بيان التجمع العالمي للمغتربين السوريين في الانحياز إلى الانتفاضة السورية

إن التجمع العالمي للمغتربين السوريين مؤسسة مستقلة تنتمي للنسيج السوري أنشأ ابتداءاً  عام 2009 ليلعب دوراً إيجابياً محدداً في عملية التواصل مع النظام السوري محاولاً فتح فجوةٍ في جدار التعنت والممانعة السورية الرسمية نحو المواطنين السوريين المغتربين  والمهجرين قسراً وذلك للوصول لحل واقعي يضمن عودة المغتربين السوريين لبلادهم  عبر غير البوابة الأمنية المذلة وبطريقة تحفظ كرامتهم  وإنسانيتهم وحقوقهم كمواطنين كاملي الحقوق والواجبات مع فتح المجال أمامهم للمشاركة في تطوير البلاد في مختلف المجالات .. وقد وجهنا في هذا الإطار رسالتين  لرئيس الجمهورية خلال ثمانية أشهر عبر السفارة السورية في استكهولم  وانتظرنا رداً كنا نتوقعه بناءاً على خطاب الرئيس المتكرر والمعرب عن رغبته في الإصلاح والتطوير وضمن أسلوبنا المغرق في المراعاة والمداراة طمعاً في تحقيق بعض المطالب المشروعة التي أعلنا عنها في صفحتنا الإلكترونية  والتي كان من شأنها أن تؤسس لفتح حوار جاد مع النظام ولكن دونما جدوى .. وفشل النظام في تحقيق أي تقدم أمام خطابنا المفعم بالوطنية والمشحون بالحق والعدل والإنسانية .. واليوم ومع انطلاقة الحراك السوري في وطننا الغالي كله من أقصاه إلى أقصاه وبكل مكوناته وقومياته وأعراقه ودياناته فقد صار لزاماً علينا أن نعلنانحيازنا الكامل لشعبنا السوري البطل وخاصة بعد سقوط الشهداء في درعا ودوما والتل وبانياس وحمص ودير الزور واللاذقية وغيرها من المدن الثائرة وبعد خروج النساء الطاهرات في البيضا والحرائر المصونات في الجامعات ولم يعد بإمكاننا أن نمد يداً وطنية للنظام القمعي والأستبدادي في دمشق. وإننا لنرى أنه فرض علينا الوقوف مع جماهير شعبنا السوري الذي خرج في مظاهرات سلمية واحتجاجات حضارية مشروعةفي كل إنحاء البلاد ضد الظلم والقمع والقتل والاعتقال والإذلال والإهانة الي يمارسها النظام القمعي في سوريا العزيزة.


إننا نعلنها صريحةً مدوّيةً أننا اخترنا الوقوف مع أهلنا في سوريا ومع مطالبهم المشروعة وحريتهم المسلوبة مع التأكيد على أننا كنا ولا نزال في صف المعارضة السورية الشريفة منذ عقود مضت.


إن النظام السوري الذي يقتل أبناءه ويعتقل ويعذب أطفاله ويستبيح حرمات حرائره  ويرتكب مختلف الجرائم ضد شعبه غير جدير بالبقاء في سدة الحكم ونحن ننحاز بقوة لصف الجماهير داعين لإسقاط النظام واستئناف حياة ديمقراطية في أجواء العدل والحرية والمساواة.


إننا نهيب بكل أبناء المجتمع السوري العريق بكل مكوناته أن يكونوا يداً واحدة مشاركين جميعاً في صناعة ثورتنا السورية مؤكدين على وحدة التراب السوري ومثبتين الحق لكل السوريين في حياة كريمة في سوريا الجديدة مع حفظ الخصوصيات لكل مكونات النسيج السوري في مجتمع متعدد ومتعاون.


كما ونهيب بالطائفة العلوية الوطنية أن تكشف غطاءها المعنوي والأخلاقي عن النظام الفاشي وتنحاز للوطن السوري وشعبه مؤكدين رفضنا القاطع لكل خطاب طائفي ومدركين لما يروج له النظام من دواعي للفتنة والتفرقة بين المواطنين السوريين.. مع تشديدنا على أن سوريا لكل السوريين.


عاشت ثورتنا حرة مستقلة.
وعاشت سوريا حرة أبية لكل السوريين.
وعاشت سوريا بلداً حراً متعدد الأعراق متوحد النسيج.
وتحية إجلال وإكبار وتقدير واحترام لشهدائنا الأبرار سائلين المولى تعالى أن يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته ويعوض أهلهم وذويهم خيراً ويعوض على سوريا كلها الوطن والشعب والتاريخ.


لقد وقفنا في بداية الحراك نقول إما الإصلاح وإما التغيير فإذا أسقط النظام خيار الإصلاح لم يبق لنا إلا التغيير .. وسلام عليك يا سوريا.


التجمع العالمي للمغتربين السوريين
المنسق العام
د.هيثم بن محمود رحمة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين