لله درك يا ابن عبد العزيز

محمد الرطيان
 

سنتان وأربعة أشهر وعدة أيام.. هذه هي مدة حكم الخليفة عمر بن عبدالعزيز .
تخيلوا!.. بأقل من ثلاثين شهراً استطاع أن يصنع لاسمه العظيم كل هذه المكانة
والمجد في التاريخ العربي والإسلامي.
سموه خامس الخلفاء الراشدين
وصفوه بالخليفة العادل
قالوا عنه إنه (عمر الثاني).
 
لم يمنحه الزمن فرصة لوضع خطة اقتصادية خمسية أو عشرية..
استطاع بأقل من نصف الخمس سنوات أن يُطبق الخطة التي جعلت رجال الأعمال في
زمانه يجوبون دولته المترامية الأطراف بحثاً عن من يقبل الزكاة ولا يجدونه!
لله درك يا ابن عبدالعزيز.
تقول كتب التاريخ:
في عهده عم الرخاء والعدل والأمن أرجاء البلاد الإسلامية .
كيف فعل هذا خلال سنتين وأربعة أشهر ؟
الإجابة كلمة واحدة: العدل.
تقول الكتب أنه انتزع تفاحة من فم احد أطفاله لأنها من فيء المسلمين الذي لم يُقسم حتى لحظتها!..
 
يا إلهي.. تفاحة يا أمير المؤمنين..
تفاحة يا سيد وحاكم أقوى البلاد وأكثرها خيرا واتساعا في زمانها!
ألا يخجلون الذين يقرؤون سيرتك يا ابن عبدالعزيز ؟
يخوت وقصور وأنواع الملذات وأراضٍ وبساتين لا حد لها ..
وأنت تخاف أن يحاسبك الله بتفاحة ؟ ..
تحافظ على تفاحة من بيت مال المسلمين!
لهذا السبب رحّب بك التاريخ واحتفى باسمك العظيم..
ونفس التاريخ سيطرد من صفحاته مئات الأسماء التي لا تستحق أن تذكر بسطر عابر .
 
لهذا السبب استطعت خلال “سنتين وأربعة أشهر وأيام معدودة” أن تصنع الفرق وتنجح بخطتك
الاقتصادية العظيمة.. وغيرك يحكمون بلاد المسلمين منذ عقود ولم يخلفوا وراءهم سوى الفقر والظلم والقهر والخراب.
 
جرير، الشاعر العربي العظيم، لخّص سياسة الخليفة العربي العظيم، في سطر واحد: “جئتكم من عند رجل يعطي الفقراء ويمنع الشعراء”.


 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين