بيان هيئة العلماء والدعاة بألمانيا بخصوص أحداث سورية

فرانكفورت: 26/04/2011

 
بيان هيئة العلماء والدعاة بألمانيا بخصوص أحداث سورية
{ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون }
 
الحمد لله المعز المذل ناصر المستضعفين ومجيب المضطرين وقاصم الجبابرة الظالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله ربه رحمة للعالمين فنشر العدل والأمن والحق ، أما بعد
فلقد تابعت هيئة العلماء والدعاة بألمانيا بحزن وألم ما يرتكبه النظام الحاكم في سورية بحق شعبه الأعزل المسالم ونحن لا نكاد نصدق ما يقع من أهوال، تحاصر القرى بالأمن والشرطة ويطلق عليهم الرصاص الحي فيسقط منهم العشرات بين قتيل وجريح، وتقطع عنهم الاتصالات والكهرباء والماء، وكأن النظام يعلن الحرب على الشعب، ويصر على قلب الحقائق وتزييفها أمام العالم، وكأنه لم يتعلم من الأنظمة الأخرى التي سبقته، إن المستبد عبر التاريخ يظن أن بوسعه إسكات الثائرين وإخماد ثورتهم بقتلهم وسجنهم، وتاريخ الاستبداد يؤكد أن الناس تثور عقب مشهد دموي مؤلم يوقعه المستبد على المظلوم يريد الانتقام لناموسه، وأن كل قطرة دم تسيل تروى الثورة وتغذيها وصدق الله العظيم (وأملى لهم إن كيدي متين)
ونحن إذ نتابع هذه الأحداث نؤكد على ما يلي:
أولاً: نثني على موقف الشعب السوري البطل الذي خرج منادياً بالحرية والعدالة ، ونحتسب من سقطوا في هذه الثورة شهداء أحياء عند ربهم يرزقون ، ونسأل الله تعالى لذويهم الصبر والثبات ، ونسأل الله للجرحى الشفاء العاجل ، ونناشد الأحرار من أهل سورية مساندة إخوانهم الثائرين وإغاثتهم والحفاظ على سلمية تظاهراتهم.
ثانياً: نؤكد على شرعية المطالب التي نادي بها المتظاهرون ، فهي حقوق لهم نالها غيرهم ، وهم ليسوا بأقل منهم ، ورضي الله تعالى عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب إذ رفعها مدوية في وجه كل حاكم يسيء استخدام سلطته أو يتعدى على رعاياه " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"
ثالثاً: نتوجه بنداء إنساني وأخلاقي ووطني إلى كل رجال القوات المسلحة السورية وإلى قوات الأمن أن يمتنعوا عن إطلاق الرصاص على المتظاهرين ، فهؤلاء المتظاهرون هم إخوانكم وأبناؤكم وجيرانكم وأصدقاؤكم ، فلا تكونوا أنتم من يبوء بإثم هؤلاء العزل ، واعلموا أنه لا ينجيكم عند الله تعالى كونكم قد أمرتم به من قبل قادتكم، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق الذي قال شأنه: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } وقال المعصوم صلى الله عليه وسلم " لا يزال الرجل في سعة من دينه ما لم يصب دماً حراماً " فالله الله في بني جلدتكم وإخوانكم في الدين واللغة والوطن.
رابعاً: ندعو علماء الأمة عامة وعلماء سورية خاصة إلى أن يكون لهم دور وأن يسمع لهم صوت في التنديد بهذه المجازر الوحشية ، وأن لا يقفوا عند الكلام بل يسعوا إلى استخدام وسائل الضغط على النظام الحاكم للاستجابة لمطالب المتظاهرين ، والكف عن القتل والسجن بحقهم، وندعو العلماء المؤيدين للنظام في بطشه وظلمه بالفتاوى والتبريرات أن يتقوا الله في شعبهم وأن يؤدوا الأمانة التي حملوها وأن يقدموا الآخرة على الدنيا والشعب على النظام فإن الشعب أبقى من حاكمه، كما ندعو العلماء والدعاة والكوادر العلمية في الغرب إلى القيام بدورهم في إيصال أصوات المحتجين وإظهار بطش النظام الحاكم، وإيضاح الصورة الحقيقية للعالم آخذين في الاعتبار الواقع الأوربي وخصوصيته.
خامسا: ندعو إلى محاكمة المسؤولين عن وقوع القتلى والجرحى بهذه الأعداد الهائلة وإنزال القصاص العادل بحقهم.
سادساً: ندعو الدول العربية وجامعتهم إلى القيام بالدور الواجب في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الشعب السوري ، واتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع وقوع مزيد من الدماء.
اللهم فرج عن أهل سورية ... واحقن دماءهم ... واحفظ أعراضهم وأموالهم وأولادهم وبيوتهم ... اللهم اشف مريضهم وداو جريحهم وتقبل شهيدهم وثبت أقدامهم واربط على قلوبهم وانتقم ممن ظلمهم إنك سميع مجيب.
 
د/ خالد حنفي
رئيس هيئة العلماء والدعاة بألمانيا
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين