والمجتهد يخطئ ويصيب... ينبشها النظام اليوم بقصد سيئ ، وهدف خبيث لتمزيق  الوطن، وحتى يحترب الشعب بعضه مع بعض، ومن ثم ليستمر طغيان آل أسد في حكم البلد بالحديد والنار ، وبأجهزة القمع والإرهاب من رجال الأمن والشبيحة الذين أفسدوا البلاد والعباد ، وعذبوا الشباب والشيوخ ، واقتادوا الأحرار إلى السجون والمعتقلات، وشردوا مئات الألوف خارج الوطن ، وانتهكوا الحرمات، وهدموا المساجد، وشوهوا جثث الشهداء ، ورملوا النساء ، ويتموا الأطفال ، بل عذبوهم حتى الموت ، وداسوا كل قانون ، وانتهكوا كل شريعة ، ونقضوا مبادئ الدستور الذي صاغوه بأيديهم ، وتحدّوا بمظالمهم كل المنظمات الدولية والقانونية والإنسانية ... كل هذه الجرائم من أجل أن يحتفظوا بحكم أسرة آل حافظ أسد ، ولو على جماجم وجثث الشهداء ... فلما بلغت مظالمهم الوحشية وجرائمهم البربرية ما بلغت ، وأحسوا بنهاية حكمهم الشرس ، وقرب زوال أيامهم السود الحالكة ، جاءوا يتقرَّبون من أبناء الطائفة كذبا ، لتكونوا معهم شركاء فيما فعلوه ، فلهم المغانم ، وعلى الطائفة المغارم ! والأمل بأبناء الطائفة أن يعرفوا ـ بذكائهم المعروف ووعيهم ونضجهم ـ أن يعرفوا هذه الحقيقة الساطعة ، وأن يفوتوا على النظام المجرم أهدافه الخبيثة الماكرة .
           نحن في سورية ـ كما تعلمون ـ شعب واحد ، ومصير واحد ، ونسيج واحد ، صنعنا تاريخنا معا ، وقاومنا الاستعمار الفرنسي معا ، ووضعنا دستور سنة 1950 معا ، ونهضنا بعهد الاستقلال معا ، وقاومنا الدكتاتوريات العسكرية معا ، كنا جنبا إلى جنب دائما وأبدا ، وكنا يدا بيد في كل مرحلة من المراحل الوطنية ، لم نفترق ولن نفترق أبدا منذ فجر الاستقلال إلى أن جاء الطاغية المقبور حافظ الأسد ، فأقام حكمه الديكتاتوري المستبد مستغلا اسم الطائفة . لكنه شمل بظلمه وفساده واستبداده وجرائمه كل الشعب السوري وبكل مكوناته ، وكل فصائله ، وكل طوائفه ، لم يستثن أحدا من الاغتيال والسجن والتعذيب والتشريد ، وجعل حكمه وراثيا ليحصره في أسرته الضيقة ، وليتابع ولداه بشار وماهر وصهرهما وأبناء خؤولتهما ... ما ارتكبه الأب الطاغية من أهوال ومظالم وفظائع ... هذه الحقيقة يعرفها بالتأكيد أبناء السنة بكل جلاء ووضوح، لا يمكن لأحد منهم أن يحمِّل الطائفة ما يقترفه الطغاة بشار وماهر وأصف وآل مخلوف من قمع وحشي ... يؤكد هذا أن المظاهرات التي جرت وتجري في سورية أعلنت من أول يوم ، وبوعي كامل وبصيرة نفاذة أن مظاهراتهم سلمية حضارية ، وهتفوا ولا زالوا يهتفون : لا للطائفية ... لا للعنف ... الله سورية حرية وبس .. والله جلّ شأنه يقول: " ولا تزر وازرة وزر أخرى " فالمسؤولية أولا وأخيرا فقط تقع في عنق حافظ الأسد وآل بيته وبطانة السوء والظلم من حوله .
 
تقبلوا تحيات رابطة العلماء السوريين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاثنين 15 رمضان 1432 هـ الموافق 15آب 2011م  
                الأمانة العامة لرابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين