مراجعات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر


ثامنًا: خطابنا إلى الأقليات غير المسلمة في مجتمعاتنا الإسلامية

 

د، موسى إبراهيم الإبراهيم
     1. نصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية

 

قال الله تعالى: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى".
قال الله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم".
قال الله تعالى: "النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بأهل الذمة خيرًا".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل ذميًا قتلناه...".
     2. سوابق من التاريخ الإسلامي
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابن عمرو بن العاص والي مصر وقد ضرب قبطيًا سبقه في سباق الخيل: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟؟
     شريح القاضي يقضي على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لصالح يهودي يعيش بين المسلمين... فيسلم اليهودي تأثرًا بهذا الموقف الذي لا يفعله إلا المسلمون الصادقون، لأنها أحكام الأنبياء.
     إنها أحكام الإسلام الذي جعله الله الرسالة الخاتمة والخالدة، إنها العدالة المطلقة التي لن توجد على تمامها وكمالها إلا في الإسلام واقعًا حيًا، لا نظريات في مجاهيل الخيال.
     3. إن المجتمعات الإسلامية والدولة الإسلامية منذ عهدها الأول، عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تخل من أقليات غير مسلمة تعيش بينها.
     4. ولم يحدث مرة في تاريخ الإسلام أن تعرضت الأقليات غير المسلمة في الدولة الإٍسلامية إلى ظلم أو اعتداء أو لم تنصف إن حدث لها ذلك.
     5. بل إن اليهود قد رضوا أن يهاجروا أيام محاكم التفتيش الصليبية في الأندلس التي قامت بمجازر جماعية لاستئصال الإسلام من تلك الديار بعد أن حكمها ثمانية قرون، يومها هاجر اليهود مع المسلمين، ولم يجد اليهود مأوى يأمنون به على أنفسهم إلا الدولة العثمانية الإسلامية.
     6. إنها أحداث ووقائع نذكر بها، وهي حالة لا يجهلها ولا ينكرها غير المسلمين، وهل تنكر الشمس في رابعة النهار؟!
     7. وفي العصر الحديث، عندما تمت اتفاقية السلام في السودان بين شماله المسلم وجنوبه الوثني، أراد الوثنيون ضمانات لحقوق الوثنيين الذين يعيشون في الشمال، فقال لهم أهل الشمال المسلم: إن ضمانة حقوقهم هي تطبيق الشريعة الإسلامية، وأطلعوا القيادات الجنوبية على حقوق غير المسلمين في المجتمع المسلم، فأقر بذلك الوثنيون ورضوا به واطمأنوا إليه.
     8. وفي العصر الحديث لا يرى علماؤنا بأسًا بأن يمثل غير المسلمين في المجالس النيابية بنسبة عددهم في الدولة حتى يتابعوا حقوقهم ويشاركوا في الرقابة على مسيرة الحياة العامة التي هم جزء منها.
وأخيرًا.. تلك هي ثقافتنا الإسلامية، وهذه هي أحكام إسلامنا العظيم التي نفاخر بها، وعلى نحو ذلك تقوم الحضارات وتبنى المجتمعات ويسعد الناس كل الناس في ظلال هذا الإسلام الذي لا ولن يسعدوا في رحاب غيره من أهواء البشر وتيههم وجهالاتهم بل تأسن الحياة والأحياء اليوم جراء الإعراض عن منهج الله وهديه.
اللهم قد بلغنا، اللهم فاشهد.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين