إحياء مجالس سماع الحديث النبوي - ختم صحيح مسلم في جامع الشيخ محيي الدين
بسم الله الرحمن الرحيم
إحياء مجالس سماع الحديث النبوي في جامع محي الدين بدمشق
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه0
 وبعد:
إحياء لمجلس الحديث النبوي أقام الشيخ أبو الهدى محمد بن السيد إبراهيم اليعقوبي الحسني مجلسا علميا حافلا لختم صحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري في جامع الشيخ محيي الدين بدمشق ولتسعة أيام متواصلة.
وقد شهد هذا المجلس إقبالا عظيما من طلبة العلم ومحبي الحديث الشريف فتوافدوا من شتى المحافظات السورية والبلاد العربية كالعراق والمغرب والجزائر وتونس والأردن وغيرها فضلا عن طلبة العلم من عدة من الدول الإسلامية كأندونيسيا وماليزيا وكازاخستان بل وبعض البلاد الأجنبية مثل إنكلترا وفرنسا وغيرها ليكون لقاء عليما مباركا تجتمع فيه كل الوجهات الإسلامية تحت راية الجامع الصحيح للإمام مسلم.
ابتدأ مجلس التحديث يوم السبت الموافق للسابع من شهر رجب الأغر من هذا العام 1428 الحادي والعشرين من تموز2007م. وقد ضمنه الشيخ اليعقوبي كلمة ضافية عن الإمام مسلم ومسنده الصحيح والعناية بمجالس الإقراء والإسماع مع ذكر الأسانيد الموصلة إليه.
وكان يعقد في كل يوم مجلسان للإقراء:
 الأول: بعد صلاة الفجر بنحو ساعة حتى صلاة الظهر يتخلل ذلك وقت للراحة والفطور.
والثاني: بعد صلاة العصر بساعة إلى صلاة العشاء يتخللها فترة استراحة قبيل صلاة المغرب.
وأحيانا يكون هناك إقراء بعد صلاة الظهر إلى العصر وبه تكون مدة القراءة لا تقل عن ثماني ساعات في اليوم الواحد، وتصل إلى عشر ساعات أو أكثر في اليومين الأخيرين.
وقد بذل الشيخ اليعقوبي جهدا عظيما معتنيا أن يكون هو القارئ ليتحقق بذلك أعلى مراتب التحمل وهو السماع من لفظ الشيخ.
وإذا بلغ به التعب والإرهاق يُقرِِأ بعض من حسنت قراءته، ريثما يرتاح الشيخ قليلا ليعود للقراءة من جديد بنفسه.
وجمعا بين الوحيين: القرآن والسنة كان بين يدي كل إقراء للصحيح إقراء لما تيسر من القرآن بالقراءات العشر.
واعتنى الشيخ بنفسه بتقييد السماعات والحضور، ووكل الشيخ جمعة الأشرم بذلك.
ولا ننسى الجهود الطيبة للمشرفين على المسجد بخدمة الشيخ وطلابه، وتوفير كل ما يكون عونا على حفظ الأوقات من الضياع وملازمة المسجد وعدم الخروج منه لا لطعام ولا لشراب أحسن الله إليهم.
وبعد رحلة شاقة ومرهقة منّ الله تعالى بختم الجامع الصحيح من أوله إلى آخره، وكان آخر ما قُرأ منه بعد صلاة المغرب بيسير، وبعد الصلاة عقد الشيخ مجلس الختم بحضور كل الطلبة فضلا عمن حضر من عامة الناس تشرفا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 وتضمن مجلس الختم:
سند الشيخ محمد اليعقوبي الحسني في المسلسل بالأولية.
سند الشيخ اليعقوبي السماعي لغالب الصحيح وباقيه بالإجازة عن والده الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل اليعقوبي الإدريسي الحسني. وقد أجاز من حضر بصحيح مسلم مقروناً بالإجازة العامة 0
ومن حسن الموافقات أن يكون مجلس الختم في يوم لأحد الخامس عشر من رجب 1428 وهو نفس اليوم الذي توفي فيه الإمام مسلم الخامس عشر من رجب سنة 261 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كما أفاده الشيخ اليعقوبي0
وقد حضر مجلس الختم الشيخ الجليل المعمر السيد محمد الفاتح بن محمد مكي بن محمد جعفر الكتاني الإدريسي الحسني، وقد توجه إليه الشيخ اليعقوبي أن يجيز من حضر إجازة عامة، فأجاز من تحققت فيه الأهلية بصحيح مسلم فقط.
وحضر مجلس الختم أيضا الشيخ الفاضل الشيخ محمد عدنان المجد الحسني، ورغب إليه أن يجيز من حضر، فأجاز من حضر إجازة عامة بالشرط المعلوم فقال: إني أفعل ذلك امتثالا لأخي وابن شيخي أجيز الحاضرين، والحمد لله رب العالمين.
ورغب الشيخ اليعقوبي إلى الشيخ المقرئ الدكتور يحي بن عبد الرزاق الغوثاني أن يجيز من حضر إجازة عامة، فقال: أجزت امتثالا جميع الحاضرين بالشرط المعتبر.
وممن واظب على الحضور الشيخ عمر موفق النشوقاتي، والشيخ جمعة هاشم الأشرم الديري، والشيخ الدكتور عبد الله الجنابي، وطالب باكستاني الأصل وهو محمد منور عتيق رضوي، والأخ عصام السبوعي من المغرب وعدد وفير من الأخوة.
ترجمة وجيزة للشيخ أبي الهدى اليعقوبي:
هو محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل اليعقوبي الحسني المولود في- سنة 1962 ميلادية
تلقى العلم عن والده العلامة الجليل المربي العارف إبراهيم اليعقوبي وهو عمدته، والعلامة الشيخ أبي اليسر عابدين، والعلامة عبد العزيز عيون السود، والسيد عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني، ومحمد مكي الكتاني، والعلامة محمد صالح الخطيب، وغيرهم 0
له نشاط علمي ودعوي كبير، ودروس عديدة، منها مجلس في الشمائل النبوية للترمذي، وله بعض الكتب منها ما طبع ومنها ما لم يطبع منها:
أحكام التسعير، وحسن الفهم بمسالة القضاء بالعلم، والأعين الغواني إلى أحاديث تغطية الأواني وغيرها 0
نسال الله تعالى أن ينفعنا بالسنة وعلومها وأهلها، وأن يرزقنا المزيد من مجالس القراءة والسماع لكتب السنة، والحمد لله على توفيقه 0
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين