بسم الله الرحمن الرحيم
رابطة العلماء السوريين
تُناشد المفتين في سورية أن يَستنكروا المَظالم القائمة
إنَّ رابطةَ العلماء السوريين تحيي سماحة الشيخ رزق أبا زيد مفتي درعا، والسادة نوابها الذين قدَّموا استقالاتهم رفضاً لما حلَّ في مدينتهم الشجاعة الباسلة، وفي المدن السورية الأخرى، من إزهاق للأرواح البريئة، واعتقال الأحرار، وخَطْف الشباب الثائرين، الذين يهتفون للحرية والعدالة، ومحاربة الفساد...
لقد رفضَ هؤلاء المُستقيلون أن يكونوا شهوداً على هذه الجرائم، جبناءَ عن الجهر بكلمة الحق.
ثمَّ يَقتحم الجيشُ درعا بدباباته ومصفَّحاته وأسلحته الثقيلة، ويطلق النارَ عشوائياً، ويحاصرُ المدينة، ويَقطع عنها الماء والكهرباء والاتصالات،ويَهدم المسجد العُمري، والعالم كله يسمع استغاثات شعب درعا، ويَرَى الجرحى ودماؤهم تَنزف دون مُسعف.
يا أصحابَ الفضيلة مفاتي سورية: إنَّ الشعب السوري يَنظر إليكم باحترامٍ وتقديرٍ وإجلال، وموضعَ الثقة، فكونوا قدوة هذا الشعب في وقفة إيمانية شجاعة، ترفضون معها القتل، والفساد والاستبداد، أنتم رموزُ الأمة، وقادتها الحقيقيون.
قولوا: نعم لمطالب الشعب العادلة في الحرية، والكرامة، والعدالة، وحقوق شعبنا، وطُهْر شبابنا، الذي يَرفع أغصان الزيتون وينادي: سلمية.. سلمية.. حرية.. حرية...
وإنَّ الرابطة لتضمُّ صوتها إلى بيان المجاهد المؤمن المهندس: غسَّان النجار، ابن حلب البار، وأمين سرِّ نقابة المهندسين، الذي ناشد – وبحق – سماحة الشيخ الدكتور: إبراهيم السلقيني – المفتي العام لمدينة حلب – ليقدِّمَ استقالتَه احتجاجاً على ما يجري في ساحات سورية؛ من دمٍ طهور يهراق، وأرواح تُزهق، وجُثث تُسحل، ومجازر تُقترف، وحرمات تنتهك، وأجساد تُجلد..
وإنَّ الرابطة بما تعرف عن سماحة الشيخ السلقيني من إخلاص، وصدق وزهد، ورقابة لله، تقدر أنَّه أهل للاستجابة السريعة لما طلبه الرجل الفذ المهندس الأستاذ الجامعي: غسَّان النجَّار، وأنَّه أهلٌ ليقفَ هذا الموقف المشرِّف، وجديرٌ أن يكون محلَّ القدوة لبقية السادة المُفتين.
نسأل الله سبحانه أن يقرَّ عيونَ الأمَّة بعلمائها الأحرار الذين يعيدون سيرة العلماء الربانيين، أمثال سعيد بن المسيب، وابن تيمية، والعز بن عبد السلام، وعز الدين القسام... وغيرهم، وما أكثرهم في تاريخنا المشرق المضيء {وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79].
رابطة العلماء السوريين.
الأمانة العامَّة
23-5-1432هـ
27-4-2011م
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
ذات صلة
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول